ويعتبر منتصف الشهر الحالي آخر موعد مناسب لزراعة محصول الشعير وربما القمح البعل. إذ إن المحاصيل تمر بمراحل نمو مختلفة ولكل مرحلة متطلباتها الزمنية والبيئية، وبالنسبة لمحصول القمح وصلت نسبة زراعته في المناطق المروية حتى اليوم المذكور آنفاً إلى 79٪ من خطة زراعة القمح السقي البالغة 14197 هكتارا في حين لم تتجاوز نسبة زراعة القمح البعل خلال الفترة المشار إليها 53٪ إذ بلغت المساحات المزروعة 27500 هكتار من أصل كامل خطة القمح البعل البالغة 51852 هكتارا، كما أنه لم يتم بعد زراعة أي مساحة تذكر بمحصولي العدس والحمص.
وفي الواقع فإن تأخر هطل الأمطار، وتباعد مواعيد الهطول لم يكونا السببين الوحيدين اللذين وقفا وراء عدم تطبيق كامل خطة زراعة الشعير وبعض المحاصيل الشتوية الأخرى إلى الآن، بل هناك أسباب أخرى وفي مقدمتها موجات الصقيع التي سادت المنطقة خلال شهر كانون الثاني، وتشير شعبة الاستمطار في درعا إلى أن كمية الهطولات المطرية التي هطلت بالمحافظة لم تتجاوز حتى بداية الشهر الجاري ثلث المعدل السنوي للأمطار في أغلب المناطق.
ففي مدينة نوى وهي ضمن قائمة منطقة الاستقرار الأولى بلغ مجموع أمطار الموسم التي هطلت في أراضيها حتى يوم 18 من الشهر الجاري 94.5 مم في حين يقدر المعدل السنوي للأمطار فيها بـ 410مم، وفي مدينة درعا التي تقع ضمن منطقة الاستقرار الثانية، وصلت معدلات الهطل المطري لغاية يوم 18 من الشهر الجاري 57 مم في حين يصل معدل أمطارها السنوية إلى 263مم وهكذا بالنسبة لباقي مناطق الاستقرار، فإن كميات الأمطار الهاطلة فيها حتى بداية الشهر الجاري تعادل ثلث المعدل السنوي لأمطارها أو أقل من ذلك.
ومن الطبيعي أن تؤدي الأسباب التي ذكرناها إلى عدم تشجيع الفلاحين على زراعة كامل أراضيهم بالمحاصيل الشتوية حتى الآن. صحيح أن مواعيد الزراعة لاتزال مفتوحة إلى منتصف شهر شباط القادم وربما لنهايته ولكن المواعيد المناسبة لبعض المحاصيل كالشعير مثلا قد انتهت ، كما أنها قد بدأت منذ فترة طويلة لبعض المحاصيل، ولم يتم إلى الآن زراعة مساحات كبيرة منها كالعدس والحمص.