في محاولتهم الاستيلاء على مفاصل الدولة واخونة اركانها برضوخه للسياسة التي رسمها له المرشد الأعلى للإخوان المسلمين جاعلاً من مصر دولة لفئة معينة متجاهلاً جميع مكوناتها السياسية والشعبية والدينية.
وفي هذا السياق اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين المصريين وأنصار جماعة الإخوان المسلمين في الشوارع المحيطة بمقر مكتب إرشاد الإخوان المسلمين في المقطم بالقاهرة الذي يشهد توافدا كبيرا للمتظاهرين للمشاركة في مليونية جمعة رد الكرامة التي دعت إليها أحزاب وقوى سياسية معارضة ضد مكتب الإرشاد وحكم الإخوان المسلمين.
وردد المشاركون في المظاهرات التي وصلت إلى مكتب الإرشاد وانطلقت من عدة مناطق ومن أمام مساجد في القاهرة هتافات ضد جماعة الإخوان ومرشدها منها .. يسقط يسقط حكم المرشد وأنا مش كافر أنا مش ملحد يسقط حكم المرشد كما رفعوا لافتات كبيرة كتب عليها إخوان قاتلون.
وطالبت الأحزاب التي دعت لمليونية أمس أمام مكتب الإرشاد بالمقطم بانتخابات رئاسية تحت رقابة دولية كاملة وعزل النائب العام وتعيين آخر يختاره المجلس الأعلى للقضاء وإقالة الحكومة وتعيين حكومة إنقاذ وطني ووقف العمل بالدستور والعمل مؤقتا بدستور1971 مضافا إليه التعديلات الدستورية المستفتى عليها في 19 آذار 2011 وتشكيل جمعية تأسيسية وطنية لصياغة دستور جديد يتم الاستفتاء عليه وحل جماعة الإخوان بقوة القانون أو إخضاعها للقانون الحالي للجمعيات رقم 84 لعام 2002 ومطالبة الجهاز المركزي للمحاسبات بالتقنين الفوري لوضع الجماعة بالإعلان عن مصادر تمويلها الحالية والسابقة.
كما تظاهر حشد من أنصار حركة 6 ابريل وحاصروا منزل الرئيس مرسي في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة ضمن فعاليات هذه الجمعة وقاموا برسم غرافيتي على الأرض وحملوا لافتات تندد بحكم الإخوان.
وأفاد موقع اليوم السابع أن تراشقا بالحجارة جرى بين المتظاهرين المصريين وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بشارع بالمقطم حيث استمرت عمليات الكر والفر بين الطرفين ما دفع أهالي المنطقة للاعتراض والتذمر.
فيما شهد محيط مكتب الإرشاد الاخواني في حي المقطم تواجدا كثيفا لقوات الأمن المصرية قبيل ساعات من بدء المظاهرات.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن 12 سيارة أمن مركزي و4 مدرعات مصفحة انتشرت بالمحيط الخلفي للمقر فيما تمركزت قيادا ت وضباط من مديرية أمن القاهرة وقسم الشرطة على الجهة المقابلة للمقر.
وقال مصدر أمنى في تصريح صحفي انه تم أمس الدفع بقوات الأمن بمحيط المقر تحسبا لوقوع أي اشتباكات أو حدوث ما من شأنه تكدير الأمن العام مؤكدا عدم تعرض القوات للمتظاهرين السلميين في مظاهرات أمس .
وتوافد العشرات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين على مقر مكتب الإرشاد بالمركز العام للجماعة بالمقطم وحمل بعضهم أعلاما سوداء وذلك في أعقاب دعوة الأحزاب والقوى السياسية لتنظيم مظاهرات أمام المقر احتجاجا على التعدي على عدد من النشطاء السياسيين والصحفيين أمام المقر الأسبوع الماضي.
وقد اطلق انصار الاخوان المسلمين رصاصات الخرطوش في محيط النافورة فيما اضرمت النيران في حافلات تابعة للاخوان في حي المقطم بالقاهرة.
فيما أكدت مصادر اعلامية مصرية حرق مقر لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين في مدينة المحلة شمال القاهرة.
