تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من الذاكرة الجولانية.. واســـــــــــــــــط

الجولان في القلب
الاثنين2-2-2009م
اسماعيل جرادات

ونحن إذ نتابع الحديث عن الذاكرة الجولانية، نتحدث اليوم عن قرية جميلة تميز سكانها بتحاببهم وتآلفهم..

يعيشون حياة اجتماعية مازالوا يحافظون عليها رغم تقدم وتطور الحياة، لكن ارتباطهم بقريتهم وبجولانهم يدفعهم إلى عدم التخلي عن هذه العادات..‏

أهالي هذه القرية قدموا تضحيات كثيرة ليس فقط أثناء العدوان الإسرائيلي الارهابي على جولاننا الحبيب عام 1967، انما في الفترة التي سبقت هذا الاحتلال، حيث تعرضت القرية لغارات إرهابية صهيونية، كغيرها من قرى الجولان، لكن هذه الاعتداءات لم تزدهم إلا تمسكاً بأرضهم التي ولدوا وعاشوا فيها..‏

نتحدث اليوم عن قرية (واسط)، هذه القرية إحدى القرى العربية التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوان حزيران عام 1967، بلغ عدد سكانها قبل عدوان 1967 حوالي 600 نسمة، اعتمدوا في حياتهم على تربية المواشي وزراعة الحبوب والبقول والذرة وأشجار الكرمة والتين والمزروعات البعلية الأخرى.‏

تبعت قرية واسط إدارياً إلى مركز ناحية مسعدة، وتقع فوق هضبة بركانية وعرة تطل على منخفض الحولة ويمر في شمالها وادي النسرة، ومن شرقها يقع تل العرام، تبعد عن مدينة القنيطرة حوالي 10 كم باتجاه الغرب.‏

يعود بناؤها إلى القرن التاسع عشر، حيث انتقلت إلى الجولان جماعات سكانية من ثلاثة محاور: قسم منهم جاء من الجنوب الشرقي، من حوران، على شكل قبائل عربية من الجزيرة العربية، وسكنت شمالي الجولان، ومنهم قبيلة نعيم، وقبيلة فضل التي سكنت واسط ومن ثم توزعت إلى قرى أخرى في أنحاء الجولان... حيث سكنت في فلسطين في مناطق الحولة وطبرية، ومدينة تدمر، والجولان حيث استقر قسم من أبناء عرب الفضل، وبنى أميرهم قصره في قرية واسط، ومازالت آثاره باقية حتى اليوم.‏

زارها المستشرق الألماني «ارليخ زيتسان» في العام 1905، في بداية القرن العشرين، ووصف قصر الأمير (زعيم قبيلة الفضل) في سنة 1919، وقال: إن القصر مكون من ثلاث ساحات: الساحة الأولى مخصصة لاجتماعات العامة من الفلاحين والرعاة التابعين للأمير واسطبلات للخيول، أما الساحة الثانية فهي مبنية بشكل أنيق ومرتب وكانت مخططة لاستقبال الضيوف والشخصيات المهمة التي تزور الأمير في قصره، واحتوت على غرف نوم، والساحة الثالثة من القصر فقد خصصت لسكن النساء ونومهن، القصر عبارة عن بناء حجري ضخم مسقوف بالقرميد، فيه أعمدة غرانيتية وتيجان نقلت إليه من عدة مواقع أثرية، بخلاف منازل السكان الأخرى التي بنيت من الحجارة والطين، إضافة إلى عدد من البيوت الحديثة التي بنيت من الإسمنت.‏

في بداية العشرينيات من القرن الماضي شارك أهالي واسط وعلى رأسهم الأمير في الثورة ضد المستعمر الفرنسي.‏

وقعت واسط تحت الاحتلال الإسرائيلي يوم 10 حزيران عام 1967، وهجر سكانها باتجاه الشرق، وما زالوا يعيشون في أحياء ومخيمات مختلفة داخل الوطن الأم سورية.‏

سكان قرية واسط ينتظرون اليوم الذي يعودون فيه إلى بلدتهم التي حباها الله بالجمال.. جمال الطبيعة، كما باقي قرى ومدن الجولان الحبيب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية