مقولة أيا كان موقفكم من قائلها , إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الوجع ,
خاصة وأن الأزمة السورية بضحاياها المدنيين والعسكريين , أشك أنهم سيكونون , رقما في عيون قرائهم الموالين للوطن سورية , والمنتمين لجغرافية حضارة عمرها آلاف السنين .
لطالما صارت أخبارنا , مادة تغري , الفضائيات , وشبكات العولمة والاتصالات , بعد أن قررت القرية الصغيرة أن تصيرمركزا أخبارها تبدأ من سورية , ويتمحور العالم الاعلامي من احداثيات أزمتنا لا من «غرينتش» ولا حتى أقطاب الكرة الأرضية .
« لغاية في نفس عدو » .. صارت احصائياتنا تفتح شهيتهم لأكثر من برنامج وأكثر من مداخلة وتقرير بعد الأخبار ..
وجديدنا عدد قذائف الهاون الذي صار رقما متجددا كل يوم .
أما عدد شهدائنا والذي من المستحيل أن يتناقص , والأمل في أن يثبت , تتناقله وكالات الأنباء تحت عدة مسميات , فيحدث أن توصفنا قناة بـ القتلى ومحطة أخرى تقول « الضحية» بينما نترحم عليهم نحن ونقول من منابرنا « ارتقى «.
خبر وفياتنا صار ينافس أخبار نازحينا الذين «شحدوا» عليهم ولهم وتسولوا ... وهم « النشامى» ومن اخلاقهم كان الكرم , واغاثة الملهوف وعدم رد المحتاج بأمر قرآني « وأما السائل فلا تنهر» ..
فلا هم كفوا بلاءهم عنا وأعادوا الى مجاريهم جرذان ارهابنا , ولا تطوعوا بأضعف الايمان وصانوا المخيمات من الجوع والعوز وصانوا الأعراض ..!!
في سورية المحبة والتآخي
سوريةالولاّدة..
في سلمها وحربها لا تصلح في حضرة حضارتها المعادلات والنظريات , ولا ممكن أن تصير أخبارنا مجرد رقم واحصائيات ..