بكثير المرحلة التي مرت بعد رفض البرلمان التركي لمذكرة الاول من اذار عام 2003 .
فقد شنت الولايات المتحدة حملة ضد الحكومة التركية وضد حزب العدالة والتنمية الحاكم متهمة الحكومة بأنها وراء تصاعد المقاومة في العراق.
وكان وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قد اتهم تركيا اول أمس مجددا بأن رفضها السماح بعبور القوات الامريكية الى شمال العراق أثناء الحرب على العراق قد تسبب في تصاعد حدة المقاومة العراقية.
كما دعا مساعد وزير الدفاع الامريكي بول وولفويتز أثناء اجتماعه في واشنطن بوفد مجلس الامة التركي تركيا الى اتخاذ خطوات واظهار المزيد من التعاون والانسجام مع واشنطن بخصوص المواضيع المتعلقة بسورية والعراق والاعلان بوضوح عن معارضتها للتصريحات المناهضة للولايات المتحدة الامريكية واسرائيل والعمل على تطوير التعاون التركي الارمني واعادة فتح الحدود المشتركة بين البلدين .
فيما رأى روس جاكسون رئيس مركز مشروع القرن الامريكي الجديد وهي مجموعة فكرية أمريكية تعنى بالشؤون السياسية في ايجاز قدمه لمجلس الشيوخ الامريكي في الثامن من هذا الشهر ان أياما ومشاكل صعبة بانتظار تركيا متهما أنقرة بأنها لم تنجح في انشاء هوية جيوسياسية وقومية صلبة.
واتهم جاكسون الحكومة التركية بانتهاج سياسة داخلية سلبية تجاه أمريكا واسرائيل كما ان السياسة الخارجية أدت الى حدوث شرخ في العلاقات الاستراتيجية التركية الاسرائيلية.
وقد أثارت هذه التصريحات والتوتر استغراب الخبراء الاستراتيجيين الذين قالوا انه أثناء أزمة الاول من اذار عام 2003 كان لدى واشنطن الذريعة والحجة للاختلاف مع أنقرة كون البرلمان رفض المذكرة أما اليوم فلا يوجد هناك أي حوادث بين البلدين من نوع المذكرة أو غيرها.
و بدوره قال مسؤول دبلوماسي تركي ان تركيا هي التي يحق لها ان تشك بصدق نوايا واشنطن فهي التي اعتقلت الجنود الاتراك في شمال العراق في العام الماضي ووضعت الاكياس على رؤوسهم مما اثار سخط الرأي العام التركي الذي اعتبر ذلك اهانة لتركيا.
واضاف ان تركيا تمسكت دوما بتحالفها مع الولايات المتحدة وحاولت دائما ان تكون متوازنة في سياستها الاقليمية والتعاون معها قدر الامكان واذا كانت هناك اي مشكلة في الحوار او انسداد في القنوات الدبلوماسية فان ذلك من امريكا وليس من جانب تركيا.
وتشير التقارير الى أن انزعاج الولايات المتحدة الامريكية من تركيا ناجم عن انتهاج أنقرة سياسة اقليمية مستقلة حيال الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط لا تنسجم مع سياسة واشنطن وعدم انجرارها وراء هذه السياسة على غرار مواقف العديد من حلفاء واشنطن وأصدقائها .
كما أن اصرار واشنطن على رفض الادراك بأن سياستها في المنطقة هي السبب الرئيسي وراء معاداة الاتراك لها والانتقادات الشعبية التركية مما يشكل سببا وراء تصعيد الاجواء الباردة بين أنقرة و واشنطن.