تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نصيحة مجرب!!

حـــدث و تعــليـق
الخميس27-8-2009م
عبد الحليم سعود

يبدو أن شبح الهزيمة في فيتنام الذي يطارد حاليا الولايات المتحدة في أفغانستان هو الذي جعل الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك (القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي)

يتوجه للرئيس باراك أوباما بمجموعة من النصائح من أجل تجنب تكرار مأساة فيتنام مجددا في أفغانستان..‏

نصائح كلارك يمكن وضعها في إطار نصيحة المجرب الذي يدرك جيدا عواقب الفشل وتداعياته، ومما يقوله كلارك في مقدمة نصائحه لأوباما: إن أوجه التشابه بين فيتنام وأفغانستان لا تنذر بخير، فقد كانت هناك أيضا عمليات (مقاومة) بقيادة ودعم خارجي من وراء حدود الولاية التي كان يقاتل فيها جنودنا( الكلام للجنرال كلارك) كما كانت هناك ملاجئ آمنة عبر الحدود الدولية عرقلت جهود الجيش الأميركي وكان هناك اعتبارات سياسية ـ استراتيجية محيطة وقفت في وجه التوسع العسكري للصراع وأنبأت بمزيد من النزاعات في المنطقة، ويضيف الجنرال كلارك إن شعبية الحرب كانت تتناقص بمرور الوقت مع كل زيادة في التورط وارتفاع بأعداد الخسائر من الجنود..‏

تماما كما هو الحال في أفغانستان فالأمور بدأت بالتحول عكس ما يريده الأميركان وحلفاؤهم في الناتو في هذه المنطقة وها هي شعبية أوباما تتناقص يوما بعد يوم لترتفع إزاءها أصوات المعارضين للحرب في واشنطن كما في معظم العواصم الأوروبية المشاركة في الحرب إذ لا شيء تحقق من الحملة المسعورة على ما يسمى الارهاب، سوى المزيد من القتل والدمار واتساع نطاق الارهاب ليشمل دولا كانت آمنة، كما زاد تهديد القاعدة للولايات المتحدة ( حسب ما يراه بعض المسؤولين الأميركيين) رغم مرور ثماني سنوات على حرب الولايات المتحدة ضد ما تسميه الارهاب، وبدل أن ينحسر ويحاصر الارهاب داخل أفغانستان امتد إلى باكستان وأجزاء من الهند وصولا إلى أندونيسيا والصومال وغيرها.‏

يختم كلارك نصائحه بالقول : علينا إدراك أنه كلما صعدنا من التزامنا العسكري ضد (المقاومة) في افغانستان فإننا سنتكبد خسائر أكبر وهذا ما سيحد من قدرتنا السياسية على البقاء، وهذا يتطلب إقامة توازن بين الحاجة الملحة للمهمة وبين تكاليف ومخاطر الاجراءات المتخذة.‏

يبدو أن نصيحة كلارك جاءت متأخرة بعض الشيء لأن الولايات المتحدة لم تتعلم من فيتنام كثيرا بدليل أنها كررت نفس الأخطاء في العراق وكذلك في أفغانستان ما يجعلها تعيش نفس التجربة بكل مخاطرها وتداعياتها، وقد آن الأوان لها أن تدرك أن سياسة القوة التي تتعامل بها لن تجلب لها وللعالم سوى المزيد من الحروب المدمرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية