|
|
قراءة في حدث.. الـــقرار الــــوهم آراء وبطبيعة الحال كان لابد ان يكون الرد على لسان الرئيس«كاسترو» قاسيا كان الرد على النحو التالي: إن قوة في العالم لا تستطيع ان تخنق آمال شعب كوبا وطموحه نحو الحرية والسيادة. واوضح مبررات هذا الرد بقوله ان الاستعمار الحديث بدأ يلفظ انفاسه في دول امريكا اللاتينية وفي عدد من بلدان العالم، ولهذا هو يستميت من اجل الحفاظ على مكتسباته من العهود المتخلفة في تلك البلدان. ومنذ بضعة ايام ايضا، في الرابع عشر من شهر آب الحالي، وفي ذكرى عيد ميلاده، قرأنا في الصحف تصريحه حول تبعات الازمة الاقتصادية الراهنة، وفيه قوله ان هذه الازمة تشكل نهاية الامبريالية.بمعنى ان هذا الرجل لم يلن ولم يتراجع عن قناعاته منذ ان امسك بزمام السلطة في إثر انتصار الثورة الكوبية في العام1959 والى يوم احتفالية عيد ميلاده في التاريخ المذكور. ومن جملة قناعاته ايضا ان الاستعمار مهما طال امده الى زوال، وقد تصح رؤيته في تقديرنا نحن وقد لاتصح ، لكن ما هو الاهم في هذا السياق هو الموقف، والحياة كما نعلم، تجسد أبعادها المواقف الوطنية والقومية . ولم يكن قرار الرئيس«جونسون» حيال الثورات التي عارضت الاستعمار الحديث فريدا من نوعه في هذا المضمار، فقبل ذلك بسنوات كان الرئيس الامريكي «دوايت ايزنهاور» قد اصدر في العام 1854 قرارا بوجوب الحذر من خطر سقوط فيتنام في ايدي اليساريين ذلك لان مثل هذا الحدث سوف يؤدي حسب اعتقاده الى نشوء ما يشبه عمليه الـ«دومينو» في جنوب شرق اسيا ، بمعنى اذا سقطت دولة تتابع سقوط دول اخرى في المنطقة باسرها وقد عرفت هذه النظرية فيما بعد بنظرية الـ دومينو منذ قرار التحذير الذي اصدره الرئيس آيزنهاور. ولا يتوقف صدور مثل هذه القرارات الامريكية في تاريخها الحديث ما جعلها في موضع فرصة لاخذ العبر . ومن تلك القرارات قرار منع نقل البضائع الانكليزية والفرنسية بواسطة السفن الامريكية في العام 1811 ومن ثم دعم هذا القرار بقانون ما ادى في ذلك التاريخ الى نشوب حرب بين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا استمرت منذ شهر حزيران 1812 حتى نهاية عام1815 وجدير بذكره في هذا المجال انه برغم احراز القوات الامريكية بعض الانتصارات البحرية، الا ان الاسطول البريطاني مع ذلك تمكن من الاستيلاء على واشنطن في الثامن من شهر نيسان 1814 خلال مجريات الحرب واحرق مبنى البيت الابيض. وفي السياق المتصل،ثمة قرار اخر يندرج تحت هذا البند ، بند القرار- الوهم، وذلك عندما اصدر الرئيس الامريكي ابراهام لينكولن قرارا بوجوب تحرير احد الحصون في جنوب البلاد بعد الاستيلاء عليه من قبل قوات المعارضة بقيادة الجنرال بيرغارد وكان صدور القرار سببا في نشوب الحرب الاهلية في الولايات المتحدة الامريكية وهي الحرب التي توصف بانها حرب السنوات الاربع الاكثر دموية في التاريخ الامريكي. وربما مثل هذه الامثلة توضح للقارىء في ايامنا هذه النهايات المرتقبة للقرارات كافة التي لم تجد اصحابها نفعا في اي وقت وتحديدا على سبيل المثال قرار السعي لخلق ما سمي بالشرق الاوسط الكبير او الاكبر في منطقتنا العربية فكل الشكر للزعيم كاسترو الذي جعلنا نستعيد من الذاكرة بعضا من احداث التاريخ DR-louka@maktoob.com ">الحديث. DR-louka@maktoob.com
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
