إننا كأمة اليوم وبعد أن لاح عليها ضوء الأمل من جديد- المقاومة- لم يعد أمامنا سوى خيار واحد هو الاعتماد على ذاتنا وعدم الرهان على الغير مهما بلغ حجمه ومكانته وألا ننساق وراء ترهات وأضغاث أحلام أن الذئب الاسرائيلي الصهيوني سيتحول إلى حمل وديع وأنه سيخضع أخيراً لمشيئة السلام ويسارع في بضعة أشهر قليلة لمحو خطاياه وماارتكبه من جرائم على مدار ستين عاماً من احتلال فلسطين واغتصابها وتهجير وتشريد سكانها.
كما علينا كأمة أن نخلع مايكسونا من أثواب الوهم والخداع من أن اسرائيل كما بوش كما الغرب بأسره معني في تحقيق وعود أطلقوها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وهاهو بوش قد ولى وذهب معه أيضاً وعده المشؤوم بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني دون تحقيق شيء سوى دعمه اللامشروط لمجزرة غزة في آخر أيامه السوداء.
كما علينا كأمة ألا تأخذنا الوعود من هنا وهناك التي لم تقدم لنا على مر عشرات عقود زمنية مضت سوى الخيبة تلو الخيبة لأن مشروع إقامة هذا الكيان الصهيوني من أساسه لن يتراجع عن أهدافه التي وجد من أجلها هذا الكيان الغاصب في قلب جسم الأمة كي يبقى هذا الجسم على الدوام مريضاً مهترئاً مجزءاً يسهل السيطرة عليه وعلى مقدراته.
لقد ولد الكيان الصهيوني كي يبقى الأقوى وله اليد الطولى في منطقتنا العربية، وكل مااغتصبه من أرض عربية لن يعيدها إلا كما قال السيد الرئيس بشار الأسد ماأخذ بالقوة لايسترجع إلا بالقوة وفي هذا النهج الصريح وعلى هذه الأرضية الصادقة تلاقت مع سيادته حناجر وعيون ملايين العرب التي طالبت بدعم نهج المقاومة وتحصينها لأنها السلاح الذي يعيد الأرض والكرامة والذات العربية، فيكفي هذه الأمة ماابتليت به من مصائب وما استبيح من حقوقها وكرامتها على مر عقود خلت وآن لها أن تسلك طريق النور من جديد كي يوصلنا جميعاً إلى شاطئ الأمان.