وفي السياق ذاته أكد عدد من الكتاب والصحفيين المصريين في مقالات نشرتها الصحف المصرية الصادرة أمس أن جماعة الإخوان المسلمين ومندوبهم في قصر الرئاسة محمد مرسى كما وصفوه هم جماعة معتدية مجرمة كاذبة يسرقون الوطن ومستقبله.
وقال رئيس تحرير صحيفة إبراهيم عيسى في افتتاحية عدد أمس انه لا مستقبل مشرقا لمصر في ظل جماعة الإخوان المسلمين التي أثبتت أنها تفكر كالعصابة وتتصرف كالميليشيا وتكذب كمن أدمن الكذب فكيف يمكن لبلد أن يتقدم ويتطور وهو محكوم بطغيان الجهل وعناد الفشلة وغرور الأغبياء.
وأوضح عيسى ان جماعة الإخوان تستخف بالشعب وبالقانون وبالقوى السياسية ولا يمكن الرهان على أنها ستتغير فهي لا تعترف بأخطائها ولا تعتذر ولا تراجع نفسها ولا تتراجع بل غرور غبي وغطرسة عمياء.
ورأى الكاتب المصري ان جماعة الإخوان تكذب بلا ذرة من خجل ولا يهمها منظرها ولا سمعتها إطلاقا ربما هي تخاطب قطعانا ربتها الجماعة على السمع والطاعة وقبول الأكاذيب باعتبارها آيات مقدسة.
وأضاف ان هذه الجماعة تحول مصر الى عزبة ولا تعترف بدولة وطنية ولا بوطن ولا تهدف إلا لمصلحتها وأهدافها وهى تخرب البلد بفشلها في إدارة البلد وبجنونها ولم تبد أي ملمح على مدى تاريخها وخلال فترة ما بعد خمسة وعشرين يناير أو منذ وصل مرسى الى الرئاسة على أنها تصحح أخطاءها أو تندم على خطاياها أو تعالج مرضها مؤكدا ان المتأمل لكل أقوال وتصرفات الجماعة ومندوبها في القصر الرئاسي يكتشف أننا أمام عناد وكذب وتملص من المسؤولية وإنكار للحقيقة وحنث باليمين ونكوص في الوعد وفشل وجهل يجعل من ابن الهيثم عالم تشريح.
بدوره قال الكاتب إبراهيم منصور في مقال آخر بالصحيفة انه يثبت كل يوم أن مجموعة أو جماعة الإخوان ليسوا إخوانا ولا مسلمين لأنهم حنثوا بأيمانهم وخانوا عهودهم من أجل مصالحهم الشخصية استطاعوا الوصول الى الحكم بالسطوة على الثورة وإقصاء أصحاب الثورة الأصليين الذين قدموا الدماء من أجل مستقبل هذا الوطن ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية.
وأكد منصور ان جماعة الإخوان ما زالوا يتعاملون كتنظيم سرى ولا يريدون العلانية ويتخذ قراراته في مكتب إرشادهم بسرية والتي تعد قرارات مندوبهم في الرئاسة ومن ثم لا تجد أي شيء يتعلق بالثورة وأهدافها في كل القرارات أو الممارسات الصادرة عن مندوب جماعة الإخوان في الرئاسة.
وقال ان الإخوان ومليشياتهم يعتدون على القانون وعلى الناس والنشطاء والمتظاهرين انه الكذب والتضليل الذي يمارسه مجموعة من الفاشلين إنهم يتعدون على كل شيء ولا يستطيعون أن يستروا عوراته لقد فضحهم الصحفيون الذين دعوهم الى مؤتمر صحفي ليمارسوا فيه الكذب والتضليل وكشفوا كذبهم واجتزاءهم للأمور وتفسيرها لصالحهم لقد اعتدوا على البلد وسرقوها أنهم الإخوان المعتدون.
وفي مقال بصحيفة المصري اليوم أكد الكاتب زياد العليمي ان ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين من استخدام للميليشيات للاعتداء على المعارضين يجعل القانون السائد هو قانون الغاب الذي يجعل البقاء للأقوى.
واستنكر الكاتب بشدة نهج حكم الجماعة في مصر الخارج على القانون وغير الخاضع للمساءلة ما يعنى عمليا إسقاط دولة القانون وانهيار مؤسسات الدولة.