داخله وأحقيته في حياة كريمة خاصة وأنهم لم يأخذوا حقهم من الرعاية المتكاملة بعد, ولديهم جملة من المشكلات الإضافية لمشكلتهم في الإعاقة وهي بحاجة إلى سبل وبرامج ملائمة تمكنهم من تجاوزها.
هكذا تحدث الأستاذ صلاح الدين دوكش الاختصاصي النفسي الاجتماعي في مركز التأهيل للعاجزين أثناء لقائنا معه, وبدأ حديثه عن الإعاقة ومكانة المعوقين كشريحة طبيعية من التركيب السكاني لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم, وإن كانوا لايستطيعون حتى الآن ممارسة هذه الحقوق والواجبات فالمشكلة ليست بالإعاقة ذاتها, بل في وسائل وطرق التعامل مع هذه الفئة في الخدمات التي تقدم لرعايتهم, فيقول: يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من مشكلات كثيرة أولها: المشكلات الاجتماعية أي مشكلة سوء التكيف مع البيئة المحيطة بهذا الفرد المعوق, وتأخذ هذه المشكلة شقين, الأول: اختلال توازن الأسرة التي لديها شخص معوق وهذا يخلق نوعا من الاضطراب لعلاقاتها معه, وإن كان ذلك يتوقف على مستوى ثقافة الوالدين ومدى الالتزام الأخلاقي والديني بين أفراد الأسرة, والشق الآخر في علاقة المعوق وصداقاته مع الآخرين, فعدم شعوره بالمساواة مع زملائه وعدم شعور هؤلاء بكفاءته لهم, يؤدي إلى استجابات سلبية وينغلق المعوق على نفسه وقد يؤدي به ذلك لتغيير دوره الاجتماعي أو ترك عمله بما يتناسب مع وضعه الجديد.
ثانيا: المشكلات النفسية التي تظهر عندما يحاول الاندماج في عالم العاديين للتخلص من عالمه الضيق والمحدود, فيصطدم بآثار عجزه ويتولد في نفسه الشعور الزائد بالنقص والضعف والاستسلام للإعاقة, كما أن عدم شعوره بالأمن يولد لديه القلق والخوف من المجهول, وقد تصل هذه المشاعر إلى حد مبالغ فيه.
ومن المشكلات المهمة التي تزيد شقاء هذه الفئة هي: عدم توافر مدارس خاصة وكافية لتعليمهم ورعايتهم, وفي حال إلحاق المعوق بالمدارس العادية بطرق غير مدروسة فإن ذلك ينعكس سلبا على حالته النفسية وإضافة إلى ذلك قد لا يجد المعوق نفقات علاجه, ويشعر أنه عالة على أسرته.
ضرورة تشغيل المعوقين
من أبرز سمات المجتمع المدني المعاصر هو حماية حقوق أفراده من جهة وتوفير برامج الدعم والتسهيلات اللازمة لأفراده من ذوي الفئات والاحتياجات الخاصة من جهة أخرى, فمن الضروري أن يكون للمعوقين توجه داخل المجتمع, ويعتقد الأستاذ دوكش: أن هذا يحتاج للارتقاء بالخدمات على أساس من التدريب العلمي والعملي ضمن مراكز التأهيل المهني وأن تسعى هذه المراكز لاحتواء أعلى نسبة من الأشخاص المعوقين, والاتصال مع المجتمع الأهلي لإنجاز مشاريع مساعدة في تدريب وتشغيل المعوقين, فإن ذلك يرفع درجة مساهمتهم في القطاعين الحكومي والخاص, ويقول: تم تشغيل مايزيد عن 78 شخصا معوقا من ذكور وإناث ضمن ورش خاصة وعامة, وذلك خلال عامي 1999-,2003 وهذه النسبة لاتزال قليلة جدا بمقارنتها بأعداد المعوقين القادرين على العطاء,فمن الواضح أن مايعانيه هؤلاء الأشخاص معظمه ناتج عن عدم الرعاية وعدم الدمج بصورة صحيحة في المجتمع وعدم التفاعل مع الأشخاص العاديين.
السرية التامة
وأخيرا يتحدث الأستاذ دوكش عن دور الاختصاصي النفسي الاجتماعي في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وحاجاتهم إلى الارشاد والتوعية في سبيل عدم تعرضهم لمشكلات إضافة لمشكلتهم, إذ يقوم الاختصاصي النفسي بتوعية الأشخاص المعوقين المسؤول عنهم بطرق مباشرة عن مجمل القضايا اليومية التي يواجهونها, وحل المشكلات التي تعترضهم ضمن المركز وفيما بينهم, وهذا التفاعل يجب أن يكون مستمرا ما بين الاختصاصي وذوي الاحتياجات الخاصة وأن يكون بسرية تامة حتى يطمئن المعوق لعلاقته بالاختصاصي, ومن جهة أخرى قال: يتوجب على الاختصاصي تقديم الندوات والمحاضرات التي تخفف من الآثار السلبية التي يتعرض لها المعوق من قبل المجتمع وأن يغير من نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة ومن نوعية الخدمات التي تستلزم المرحلة من المجتمع تقديمها لهم.