وجاء في رسالة وجهتها الوزارة إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول المجزرة الوحشية التي ارتكبتها الطائرات الأمريكية بحق قوات شعبية سورية كانت تتصدى لتنظيم «داعش» الإرهابي أمس: في عدوان همجي جديد وضمن إطار سياستها العدوانية ضد الجمهورية العربية السورية ارتكبت قوات «التحالف الدولي» التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم الخميس 8-2-2018-مجزرة وحشية بحق قوات شعبية سورية كانت تتصدى لتنظيم «داعش» الإرهابي الذي لا يزال يحتفظ بتواجده تحت حماية ما يسمى قوات «التحالف» والميليشيات العميلة لها بين قريتي خشام والطابية في ريف دير الزور الشمالي الشرقي حيث قامت الطائرات الأمريكية باستهداف قوات شعبية كانت في حالة اشتباك مع عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي ما تسبب بوقوع عشرات الشهداء والجرحى من هذه القوات وإلحاق أضرار كبيرة بالمنطقة.
وقالت الوزارة: إن هذا العدوان يكشف مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك الوظيفة الحقيقية لهذا التحالف والدور الذي تلعبه واشنطن في دعم تنظيم داعش الإرهابي كما فعلت سابقا عندما استهدفت بهجمات جوية مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة قرب دير الزور بتاريخ 17-9-2016- ومكنت بذلك تنظيم داعش الإرهابي من التقدم واحتلال تلك المواقع ناهيك عن تدمير هذا التحالف المتعمد لنحو 90 بالمئة من مدينة الرقة السورية بموجب تقارير الأمم المتحدة تحت ذرائع كاذبة حيث مازال المدنيون الأبرياء تحت ركام المدينة المهدمة إضافة إلى استهداف البنى التحتية السورية في محافظات أخرى دون رحمة أو وجود أي مبرر.
وأوضحت الوزارة أن هذا العدوان الجديد الذي يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ودعما مباشرا وموصوفا للإرهاب يؤكد طبيعة النوايا الأمريكية الدنيئة ضد سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها واستخدام أمريكا ذريعة مكافحة الإرهاب لإقامة قواعد غير مشروعة لها على الأراضي السورية.
وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين إلى ما أكد عليه وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان حول رغبة الإدارة الأمريكية بالإبقاء على تواجد قواتها على الأراضي السورية في تحد صارخ للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وقالت: ومما لا شك فيه أن هذا التواجد غير الشرعي يهدف إلى مواصلة تقديم الدعم لتنظيم داعش الإرهابي والميليشيات غير الشرعية وإنشاء مناطق آمنة لهما وعرقلة أي جهد حقيقي وجدي لمكافحة الإرهاب وإطالة أمد الأزمة في سورية خدمة لمصالحها ومصالح «إسرائيل» وأدواتها العميلة من إرهابيين وقتلة.
وتابعت الوزارة: إن حكومة الجمهورية العربية السورية إذ تعرض هذه الوقائع الخطيرة للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي فإنها تطالب بإدانة هذه المجزرة وتحميل «التحالف الدولي» المسؤولية عنها وإلزامه بوقف جرائمه واعتداءاته التي تسببت بمقتل وجرح آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وتدمير البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وبدفع التعويضات لعائلات ضحايا هذا العمل الجبان وغيره من الأعمال الإجرامية.
وختمت وزارة الخارجية رسالتها بالقول: تجدد الحكومة السورية المطالبة بحل هذا التحالف غير الشرعي بوصفه قوة حماية ومساندة ودعم للإرهاب وتؤكد أن مؤسساتها وقواتها ستواصل الاضطلاع بمسؤولياتها مهما بلغت التضحيات لمنع «التحالف الأمريكي» من تحقيق أهدافه الإرهابية المكشوفة ولضمان مواصلة التصدي لإرهاب تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية وداعميها وحفظ سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها وشعبها.