أدب النصيحة.. حكاية الميدوسا...!
آراء الاثنين2-2-2009م أكرم شريم ورد في التراث الشعبي الانساني، وفي معظم المجتمعات إن لم نقل كلها، حكاية الأفعى الضخمة الهائلة القوة والضخامة والتي كانت دائما محور اهتمام الرواة الشعبيين
والمستمعين معا وخاصة الأطفال الذين يخشون عادة حتى من الصرصار أن يقفز عليهم! ولكن هذه الأفعى الضخمة الهائلة القوة والضخامة والامتداد والزحف والرؤوس والأنفاس اللاهثة وراء الضحايا قد تم اعتمادها بعد الحكايات الشعبية القديمة، في حكاية شعبية أقرب زمنا وتجسيدا حتى صار لها اسم معروف وهو (ميدوسا)!
ويبدو أن هذه الميدوسا وبكل رؤوسها القاتلة الزاحفة اللاهثة لم يكفها أنها أصبحت أقرب زمنا وتجسيدا في التراث الشعبي الانساني وإنما أيضا أرادت أن تدخل في الواقع المعاش وتظهر على وجه البسيطة في دولة وشعب وعلم واستقلال وسيادة، وهذا ما جعلها ترتاح أخيرا فتظهر على حقيقتها!! هذه الميدوسا الأفعى قاتلة الشعوب ذات الحاخامات من عرابيدها المنتشرين بألف ثوب وثوب ولغة ولغة صارت تحب وتشتهي وتأمر وتنهي وتطلب ما تريد.. فابتلاع الطفل عندها أشهى وألذ وأسرع، وخاصة أنها لاتريده أن يكبر حتى لايقوى وربما الفأس فيضرب أحد رؤوسها أو يشكل جماعة حرة من الخوف منها ومن أنفاسها ولهاثها أو صاحبة طمع بالأمان الذي تفرده لهذه الجماعة دون تلك، فلهذا صارت تفضله طفلا، وتفضل أن تبتلع معه مستقبله وما يمكن أن يحدث إذا عاش والأكثر أن أحد أبرز رؤوسها صار يصرح بأن ( دولة الميدوسا الكبرى يمكن أن تستوعب هؤلاء البشر) اذا فقد وصلت وبكل قحة إلى الإعلام أيضا ( أو نترك لهم دولة تؤويهم) وصارت وسائل الاعلام (الميدوسية) تقدم ذلك دون تعليق ومع ابتسامة القحة أيضا! ما يجعل النصيحة هذه المرة، أن الميدوسا لايمكن أن تعيش وحدها وتمتد وتزحف وتزداد رؤوسها وضخامتها دون أن يكون هناك من يرعاها خوفا منها أو حماية لها وأن هؤلاء هم من يجعلها هكذا وبهذه الهمجية وهذا الإجرام ولاغير، وبالتالي فهؤلاء هم الهدف أولا إذا أردنا للأفعى أن تعود كما خلقها الله ذات خطر وضرر محدودين. حتى لو بقيت سامة!
|