تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مفردات تشكيلية .. تحاكي الواقع في استحضارها للموروث

ثقافة
الخميس 27-8-2009م
قصي بدر

استضافت صالة الشعب للفنون الجميلة في الآونة الأخيرة أعمال الفنان الأردني محمود طه الخزفية والغرافيكية التي حملت

عنوان (المقامة العاشرة، ورق وطين) وتميز العرض بتنوع في المعروضات التي ملأت فضاء المكان إضافة لحضور لافت من الأوساط المهتمة التي جذبتها الرؤية الخاصة لهذا الفنان تجاه فن الخزف والمتجسدة في مجمل هذه الأعمال.‏

لم يكتف الفنان طه بالتعامل مع مادة الطين كخامة تفضي إلى شكل خزفي تقليدي، تزييني أو استخدامي، وإنما جعل هذه المادة مطواعة إلى درجة واضحة أمام أفكاره وتوليفاته وموضوعاته فغدت بشروطها (أي الخامة) منحوتات مشكلة بتقنيات مركبة، وهنا يمكن القول إن أصول العمل الخزفي حاضرة إلى جانب المبادئ الأساسية للشكل الفراغي المنحوت وإن انحاز إلى الشكل النافر أو البارارولييف ولم تغب عن البعض من الأعمال الغاية التزيينية المقترنة ربما بالهدف الاستخدامي.‏

تتنوع المفردات المتناولة عن السطوح المختلفة فتلامس التراث والموروث بمجمله والبعض من تفاصيل الحياة المعاصرة إضافة للخط العربي، فللحياة اليومية نصيب من خلال العديد من الرموز والعناصر، والحالات الاجتماعية تلازم حالات النضال وتمثل القضايا القومية والوطنية تعبر عنها المشاهد المتعددة التي برزت فيها الشخوص في هيئات معبرة مصاغة بطرق تعبيرية مكتنزة القيم تبدو فيها متحركة لهدف ما أو تقوم بعمل معين.‏

القناطر والأشكال الهندسية الزخرفية إلى جانب خط النسخ المرسوم بعناية ودقة، كذلك الخطوط المتصالبة التي تحدد المساحات المستقبلية لتلك العناصر، كلها تنسجم والخط الدائري المحيط الذي يحتوي الشكل ككل بتصميمه الداخلي المدروس، هذا بالطبع يندرج على الأعمال الخزفية الدائرية من صحون معلقة على الجدران أو تلك المجوفة إلى حد محدود والموضوعة بشكل أفقي، وتلك الفراغية ويضاف لها الرسم المطبوعة على الورق بتقنيات مركبة فهي متنوعة الألوان لم تقتصر على قيم لونية محددة بل على طيف من الألوان إضافة إلى أن آلية الطباعة خلقت نفوراً أو بروزاً في السطح بناء على التصميم وهذا البروز منح السطح الغرافيكي قيماً لونية متبدلة بناء على الإضاءة وما تحدث من ظلال هذه الإضاءة الخاصة بالفضاء الموضوع فيه العمل وفي هذا قيمة مضافة لهذه الأعمال.‏

وأما السطوح في جميع الأعمال فقد خضعت لمعالجة إما بالرسم أو النحت لتبدو غنية بتضاريسها المتنوعة من تهشيرات ونتوءات ومساحات غائرة إلى جانب الأشكال التي برز بعضها في محيطه أو انحسر لمنسوب أخفض ما أدى لغنى عام في السطوح التي استقبلت الألوان وتفاعلت معها هذه الألوان المتناغمة والمشغولة بحساسية في النحت والرسم المطبوع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية