ليتضح أن الهجمة الإعلامية هذه ما هي إلا غطاء للدول الداعمة والممولة للمجموعات الإرهابية المسلحة ومدّها بهذا السلاح لتنفيذ هجماتها الإجرامية بحق الأبرياء وإدخال الأزمة في منعطفات صعبة لا يمكن تحديد تداعياتها ولا سيّما بعد أن تجاوزوا كل الخطوط الحمر والكلفة الباهظة المترتبة على تلك الأعمال الوحشية.
فاستخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية في خان العسل بريف حلب وإطلاق صاروخ تم تجهيزه مسبقاً بين المجموعات الإجرامية والجهات الداعمة لها يشكل دليلاً فاضحاً وصريحاً على الدعم الدولي لهذه الدول وهي خطوة معادية لكل معايير الإنسانية والبشرية مع يقيننا المطلق أن واشنطن هي من أعطى الضوء الأخضر لتركيا وقطر باستخدام السلاح الكيميائي بهدف توسيع رقعة الصراع وإثارة الفوضى وعدم التوصل إلى أي تسوية سياسية بعد أن وصلوا إلى أعلى درجات الإفلاس السياسي.
ما يتضح أن إثارة موضوع الأسلحة الكيميائية بتنسيق مطلق مع قنوات الفتنة والتضليل التي لطالما تغاضت عمّا بحوزة الكيان الصهيوني من أسلحة نووية تدمر المنطقة تعيد إلى الأذهان ما حدث في العراق والذي كان مصير ملفه الكيميائي الإهمال والتغاضي بعد أن ثبت أن هذا الملف ما هو إلا فبركات إعلامية واهية. وعلى الرغم مما أكده نشطاء من منظمة:”صحافة لأجل الحقيقة” من وجود أسلحة كيميائية قادمة من ليبيا تم تمريرها عبر تركيا إلى الأراضي السورية لتصل إلى الإرهابيين إلا أن الغرب وواشنطن تغاضى تماماً عن المناشدات ناهيك عن التعتيم الإعلامي على هذا العمل الإجرامي المحبوك بعناية.
اليوم ينكشف المستور ويقع المحظور لتتضح الجريمة النكراء من أن استخدام جبهة النصرة الإرهابية للأسلحة الكيميائية ضد الأبرياء في خان العسل هي كارثة كبرى تضاف إلى قائمة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري والذي هيأ لها الغرب وواشنطن تماماً كما الإعلام الخليجي أمام مرأى العالم دون أن يحرك ساكناً أو يضغط على الدول الداعمة للإرهاب الذي اعتاد على المواقف المخزية مع كل مجزرة يرتكبها الإرهابيون في سورية.