تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مثلث الإرهاب العالمي

الثلاثاء 11-2-2014
رفيق أحمد عثمان

يذكرني المثل الشعبي القائل: لا يصلح العطار ما أفسده الدهر يذكرني ببني سعود وما يفعلونه هذه الأيام من محاولات تجميل وجوههم الدميمة ببعض مساحيق الرياء والنفاق للتغطية على خرائط الخيانة والعمالة والسفالة

التي حفرت أخاديدها عميقا في وجوههم القذرة ولا يبالغ المرء حين يشبه تاريخهم بمزبلة تراكمت فيها مخلفات الإجرام والفساد والرذيلة وتصاعدت منها أبخرة نتنة تتفاعل تحتها عفونة الفكر وفظاعة السلوك فعندما تبحث عن الأيدي الخفية التي تقف خلف الإرهاب والفتن والشرور في العالم فسوف تجد أن مصدرها واحد هو الصهيونية التي يمثلها مثلث الشر العالمي ذي الرؤوس الثلاثة: صهاينة تل أبيب وصهاينة البيت الأبيض وصهاينة بني سعود وهذا لا مراء فيه ويعرفه القاصي والداني ولذلك لم يتملكني العجب أو الشك حين أدركت أن ما أطلق عليها (الحرب الباردة) لم تكن مقصورة على الولايات المتحدة الأمريكية ومنظومتها الغربية وحسب وإنما كانت بمثابة فوبيا أصابت بني سعود أيضا بحكم تبعيتهم الكاملة للامبريالية الأمريكية المتصهينة التي رسمت لهم أدوارهم الوظيفية في المنطقة والعالم وربطت بقاء عروشهم واستمرار سلطانهم بمدى إخلاصهم في أداء تلك الأدوار المرسومة والوظائف المخططة لذلك فقد قادت الولايات المتحدة الأمريكية بني سعود تحت شعاراتها القذرة والمعادية للشعوب وكانت أهم شعارات تلك المرحلة شعار محاربة الشيوعية حيث كان بنو سعود مستعدون لترويج كل ما تتقيأه السياسة الأمريكية ومنظروها المتخمة رؤوسهم بمفاهيم الرأسمالية المتوحشة والمتدثرين بأثواب الإمبريالية الملونة التي تخفي تحتها مخالب وأنياب تقطر من دماء الشعوب مانحة إياها ألوانها الدموية وأرجوانها الخادع ولذلك فقد تفانى عبيد الإمبريالية بنو سعود في تنفيذ كل ما أنيط بهم وحاولوا إيهام شعبهم وشعوب العالم أن الخطر الذي يهدد العالم هو الشيوعية بما تمثله من (إلحاد وكفر ونفي لوجود الإله) ولذلك فإن محاربة الشيوعية هي جهاد مشروع ضد (الكفرة والمشركين) وكان أولئك (الكفرة والمشركون) هم الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية والحركات والمنظمات والشعوب والأمم السائرة على نهجها أي تلك الشعوب التي تناضل ضد كل أشكال الاستعمار والاحتلال والتبعية في سبيل نيل حريتها وبناء مجتمعاتها المستقلة ذات السيادة ومن بينها العديد من الدول العربية هذه الدول التي كانت ترى في الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية خير نصير لقضاياها العادلة بما تحمله من قيم العدالة والتقدم والسلام وبما قدمته من دعم معنوي ومادي كبير للدول والشعوب المستضعفة ولحركاتها التحررية وقواها الثورية وهذا بالطبع عكس ما يراه الأسياد الأمبرياليون وعبيدهم بنو سعود الذين اعتنقوا «الإسلام الصهيوأمريكي» ودعوا الناس لاعتناقه والسجود في محرابه عبر سبيل واحد لا ثاني له وهو محاربة الشيوعية «الملحدة والعياذ بالله» وكان ذلك جهادا واحتسابا عند آلهة بني سعود الذين اجتهدوا بهداية البشر «بسور وآيات فرقان البيت الأبيض وسنّة أنبيائه الصهاينة وفرائض وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الشريفة» ودعوا الناس إلى التوجه في صلاتهم صوب كعبتهم «الكيان الصهيوني» وعلى هذا الأساس كان بنو سعود وفي كل أنحاء العالم حذاء الاستعمار وعكازه التي يتكئ عليها ويضرب بها وينفذ بواسطتها مآربه الأخرى ولذلك فقد احتلوا مقاعدهم في الصف الأول لقاطرة الإرهاب العالمي وبرعوا في صناعته وهل هناك في العالم ما يوازي معامل الوهابية في إنتاج الإرهاب وتصديره إلى شتى أصقاع المعمورة!‏

ولنأخذ مثالا واحدا يوضح بجلاء خطورة الفكر الإرهابي على البشرية قاطبة والمسلمين في المقدمة فقد كان المؤسس الأول لعصابات الإرهاب الوهابي المدعو محمد عبد الوهاب يدعو الناس لدينه الجديد بقوله: (إني أدعوكم إلى الإيمان بالله وترك الشرك فوالله ما تحت السبع الطباق إلا الشرك ومن قتل مشركا فله الجنة) وأول من نقل هذا الحديث عنه أخوه الشيخ سليمان عبد الوهاب في كتابه (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) ووفق ما ذكره أخوه هذا كان محمد عبد الوهاب يقتل كل من يخالفه ولا يدخل في دينه الجديد لأنه كفّر كل الأديان والمذاهب بل وكل من تحت (السبع الطباق) وحلل قتلهم وبذلك وضع دستور الإرهاب الوهابي لبني سعود فكانوا أمناء عليه مطبقين تعاليمه أينما تواجد أتباعهم في العالم فكانوا أعداء الإسلام وأعداء المسيحية وأعداء كل معتقد في الوجود إنهم أعداء الله والإنسان أيا كان الزمان والمكان فهم سلفيون هنا وجهاديون هناك وخوّان المسلمين في مكان آخر وعلى الأرض السورية تعددت مسمياتهم بقدر ما تنوعت أساليب إجرامهم ووحشيتهم وبمقدار ما تشظت عصاباتهم الإجرامية الحاقدة حتى وصلت إلى أكثر من ألف يافطة تتلطى خلفها عصابات بني سعود الإرهابية ناثرة الدماء والدمار والخراب على أرض سورية الصامدة.‏

واليوم وكما ذكرت في مستهل مقالي يحاول بنو سعود اتقاء موجة السخط والاستنكار الشعبي والعالمي ضدهم فازدياد أعداد إرهابييهم الذين صرعوا تحت أقدام الجيش العربي السوري رفع أصواتا شعبية تدافع عن أبنائها الذين ترسلهم وهابية بني سعود إلى الجحيم الذي أعده السوريون لهم ولكل إرهابي يدنس أرضهم ولكن محاولات بني سعود للتستر خلف أوهام وأضاليل باتت مفضوحة وسافرة لن تحجب عن أنظار شعبنا حقيقتهم الإرهابية ولن تنتزع منه تصميمه وإصراره على دحرهم والانتصار في معركته الكبرى ضد كل قوى الشر والإرهاب في العالم وفي مقدمتها مثلث الإرهاب العالمي برؤوسه الثلاثة: بنو سعود والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية