وكانت إصابات بعضهم بالغة جداً تعكس صورة شديدة المأساوية لما يجري في سورية من استهداف المقامات الدينية الكبيرة على مستوى العالم العربي المؤمنة بوطنها وعدالة الحرب التي يخوضها، والمدنيين الأبرياء حيث طالت هذه الأعمال الإرهابية الدنيئة حتى دور العبادة لتعلن صراحة أن لا خطوطاً حمراء وأن كل شيء في سورية الصامدة تحول إلى هدف مشروع للإجرام.
«الثورة» جالت في أروقة المشفيين والتقت بعض الجرحى وذويهم لنقل صورة عما جرى وخرجت باللقاءات التالية:
في البداية كان اللقاء مع السيدة ايمان نصري والدة المصاب أيمن بكورة الموجود في شعبة الجراحة العامة والذي صنفت حالته بالخطيرة جداً والتي قالت:
إن ما حصل لابني ولعدد كبير من ابناء بلدي الحبيب داخل جامع الايمان فاجعة كبيرة، فدور العبادة على مر الزمان كانت الملاذ الآمن لجميع المتعبدين، وابني الطالب في السنة الأولى إدارة أعمال هو من مواليد 1986 كان يواظب باستمرار على الصلاة بالمسجد والاستماع إلى الدروس الدينية الني يلقيها الشهيد الدكتور البوطي كل اثنين وخميس، التي تتميز خطبه بالاعتدال الديني والتسامح، ولا يسعني إلا أن أدعو أن يتقبل الله تعالى شهادة جميع الضحايا وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى ومنهم ابني وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
المصاب أحمد الصالح يتواجد في قسم الجراحة الصدرية بحالة صحية صعبة حالت دون إمكانية التحدث إليه كما حال الوضع الصحي السيء للمصاب أحمد محمد الموجود في قسم العناية العصبية من التحدث إليه نتمنى لهما الشفاء.
المصاب أحمد موسى من النبك وهو مهندس زراعي مواليد 1969 دأب منذ 25 سنة على متابعة دروس العلامة الشهيد البوطي الأب الروحي له لأن أسلوبه كما قال يتميز عن باقي المشايخ فهو يعتمد على النصح في حال الخلاف والنهي عن المنكر، وثباته على التمسك بالقيم الإسلامية الرحيمة ومما يعرف عنه أنه كان يرفض تفتيش ضيوف المسجد من المصلين... وأضاف موسى أن هذا العمل الإجرامي الجبان استهدف ضيوف الرحمن العابدين الخاشعين المؤمنين بنهج الشهيد البوطي الذي يدعو للاعتدال ونبذ العنف والدفاع عن الوطن ضد كل من يسعى لتخريبه.
المصاب عمار دياب مواليد دمشق 1973 سنة خامسة هندسة كهرباء قسم الالكترونيات قال: كنت مواظباً على حضور دروس العلامة الشهيد البوطي كل اثنين وخميس منذ عام 1995 وأقول: رحمه الله وتقبل شهادته فقد كان يتميز بذكاء لا حدود له وشخصية محببة متواضعة وهو مرب له فضل على عدد كبير من المؤمنين الحقيقيين وأؤكد أن ما فعلته الجهة المنفذة لهذا العمل الإرهابي وهم جماعة تكفيرية لا تخاف الله في شيء هو خروج عن الدين وتعاليمه الحنيفة يرقى إلى حد الكفر، فقد استهدفوا «بجهادهم» كما يسمونه أحد أهم قامات الدين الإسلامي في العالم العربي وعدد كبير من المؤمنين وكان الأولى بهم الجهاد ضد عدو الاسلام والعرب إسرائيل قاتلهم الله ولعنهم إلى يوم الدين.
المصاب أحمد هاشم فلسطيني الأصل ومقيم بدمشق من مواليد عام 1948 قال: أتابع دروس العلامة الشهيد البوطي منذ 40 عاماً وهي تدعو إلى المحبة والتسامح ونبذ العنف والنهي عن المنكر والاعتدال في الرأي واحترام رأي الجماعة وكنت أتمنى لو أنني استشهدت إلى جانبه فهو قامة دينية كبيرة وخسارة فادحة للوطن والدين الإسلامي والمؤمنين وأقول للشيخ الذي خرج على إحدى قنوات الإجرام في برنامج الشريعة والحياة وأفتى بقتل السوريين ومنهم فقيد سورية والعالم الإسلامي كان الأولى بكم أن تقدموا برهاناً شرعياً واحداً على ما تفعلونه وتحرضون عليه ولكن عجزتم لأن الإسلام منكم براء.
المصاب ابراهيم العاني 56 سنة من دير الزور قال: أنا أواظب على حضور دروس العلامة الشهيد البوطي طيلة 30 عاماً، وكان يجذبني باسلوبه العفوي وفكره المعتدل ومعلوماته الواسعة وتواضعه، وأضاف أن ما حصل عمل إجرامي لا يقبله دين ولا شرع ويأتي في سياق الحملة الكونية التي تستهدف سورية حكومة وشعباً لمواقفها الوطنية المشرفة.
المصاب حمود مصون جلال الدين 48 عاماً قال: أتابع دروس الشهيد الشيخ البوطي منذ 42 عاماً والذي استهدف بهذا التفجير الجبان الذي قامت به مجموعة تكفيرية لا تعرف جوهر الدين، والإسلام منها براء فقتل رجال الدين والأبرياء لا تبرره أية ديانة أو شريعة سماوية... «سورية ستنتصر على المؤامرة التي تتعرض لها بثبات أبنائها وتضحياتهم».
**
وزير الصحة لـ «الثورة»: 49 شهيداً.. فكر الظلام لن يطفئ نور الإيمان
أكد الدكتور سعد النايف وزير الصحة وفي تصريح لجريدة الثورة أمس أن عدد شهداء العمل الإجرامي الذي استهدف جامع الإيمان بدمشق ارتفع إلى 49 شهيداً بينهم الشهيد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وحفيده مشيراً خلال جولته على مشفى دمشق- المجتهد إلى وجود حالات خطرة بين الجرحى فيما تماثل العدد الأكبر للشفاء.
ونوه الدكتور النايف إلى إن الفكر التكفيري الظلامي لن يطفئ نور الإيمان لدى أبناء سورية مؤكداً أن سورية أقوى من إجرامهم ولا بد أن تخرج منتصرة بفضل ثبات السوريين على اعتدالهم ومبادئهم الحقة ودينهم السمح.
وأبرز الدكتور النايف جهود الطواقم الطبية والتمريضية في المشافي العامة والعناية الفائقة التي توفرت للجرحى منذ وصولهم ما خفف الآلام ورفع الأذى عن معظم المسعفين فيما ما زال البعض يتلقى العلاج مبيناً أن هناك عدة حالات خطرة ما زالت في العناية الفائقة.
ونوه الدكتور النايف بجهود الإسعاف التي تواجدت في موقع الحدث بعد لحظات واجتهدت في نقل الجرحى إلى أقسام الإسعاف مشيراً بأن المشافي العامة بطواقمها تعمل على مدار الساعة لتوفير الخدمة الطبية اللائقة لأبناء سورية والمقيمين كافة من مدنيين وعسكرين.
**
مدير صحة دمشق: 23 جريحاً يتلقون العلاج
من جهته الدكتور عادل منصور مدير صحة دمشق أوضح لـ«الثورة» إن معظم الجرحى المسعفين تماثلوا للشفاء وتم تخريجهم فيما لا يزال في مشفى دمشق- المجتهد ثمانية جرحى أحدهم بحالة خطرة وفي ابن النفيس بقي خمسة جرحى فيما يوجد بمشفى العيون جريحان أما في مشفى دار الشفاء فيوجد أربعة جرحى واحد بحالة خطرة ونفس العدد في مشفى الطب الحديث وأيضاً هناك جريح حالته خطرة.
وأكد الدكتور منصور أن المستلزمات الطبية والإسعافية والتجهيزات متوفرة في مشافي دمشق والمراكز الصحية وتقوم الكوادر الطبية والتمريضية والفنية بأداء مهامها رغم الظروف الصعبة في بعض المواقع لافتاً إلى الأداء المتميز لطواقم الإسعاف.
**
تفاني الكوادر الطبية والإسعافية
إلى ذلك أشار الدكتور أديب محمود مدير الهيئة العامة لمشفى دمشق- المجتهد بأن الكوادر الإسعافية قدمت ما لديها من خبرة لتخفيف آلام المسعفين وبعد التعامل الإسعافي مع الجرحى تم نقلهم إلى الأقسام المتخصصة حيث توزع الجرحى بين أقسام الجراحة والصدرية والفكية والعصبية والأوعية فيما الحالات الخطرة تم استقبالها في أقسام العناية الفائقة.
وأكد الدكتور محمود أن المشفى بكوادره المتخصصة يستقبل المرضى والجرحى من المدنيين والعسكريين على مدار الساعة ولدى المشفى الإمكانات والمستلزمات الكافية لتقديم خدمة طبية لائقة.