تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أخـــاف علــى النســاء.. فنحــن نفتقــدهم

مجتمع‏
الخميس 27-8-2009م‏
عن نوفوستي ترجمة: د. ابراهيم زعير‏

أخاف على النساء إننا نفتقدهم عنوان محزن لواقع يعكس حالة المرأة في الغرب فالمرأة بمواصفاتها الإنسانية الرقيقة العاطفية الأنثوية أصبحت أقل فأقل وعيد المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار والذي أصبح عيدا عالميا للمرأة للتذكير بأهمية وضرورة مساواتها بالرجل فهم في عالم رأس المال والاستغلال على خلاف ما كانت تفكر به الزعيمة الألمانية الاشتراكية كلارا زيتكين قبل مائة عام عندما اقترحت أن يكون للمرأة يوما عالميا من أجل انصافها وانتشالها من ظلم القرون لتحتل مكانتها الطبيعية في حياة المجتمعات البشرية ولكن صرخة زيتكين حملت معها مفاجآت غير مريحة حتى بالنسبة للنساء أنفسهن فعوضا عن ترسيخ فكرة المساواة بالرجل مع المحافظة على خصال وخصوصيات المرأة كمرأة أصبح الكثير منهن اليوم لايرغبن بأن يصبحن أمهات فهن يمتلكن الحق الكامل بالاجهاض واليوم في روسيا لوحدها عدد عمليات الاجهاض أكثر من عدد الولادات 115 حالة إجهاض مقابل 100 ولادة.‏

والاجهاض يعتبر بكل المقاييس قتل المرأة لطفلها المتكون في أحشائها ولكن الكثيرات يفضلن الاجهاض على الولادة ولا يمكن تحميل الرجال وزر تركهم لصديقاتهم الحاملات.‏‏

فالقرار النهائي بقتل الطفل أولا بيد المرأة الحامل تحديدا في ظل حرية العلاقة بين الرجل والمرأة دون عقد زواج شرعي، والمسألة الأخرى الفتيات في الغرب وفي روسيا لا يعيقهن أي علاقة جنسية قبل الزواج فالرجل لا ينظر إلى عذرية الفتاة كشرط للزواج ولكن المشكلة والتي أصبحت اليوم ظاهرة معقدة أن الفتيات لا يرغبن أن يصبحن زوجات ويفضلن العلاقة الزوجية خارج المؤسسة وتكوين الأسرة ويمارسن التدخين وشرب الكحول وحتى يمارسن الشتائم أسوأ من الرجال الذين لم يتلقوا التربية الكافية وأصبحن يتنافسن مع الرجال في العمل والعائلة، بطبيعة الحال من حق المرأة أن تكون في مساواة مع الرجل في العمل والعلم والمجتمع ولكن هل من الطبيعي أن تكون هذه المساواة ذريعة للتصرف المرأة كالرجل فاقدة بذلك خصوصيتها كأمرأة ؟! وكأنهن يحاولن التأكيد على هذه المساواة من خلال افتقاد هذه الخصوصية.‏‏

صحيح أنه في روسيا على سبيل المثال تشغل النساء 42 بالمائة من المواقع القيادية في المؤسسات والشركات وروسيا في ذلك تشغل المركز الثاني في العالم بعد الفيلبين.‏‏

بينما هذه النسبة في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تتراوح بين 15-23٪ بالمائة في الأجهزة الحكومية النساء أقل من الرجال ولكن الطريق لكي يصبحن في مراكز قيادية مفتوح دائما.‏‏

في الواقع يحدث التالي.. النساء عندما يفقدن الحياة العائلية يصبحن أكثر فأكثر أقل أنثوية وأكثر خشونة بما يشبه تماما ما يكون عليه الرجل.‏‏

بطبيعة الحال، ليس هذا الواقع دعوة لمنع النساء من ممارسة حقهن الكامل في العمل والمساواة وعلينا جميعا أن نقدر تقديرا عاليا المرأة العاملة والمسؤولة ومساواتها الكاملة مع الرجل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وإننا فقط نحلم بأن لا يأتي اليوم الذي ننظر فيه إلى المرأة وكأنها رجل وأن لاتنظر هي إلى نفسها كرجل بالمفهوم العام فخصوصية المرأة كمرأة هو سر الحياة وجمالها وسعادتها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية