تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لن يفلت المجرمون مــــن العدالة؟!

جون افريك
ترجمة
الاثنين2-2-2009م
ترجمة: دلال إبراهيم

عندما تسكت أصوات المدافع يأتي وقت طرح الأسئلة لدينا وحين تتلاشى عندنا الحماسة والحمية ومشاعر عدم الإحساس حينها يمكن أن نرى غزة بواقعها المؤلم سوف نقدر حجم المجازر والدمار هناك حيث المقابر امتلأت والمستشفيات غصت بالآلاف من الجرحى والمعاقون بسبب إصاباتهم.

والسؤال الذي سوف تتلظى به شفاهنا ونطرحه بكثير من الحذر والحيطة هو معرفة من هو المذنب ومن هو المسؤول، وهذه المرة لا يمكن للعالم أن يغفر لإسرائيل فالجميع، الطيارون والمدفعيون وسائقوالدبابات والمشاة وكذلك الضباط والآلاف من أولئك الذين شاركوا في هذه الحرب بنفس الحماسة سوف يقدرون حجم المأساة والضرر ونتائج الضربات الوحشية وربما لن يتعرضوا لأي عقوبات فقد قبلوا خوض حرب قررها عنهم الآخرون.‏

ثمة شخصيات إسرائيلية ثلاث تستحق إصدار أحكام سياسية وأخلاقية وقضائية بحقهم لأنهم أرسلوا الجيش لقتال شعب أعزل ليس أمامهم أي جهة يلجؤون إليها ضمن مكان ربما الوحيد في التاريخ هي عبارة عن قطعة أرض محاصرة من جميع الاتجاهات سوف يحتل كل من إيهود أولمرت وإيهود باراك وتسيبي ليفني المقاعد الأولى في قفص الاتهام اثنان منهم مرشحان لمنصب رئاسة الحكومة والثالث مرشح لجملة اتهامات بقضايا جنائية، ومن غير المعقول أن نتصور أنهم لن يدفعوا الحساب عن حمام الدم الذي تسببوا به.‏

يعتبر إيهود أولمرت رئيس الوزراء الوحيد في إسرائيل الذي خاض حربين «اختارهما» وخلال إحدى ولايتيه الأقصر وهو الذي وخلال مرات عديدة تكلم بكل شجاعة عن السلام كان على رأس تنظيم شن حربين وهذا ما سيحفظه له التاريخ وبالمقارنة مع هذا سوف تبدو قضايا فضائحه المالية أشبه بترهات بسيطة بينما إيهود باراك زعيم حزب يساري سوف يحمل وزر الأخطاء التي ارتكبها جيش إسرائيل تحت إمرته وسوف تثقل فاتورته قصف السكان المدنيين وموت وجرح المئات من النساء والأطفال واستهداف المستشفيات واستخدام قنابل فوسفورية في مناطق آهلة بالسكان وقصف مدرسة تابعة لوكالة الأنروا التجأ إليها أهالي تجمد الدم في عروقهم لأن الجيش الإسرائيلي منعهم من إخلائها وحتى الحصار الإسرائيلي الذي فرضه على غزة منذ سنة ونصف السنة وحيث انعكاساته قد تجلت من خلال هذه الحرب يتشابه مع الحرب والاثنان يعتبران جريمة حرب.‏

وما سوف نحتفظ به عن ليفني وزيرة الخارجية وزعيمة حزب وسطي والتي زجت في هذه الحرب هو أنها شرعتها ولاذت بالصمت عما يجري، تلك المرأة التي وعدت بانتهاج سياسة مغايرة كانت طرفاً أساسياً وينبغي ألا ننساها.فهل سيصدرالإسرائيليون ضدهم أحكامهم القاسية على ضوء الصور التي ستصلها عن غزة؟ هذا مستبعد جداً حيث يواصل كل من باراك وليفني تقدمهما في استطلاعات الرأي بل إن الدعوى التي سترفع ضدهما لن تكون على المستوى المحلي صحيح أن رجالات الدولة الأجانب قد هللوا وصفقوا لإسرائيل وصحيح أن الولايات المتحدة قد أنهكت وأوروبا قد تلعثمت ولكن ثمة أصوات أخرى سوف ترتفع وتصل إلى الآذان.‏

وقد طلبت كل من الأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان في جنيف إجراء تحقيق حول جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل وفي عالم أصدر مذكرة توقيف للمثول أمام المحاكم بحق قادة بوسنيين وروانديين ، فثمة إجراء مماثل سوف يرى النور يوماً ضد أولئك الذين قرروا الحرب على غزة، لن يكون فريق كرة السلة الإسرائيلي الوحيد الذي ينبغي حمايته بشكل مخجل أثناء تنقلاته وليس ضباطنا الوحيدون أيضاً الذين ينبغي تخبئتهم في طائرات شركة العال حتى لا يتم توقيفهم بل هذه المرة يخشى أن يدفع كبار المسؤولين في إسرائيل أعضاء المكاتب الأمنية الثمن باسمهم الشخصي وباسم دولتهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية