يعرف ب( سودان 1) للمستهلكين وقد تم سحب تلك المواد من الأسواق البريطانية قالت صحيفة ديلي تلغراف إن الخوف قد دب في أوساط المستهلكين البريطانيين بعد الكشف عن وجود ذلك الملون الصناعي في كثير من المنتجات الغذائية في بريطانيا ,وقد سحبت هيئة الأغذية البريطانية من البقاليات الكبيرة نحو 418 نوعا من الأغذية.
أما صحيفة التايمز فأشارت أن فضيحة سرطان الغذاء تتفاقم مع سحب المزيد من الأغذية من المحلات ومن المتوقع أن يكلف سحب هذه المواد قطاع الأغذية 100 مليون جنيه .
يبدو أن هذا الملون الملوث قد دخل بريطانيا عام .2002
حول هذا الملون ومواصفاته والمنتجات التي تحتويه والملونات الصناعية عموماً التقت الثورة المهندس / رياض زيد/ عضو لجنة البيئة في الهلال الأحمر السوري فرع حمص الذي قال :
إن الملون يعرف باسم سودان (1) وهو صبغة حمراء مستخلصة في الأصل من نبات سوداني اكتشفها العالم البريطاني( دادي) في عام 1896 وفي الهند تصنع هذه المادة على شكل (بودرة الفلفل الحار وبودرة تستخدم للأغراض الصناعية ) وتستخدم هذه الصبغة في مذيبات الألوان والزيوت والشموع والبنزين وملمعات الأحذية والأرضيات وتحظر المواصفة البريطانية استخدامها في المواد الغذائية نظراً لتأثيرها المسرطن وتقول المؤشرات الأولى بأنها استخدمت من عام 2002 من قبل مؤسسة ووستر البريطانية حيث كانت تستخدمها في صناعة منتجاتها الغذائية أما المنتجات الغذائية التي استخدم فيها هذا الملون فمن أهمها : رقائق البطاطا ( وولكز) أنواع من المرق ( محلات ماكدونالدز وسيزارس ) الكاتشاب , والوجبات السريعة الجاهزة .
ويضيف الأستاذ زيد بان وكالة المقاييس الغذائية أصدرت قوائم بالشركات المخالفة وضمت أسماء كثيرة .
إن المتتبع لهذه الأزمة وعبر مواقع الانترنت يجد ان دولا عديدة قد نبهت الى عدم تناول بعض الأغذية المستوردة من بريطانيا والتي تحتوي على أصباغ غير قانونية تسمى سودان (1)
فقد نصحت وزارة الصحة القبرصية المستهلكين بعدم تناول السلع الغذائية الملونة وذلك بعد أن أصدر جهاز المواصفات الغذائية البريطانية تحذيراً يمنع بموجبه تناول مايقرب من 350 نوعا من المنتجات الغذائية , وفي قطر اجتمعت اللجنة المشتركة لمراقبة الأغذية الادمية لمتابعة عمل الفريق المشكل من وزارتي الصحة العامة والشؤون البلدية والزراعة بشأن موضوع الأغذية المضاف اليها سودان - 1- وفي الأردن شكلت المؤسسة العامة للغذاء والدواء لجنة لمتابعة هذا الصباغ .
أما جمهورية السودان فقد طالبت سفارتها في لندن السلطات البريطانية بتقديم تفسير مقنع لاطلاق اسم ( سودان 1) على مادة مسرطنة ,لكن الجهات العلمية في بريطانيا اسفت لعدم معرفتها مصدر الاسم رافضة في الوقت ذاته الموافقة على بعض التكهنات التي تقول بأن المادة مستخلصة من نبات سوداني الأصل .
أما عن مسألة الملونات الصناعية فيؤكد الأستاذ رياض زيد بأن لجنة البيئة في الهلال الأحمر السوري في حمص كانت في طليعة من دق ناقوس الخطر للتحذير منها حيث فتحت هذا الملف وأعدت دراسة رفعتها الى السيد محافظ حمص بتاريخ 3/7/2003
ومع ما أثير على الساحة حول ( سودان 1) نعتقد بضرورة الدعوة الى إثارة الموضوع مجددا خشية ان يقوم البعض من ذوي الضمائر الميتة باستيراد بعض المنتجات المحظور تداولها والتي تتضمن الملون المشار اليه, لقد كشفت المذكرة بعض الأخطار الناجمة عن استخدام الملونات الصناعية وأبرزها الأنيميا وزيادة عدد كريات الدم البيضاء وارتفاع نسبة الشحوم في الدم وزيادة فرص الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب ,والأطفال وبسبب عدم اكتمال أجهزتهم الحيوية هم الأكثر عرضة للاختلالات العصبية أو الهرمونية أو المناعية وهم أقل قدرة على حماية أنفسهم .
إذاً لابد من إعادة النظر بالمواصفة القياسية السورية المعمول بها منذ عام 1996 لأنها أصبحت عاجزة عن مواكبة التطورات العلمية الهائلة وإصدار القوانين والتشريعات التي تمنع استيراد الملونات الصناعية لأغراض غذائية .
إنها حياة الإنسان وصحته في كفة الميزان فماذا فعلنا لمواجهة الملونات الصناعية وسودان (1) !!