دقيقة وحاسمة وتحمل في جعبتها الكثير من الهواجس والمخاوف لدى البعض، الذين يتخوفون من أن تكون هذه الدورة بنسختها العاشرة التي لا تتكرر إلا كل خمس سنوات، عبارة عن سيناريو مكرر لا يحمل في جعبته الجديد الذي يلبي الطموح والرغبات والآمال، وعلى المقلب الآخر هناك من يراها فرصة حقيقية على الجميع حسن استغلالها واستثمارها لاختيار الأفضل والأنسب والأكفأ لقيادة دفة رياضتنا نحو شاطئ الأمان.
الانتخابات عملية حضارية بامتياز وحالة ديمقراطية في حال سارت على النحو الصحيح دون تكتلات أو شللية أو محسوبيات، وهي طريقة راقية تفسح المجال أمام الخبرات والكفاءات للظهور وتتبوأ المراكز والمناصب القيادية، من أجل عملية التطوير لمواكبة ما يستجد ويستحدث في عالم الرياضة، وهذه المناصب دون ريب تحتاج للأشخاص المؤهلين فنياً وإدارياً، القادرين على حمل المسؤولية بأمانة وصدق بعيداً عن الدعاية الإعلامية والوعود والشعارات الرنانة التي تتلاشى وتتبخر فور جلوسهم على الكراسي.
رياضتنا بحاجة ماسة لاختيار القيادات الأجدر من أهل اللعبة والاختصاص للارتقاء بالألعاب الرياضية كافة دون تحيز، حيث تعاني العديد من ألعابنا من تراجع كبير في ظل التركيز على عدة ألعاب فقط في مقدمتها القدم والسلة، ولا ننسى رفع مستوى الأداء الإداري الذي له دور كبير في النجاح والتفوق ،إضافة لوضع رؤية مستقبلية في شتى البطولات والاستحقاقات الداخلية والخارجية، مع توفر السيولة المادية التي دونها لا يمكن القيام بأي نشاط رياضي مهما كان صغيرا، والتجارب السابقة للقيادات الرياضية بالمجمل ومن ضمنها القيادات الحالية بكافة المستويات التي أمضت خمس سنوات الكثيرون فيها أخطؤوا والقليلون أصابوا، ومن عمل بجد وأصاب يستحق التحية، إذ ترجموا وعودهم وبرامجهم الانتخابية على أرض الواقع بكل صدق وأمانة، وتحملوا الكثير من المتاعب والمشقات، بينما الآخرون كان همهم السفر ومصالحهم الشخصية، وبالرغم من كل ذلك تبقى الانتخابات الباب الوحيد لتحقيق التغيير نحو الأفضل وفتح آفاق جديدة، إن جرت بشكل صحيح وبكل شفافية.