تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاقتصاد المعرفي

آراء
الخميس 27-8-2009م
أحمد عرابي بعاج

كانت المعرفة عبر التاريخ مصدر بناء الحضارات الانسانية في كل زمان ومكان .

ويكتسب عصرنا الراهن اهمية خاصة وغير مسبوقة تزيد من اهمية المعرفة في حياة الانسان نظرا للتراكم المعرفي الانساني والمهارات والامكانات التي نتجت عن هذا التراكم وادت الى تحسين مستويات المعيشة وتحقيق الرفاهية للعديد من الدول التي افلحت في تطويع تلك المعارف والمهارات لزيادة انتاجها المادي، وبذلك استطاعت امم ان تتفوق في مجالات التنمية وبناء الامكانات المتجددة.‏

فقد تحولت المعرفة حاليا الى ركن اساسي من اركان الاقتصاد العالمي الذي تحرر من قيود رأس المال والعمال واتكأ على المعرفة، اما بشكل كلي فيما يعرف باقتصاد المعرفة او شبه كلي فيما بات يعرف بالاقتصاد المبني على المعرفة والذي اصبح يمثل اتجاها حديثاً في الرؤية الاقتصادية وينظر اليه بوصفه محرك العملية الانتاجية والسلعة التي تلعب دوراً في خلق الثروة غير المعتمدة على رأس المال التقليدي لا على المواد الخام، انما تعتمد كليا على رأس المال الفكري ومقدار المعلومات المتوافرة وكيفية تحويل هذه المعلومات الى معرفة، ثم كيفية توظيف المعرفة للافادة منها بما يخدم البعد الانتاجي .‏

وقد تنبه علماء الاقتصاد الى امكانية الاستفادة من المعرفة لتصبح سلعة اقتصادية يمكن استثمارها لتحقيق قدر اكبر من الارباح، فكان ان انبثقت فكرة علم الاقتصاد المعرفي ليصبح اقتصاد القرن الواحد والعشرين، نتيجة الطفرة المعلوماتية التي تغمر العالم منذ نهايات القرن الماضي في مختلف المجالات .‏

حيث ان اساس الاقتصاد الناجح هو وجود مادة خام غير قابلة للنضوب على المدى الطويل،والمعرفة غير قابلة للنضوب اطلاقاً.‏

وقد اصبحت بعد اتحادها مع الاقتصاد ذات تأثير كبير في مختلف الجوانب الحياتية.‏

وتستطيع اي دولة مهما كان نصيبها من التطور التكنولوجي ان احسنت فهم ابعاد الاقتصاد المعرفي وعرفته من جميع جوانبه وعملت على توفير اهم اسسه وهو رأس المال الفكري لمواطنيها في مواقعهم الوظيفية المختلفة وذلك من خلال التأكيد على برامج التعليم الدائم والمستمر، وتوظيف كل معرفة جديدة في المجالات التي يمكن ان تؤثر فيها تأثيراً ايجابياً وفعالاً، ان تصيب سهماً وافراً من هذا النوع من انواع الاقتصاد الذي بدأ حيزه يتسع في السنوات الاخيرة ويكاد تأثيره يتفوق على تأثير الانماط التقليدية التي عرفها الميدان الاقتصادي من قبل .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية