حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستواصل خطّها الاستراتيجي لتعزيز الاستقرار في إفريقيا وتحقيق الأمن الإقليمي.
وقال بوتين في الجلسة العامة الأولى لقمة «روسيا - إفريقيا» بمشاركة قادة ورؤساء وفود إفريقية بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي تعتزم مواصلة المشاركة بنشاط في تطوير المنحى الاستراتيجي الدولي، والتدابير العملية لتعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا، وضمان الأمن الإقليمي.
وأضاف أن تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية يعد أحد أولويات السياسة الخارجية لروسيا، مشددا على أن مواقف روسيا والدول الإفريقية متقاربة وذلك يسمح بتنسيق المواقف والتحركات في الساحة الدولية.
وأعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده لمواصلة تدريب العسكريين والعاملين بهيئات حماية القانون في البلدان الإفريقية المتدربين في الهيئات التعليمية الروسية، وذلك في خطوة تهدف لتعزيز الفعالية القتالية للقوات الإفريقية.
وأشار إلى وجود تعاون فعلي مع دول إفريقية في المجالين العسكري والعسكري التقني، لافتا إلى أن عسكريين من 30 دولة إفريقية يدرسون في جامعات وزارة الدفاع الروسية.
وعن التبادل التجاري بين روسيا والقارة السمراء، قال بوتين إن تعزيز التعاون التجاري مع إفريقيا أمر محوري بالنسبة لروسيا، مشيرا إلى أن حجم التجارة تضاعف خلال السنوات الخمس الماضية.
وبين الرئيس الروسي أهمية اللقاءات كقمة «روسيا - إفريقيا»، مقترحا عقد القمة مرة كل ثلاث سنوات، ومجددا اهتمام روسيا بتعزيز الروابط مع الدول الإفريقية.
هذا وقد أكدت روسيا ودول إفريقيا ضرورة التصدي للإملاءات السياسية والتمسك برفض التدخلات في شؤون الدول الأخرى ولاسيما التدخلات العسكرية الأحادية وسياسة العقوبات أحادية الجانب.
وجاء في البيان الختامي للقمة الروسية الافريقية التي عقدت في سوتشي وأوردت وكالة تاس مقتطفات منه أن روسيا وافريقيا تؤمنان بأن مبدأ المساواة في السيادة أمر اساسي لاستقرار العلاقات الدولية وهما تتمسكان بمبدأ الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها والذي يشكل انتهاكا لميثاق الامم المتحدة.. كما تعربان عن إدانتهما للجوء بعض الدول إلى تدخلات عسكرية أحادية ضد دول أخرى.
وأكد البيان ان العقوبات الأحادية التي تفرضها دول منفصلة قد تقوض الآثار المرجوة من الاجراءات والخطوات التي يتخذها مجلس الامن الدولي في اي قضية مضيفاً: إن الاطراف المشاركة في القمة ملتزمة بمبادئ القانون الدولي على النحو الوارد في ميثاق الامم المتحدة فيما يتعلق بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وترفض سياسة ازدواجية المعايير او فرض بعض الدول إرادتها على الدول الأخرى.
وشدد البيان على التزام روسيا وافريقيا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإدانتهما انتهاك هذا المبدأ من أي دولة ولاسيما اذا كان الهدف من التدخل الإطاحة بالحكومات الشرعية، كما أكد الجانبان أن تطبيق بعض الدول لقوانينها الوطنية خارج حدودها الاقليمية يعد انتهاكا للقانون الدولي وينضوي تحت التعريف الشامل للتدخل.
كما اتفق المشاركون في القمة في بيانهم على العمل معا للتصدي للإملاءات السياسية والابتزاز المالي في التعاون التجاري والاقتصادي الدولي ومنع التلاعب بمتطلبات نظام معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية بهدف ممارسة الضغط على البلدان الأخرى والتنافس بشكل غير عادل.
إلى ذلك أعلن مستشار الرئيس الروسي أنطون كوبياكوف أمس عن توقيع روسيا والدول الأفريقية، لاتفاقيات خلال منتدى «روسيا-أفريقيا» في سوتشي تقدر قيمتها بنحو 12.5 مليار دولار.
وقال كوبياكوف للصحفيين يبلغ عدد الاتفاقيات والمذكرات والعقود التي تم توقيعها أكثر من 50 وثيقة، وبلغ إجمالي الحجم المالي للوثائق المعروفة لدينا حتى هذه اللحظة، 800 مليار روبل (نحو 12.5 مليار دولار)».
وفي وقت سابق أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أنه من المتوقع خلال قمة «روسيا - أفريقيا» في سوتشي توقيع حزمة كبيرة من الوثائق، بينها عدد من الاتفاقيات التجارية، بين روسيا والدول الأفريقية.
وتستضيف مدينة سوتشي، يومي 23- 24 تشرين الأول الجاري، قمة «روسيا - أفريقيا» برئاسة مشتركة لكل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقي، وكذلك المنتدى «الروسي الإفريقي» ، في حدث يُعد الأول على مثل هذا المستوى في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.