تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تربية الأفعال المضارعة

آراء
الاثنين2-2-2009م
حسين عبد الكريم

رغم تورطنا الراقي بالحب ، كنا على قطيعة سيئة بالفعل المضارع ، الذي هو أجمل أفعال الحياة والبقاء .. ولعل فعلا مضارعا جيدا يشفي الروح من آثامها أكثر من عشرات الأفعال الاخرى المرمية في سلة مهملات الوقت الحياتي .

وزارة التربية أتى عليها زمن تربوي كانت متخاصمة مع الأفعال المضارعة ،وكان الطلاب يقاسون من غياب هذه الافعال ، التي لا يعثرون عليها في الكثير من دروسهم .. والمدرسون سقطوا بعض الوقت تحت وطأة فقد هذه الافعال المراهقة لكنها فاعلة وتكسر حاجز الصدأ بين الروح ومتطلبات الحياة.‏

وزارة التربية الآن دخلت في حوار تربوي مع الأفعال المضارعة ، وعقدت قراناً جميلاً بين الأفعال الماضية وحركات بناء الذاكرة الجيدة .‏

في المدارس وفي الدروس .. في المديريات والاقسام يتلاقى الطلاب والمدرسون مع جمهرة راقية من الافعال المضارعة الرابطة دائما بين حاجة العقل وحركات رفع الآتي .‏

محمد المصري أستاذ عتيق ومعني بالتعليم الاساسي التقتيه بين الشوق والشوق والذكرى والذكرى والحكاية والحكاية نفترش معا بساط العمل والثقافة والتعليم يقول كل حديث بيننا :‏

الباحث د.علي سعد وزيرالتربية يتابع كل معلومة ويحرض لدى شركائه في الادارة والمناهج والتربية شهية العمل والمتابعة والحرص والتطوير .‏

وغير الاستاذ محمد المصري المعني بالتعليم الأساسي آخرون عديدون حرض فيهم د.علي سعد موهبة العطاء والحرص والأفعال المضارعة التي تنفض المرة بعدالمرة الغبار عن قمصان الوقت الاداري والتربوي .‏

الطلاب والمدرسون قديرون بعض المشقة في المواظبة على صداقة الافعال المضارعة ، وقد يتعبون في استيعاب المناهج الضخمة لكنهم في نهاية ووسط المشوار يلاقون نجاحا لائقا ، ويبنون عمارة وعي لا يهدمها فعل الجهل والهمجية الكونية التي تصدرها قوى العتمة والفجائية الغربية.‏

ولعل متسائلا يقول : لماذا الأفعال المضارعة ؟‏

ونقول : لأنها مراهقة ومتواعدة مع المستقبل ، ولأنها تحمل حركاتها من تجربة مقترنة بفعل أزمنة الحياة جميعها .‏

ولو دققنا الرجاء والتأمل بالذي فعلته المقاومة لوجدنا أنها نقلت الروح العربية من ركودها وخيباتها إلى أفعال مضارعة جديرة بالتعاملات الكبرى .‏

قبل المقاومة كان العقل مرتبكا بأحلام ناقصة الأوراق الثبوتية ، وبعد المقاومة أنجز العقل علاقته الراقية مع أفعال مضارعة لا تصدأ ولا ترتبك بنقص أوراق الأحلام الثبوتية .‏

الانسان القادر على حمل شقائه وتجاوزه‏

قادر على استبدال بؤسه بالغنى، والمقاومة فعلت هذا التجاوز والاستبدال وأحيت في الرؤى نباهة الحب الكبير وموهبة الفداء والتضحية. وجهاً لوجه وضعت الانسان أمام أحلامه وإصلاحاتها وترتيبات ترميمها وفعلا بعد فعل رممت الحلم العربي ونفضت عنه غبار خوفه وتصدع وجوده.‏

هاجس الفعل المضارع مقاوم ويقظ وانساني وتربوي وأساسي وقومي وكوني ومحلي وعالمي .‏

وأجمل ما في هذا العصر المثقلة أغصانه بالثمار الحامضة ، أننا نتعلم درس الصداقة الأبدية مع الأفعال المضارعة ، النبيهة والنبية والمربية والساعية الى بهجة الآتي رغم جمهرة المآسي الفظيعة التي تقطع على الكثير من حركات الروح بهجة الرفع والصعودالجميل .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية