و تابعوا اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في مدنية دافوس السويسرية في دورته الـ 39 و الذي سجل رقما قياسيا في المشاركين حيث شارك 43 رئيسا للدول و الحكومات الى جانب السياسيين البارزين ورجال الاعمال المتنفذين و العلماء وزعماء المنظمات الاجتماعية الكبرى بعدد اجمالي اكثر من 2500 شخص في المنتجع السويسري اختتمت امس اعمال المنتدى بعد خمسة ايام من النقاشات حول اسباب الخروج من الازمة الاقتصادية العالمية في عام 2009 وهو عام الازمة الاخطر منذ 70 عاما.
وقد عجز الرؤساء و الوزراء و ارباب العمل المشاركين عن اخفاء تشاؤمهم وقلقهم في مواجهة ازمة تهدد العولمة وبينما كانت الاخبار الاقتصادية السيئة تأتي من جميع انحاء العالم شكلت الحمائية الموضوع الاكبر الذي دانه القادة من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني وين جياباو الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل او رئيس الوزراء البريطاني غولدن براون.
وعززت خطة واشنطن حماية صناعة الصلب الاميركية هذه المخاوف من توقف التجارة العالمية تحت التأثير المزدوج للركود و الحواجز التي تقيمها الدول .
وكانت الادارة الاميركية الغائب الاكبر عن هذا المنتدى اذ ان الرئيس باراك اوباما اكتفى بارسال مستشارة.
وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم المؤيد لتحرير اكبر للتجارة انه في الازمات لاتميل الامور الى التبادل الحر بل الى الحمائية
لاشك ان الحاضر يدعو للقلق الشديد ، عام 2009 ، هو عام الازمة الاخطر منذ 70 سنة ، ستتراوح اوضاع اقتصاديات الدول خلاله بين التباطؤ والركود والكساد ، وسيستمر الحال الى اجل لم تتبين معالمه بعد . البطالة ستكون أخطر معالم الازمة ، فخلال اسبوع واحد فقد الف اوربي اعمالهم ، وفقد اضعاف هذا الرقم في شتى انحاء العالم وظائفهم .
ولتبديد المخاوف من الانانية والحمائية ، وعدت بريطانيا باسم الدول الصناعية السبع الكبرى بأن لا تؤدي الازمة الى خفض المساعدات الى افريقيا والدول الفقيرة .
وتعهدت الولايات المتحدة بان لا تدفع البيئة وبرامج حمايتها ثمن الازمة الاقتصادية والمالية العالمية ، ووعدت بالانضمام الى جهود حماية البيئة في مؤتمر كوبنهاغن - المتابع بروتوكول كيوتو - نهاية العام الحالي .
كما تعهدت 24 دولة بان لا تتوقف مسيرة تحرير التجارة الدولية ، وازالة العوائق الجمركية بل ان تتسارع لتكتمل مع نهاية العام الحالي .
وقد تظاهر مئات الاشخاص في دافوس وجنيف الاحد احتجاجا على المنتدى الاقتصادي العاملي حيث وصف المتظاهرون المشاركين في المنتدى بغير المؤهلين لمعالجة مشكلات العالم وحملوهم مسؤولية الازمة المالية الراهنة منددين بالنظام الرأسمالي .
كما حاول المحتجون اقتحام اسوار فندق سيهوف الخاضع لحراسة مشددة حيث مقر الكثير من قادة العالم و الاقتصاديين المشاركين في المنتدى .
وقد تحولت الاحتجاجات الى صدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسلية للدموع لتفريقهم.
وفي دافوس رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها انتم الازمة واخذوا يقذفون بكرات الثلج وهم يسيرون باتجاه الاسوار المحيطة بفندق سيهوف الخاضع لحراسة مشددة في منتجع دافوس حيث يقيم كثير المشاركين في المنتدى .
وقال محتج يدعى اليكس هيدجر وهو عضو من حزب الخضر في دافوس انهم نفس الاشخاص الذين جاؤوا العام الماضي وقالوا ان الوضع الاقتصادي العالمي بخير و الان نحن في ازمة مالية.
وذكرت الشرطة ان نحو 120 متظاهرا جابوا شوارع منتجع دافوس المتجمدة و المعززة بالشرطة وقامت مجموعة صغيرة منهم بقذف كرات الثلج نحو شرطة مكافحة الشغب.