تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تفاصيل تعذيب المعتقلين في أميركا..الانقضاض النفسي و الحرمان من التواصل البشري و النوم

وكالات - الثورة
اخبار
الخميس27-8-2009م
تتفاعل يوما بعد يوم تفاصيل قضية تعذيب المعتقلين و الاساليب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الاميركية سي أي إيه في انتزاع اعترافات من معتقلين متهمين بالضلوع في اعمال ارهابية خاصة

بعد ان وافق الرئيس الامريكي باراك اوباما على انشاء وحدة تحقيق خاصة في قضايا الارهاب وتعيين مدع عام للتحقيق مع سي اي ايه واعادة التحقيق في 13 حالة تواجه الوكالة باتهامات الاساءة في معتقل غوانتانامو وغيره من السجون السرية للوكالة.‏

ويعتبر اغلاق هذا المعتقل الرهيب بالتحدي الاكبر الذي يواجه اوباما بعد التزامه باغلاقه اوائل العام القادم وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست تفاصيل جديدة عن أساليب التعذيب التي تمارسها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) لانتزاع اعترافات من معتقلين متهمين بالضلوع في أعمال إرهابية.‏

وجاء الكشف عن تلك المعلومات استنادا إلى وثيقة أماطت سي اي أيه نفسها اللثام عنها الاثنين الماضي تحتوي على تعليمات أصدرتها الوكالة نفسها للمحققين التابعين لها للالتزام بها عند استجواب أولئك المتهمين.‏

تبدأ جلسة الاستجواب عادة -كما تقول الصحيفة - بوقوف المعتقل عاريا إلا من غطاء للرأس, مكبل اليدين والقدمين قبل أن يُنزل الحراس طوقا حول رقبته.‏

أما لماذا الطوق, فلأنه سيستخدم لاحقا مقبضا للإمساك بخناق المعتقل وضرب رأسه بعرض الحائط.‏

وبعد نزع غطاء الرأس عنه, يبدأ المحقق عمله بصفعه على وجهه لإثارة انتباهه, ثم يخبط رأسه بالجدار مرة بعد مرة, كما ورد في الدليل.‏

وجاء في التعليمات أن «عشرين أو ثلاثين خبطة متتالية أمر مسموح به إذا أراد المحقق انتزاع إجابة حقيقية عن سؤال ما, فإذا أخفق في ذلك فعليه عندئذ أن يلجأ لأساليب أشد قسوة».‏

أما وقد انقضت خمس سنوات منذ أن استبانت أساليب الاعتقال السرية التي تتبعها سي آي أي, عرف الناس الكثير عن قرار وكالة الاستخبارات استخدام أساليب قاسية عند الاستجواب, كالإيهام بالغرق مثلا, لانتزاع معلومات من قادة مزعومين بتنظيم القاعدة.‏

ومع نشرها يوم الاثنين تفاصيل عن استجواب معتقلين تعتبرهم ذا قيمة عالية, قدمت الوكالة بلسانها هي ولأول مرة وصفا تفصيليا للإجراءات التي اتبعتها خطوة بخطوة لتفلّ بصورة منتظمة عزيمة المعتقل بإجهاده وإنهاكه وإرهابه.‏

وعندما بعثت سي آي إيه مذكرة في 30 كانون الأول 2004 إلى مكتب المستشار القانوني بوزارة العدل توجز فيها التعليمات الخاصة بالاستجوابات, كان محققوها قد تمرسوا في حرمان المعتقلين من النوم وإجهادهم واستخدام أساليب متنوعة لإشاعة قدر من الإحساس بالعجز والخنوع لديهم.‏

وقد امتنعت سي آي أي عن التعليق بشأن تلك المذكرة التي صاغها أحد محاميها والذي أزيل اسمه منها.‏

غير أن المتحدث باسم الوكالة جورج ليتيل قال إن استجواب المعتقلين كان يتم طبقا للتعليمات التي أجازها مستشارون قانونيون كبار بوزارة العدل إبان عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش.‏

وذكر مسؤولون بسي آي أيه أن أساليب الاستجواب القاسية كانت تُدّخر لفئة صغيرة من «غلاة» الإرهابيين المشتبه فيهم ممن يعتقد أنهم كانوا على اطلاع بالملابسات التي سبقت هجمات 11 ايلول 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن.‏

ويرى بعض مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية أن استخدام تلك الأساليب عند استجواب المتهمين حال دون وقوع هجمات مماثلة لاحقا.‏

وطبقا لما ورد في المذكرة, فإن ما أشارت إليه صحيفة واشنطن بوست بالانقضاض النفسي على المتهم يبدأ فور اعتقاله.‏

ثم ينقل المتهم بعد ذلك بالطائرة إلى سجن سري تابع للوكالة وهو معصوب العينين لحجب الضوء عنه وفي أذنيه واق عازل للصوت. ويحرم المعتقل من أي تواصل بشري إلا عندما يجرى عليه فحص طبي.‏

وفي الأيام الأولى من الاعتقال يخضع المتهم للتقييم لتحديد ما إذا كان سيتعاون طوعا بالإدلاء بمعلومات تكشف عن تهديدات موجبة لإقامة دعوى قانونية.‏

فإذا لم يتطوع المعتقل بالإدلاء بتلك المعلومات تبدأ عندها مرحلة الإكراه, فيتم تعريضه بصورة متواصلة لضوء ساطع وضوضاء صاخبة تعادل في مستواها صوت قطار سريع.‏

ثم يُقص شعره, وتُحلق لحيته, ويُجرّد من ثيابه, ويُطعم غذاء سائلا, ويُجبر على البقاء مستيقظا لمدة تصل إلى 180 ساعة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية