وجاء في بيان صحفي على موقع البرلمان الأوروبي «يوروبارل» إن البرلمان أصدر قراراً يدين بشدة التدخل العسكري التركي أحادي الجانب شمال شرق سورية ويحث تركيا على سحب جميع قواتها من الأراضي السورية.
وحذر القرار من أن هذا العدوان يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ما يقوض الاستقرار والأمن في المنطقة ككل معتبراً أنه من غير المقبول أن يقوم رئيس النظام التركي رجب أردوغان باستخدام اللاجئين لابتزاز الاتحاد الأوروبي.
وطالب البرلمانيون في قرارهم بتطبيق مجموعة من العقوبات المستهدفة وحظر منح التأشيرات للمسؤولين الأتراك عن انتهاكات حقوق الإنسان وكذلك النظر في اعتماد تدابير اقتصادية مستهدفة ضد تركيا حيث اقترحوا أيضاً تعليق اتفاقيات التجارة مع تركيا كإجراء عقابي واستهداف المنتجات الزراعية وغيرها وأيضاً تعليق الاتحاد الجمركي التركي الأوروبي.
من جهته أدان عضو البرلمان الأوروبي عن سلوفاكيا ميروسلاف راداتشوفسكي العدوان التركي على الأراضي السورية مؤكدا أنه خرق واضح للقانون الدولي.
وشدد راداتشوفسكي في مداخلة له أمام البرلمان الأوروبي على ضرورة أن يقابل العدوان التركي برد فعل قوي من قبل البرلمان الأوروبي لأن تداعياته ستطول دول الاتحاد نفسها.
كما دعا راداتشوفسكي إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سورية مشيرا إلى قرب تحقيق الانتصار النهائي على الإرهاب فيها ومشددا في الوقت ذاته على ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية الموجودة على الأرض السورية بشكل غير شرعي.
وفي السياق ذاته جدد وزير خارجية التشيك توماش بيترجيتشيك التأكيد على أن العدوان السافر الذي يشنه النظام التركي على الأراضي السورية خرق فاضح للقانون الدولي، مشددا على ضرورة الضغط على هذا النظام لوقف عدوانه.
وأشار بيترجيتشيك في حديث أمس لإذاعة بلوس التشيكية إلى أنه دعا خلال الاجتماع الوزاري الأخير للاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات اقتصادية على النظام التركي وعدم الاكتفاء بالتوصية بفرض حظر على تصدير السلاح.
من جهته قال الأستاذ الجامعي التشيكي البروفيسور أوسكار كرايتشي: إن النظام التركي ليس وحده من اعتدى على الأراضي السورية وخرق القانون الدولي بل أيضا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من خلال وجودهم العسكري غير الشرعي على تلك الأراضي.
وأوضح في حديث لموقع أوراق برلمانية الإلكتروني أن هذه الدول هي من تزود الإرهابيين الموجودين في سورية بالمال والسلاح وتدعمهم سياسيا وإعلاميا منتقدا ازدواجية المعايير التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي حيال ما يجري فيها.
إلى ذلك أظهر استطلاع أجراه موقع أوراق برلمانية أن 91 بالمئة من قراء الموقع يرون بأنه يتوجب طرد تركيا من حلف شمال الأطلسي (ناتو).
كما أدان ديكران أوليخانيان رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الأرمينية السورية العدوان الذي يشنه النظام التركي على الأراضي السورية.
وقال أوليخانيان خلال لقائه سفير سورية في أرمينيا محمد حاج إبراهيم إن هذا العدوان انتهاك لأراضي دولة ذات سيادة وهو مرفوض لأنه يشكل خطراً يهدد حياة المواطنين السوريين.
من جانبه أعرب السفير حاج إبراهيم عن تقدير سورية لموقف أرمينيا من هذا العدوان التركي ولأنشطة البعثة الإنسانية الأرمينية فيها معرباً عن أمله بأن تساهم أرمينيا بشكل أوسع في عملية إعادة الإعمار التي تشهدها سورية.
في الأثناء انتقد وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش العدوان التركي على الأراضي السورية.
وقال ياكيش في حديث لقناة «هلك تي» التركية: كما هو الحال منذ بداية الأزمة في سورية فقد أخطأ نظام أردوغان مرة أخرى في التكتيك والاستراتيجية وتوغل داخل الأراضي السورية.
ودعا ياكيش نظام أردوغان إلى قطع علاقاته مع الإرهابيين في سورية وقال: لا يحق لدولة أن تتبنى ميليشيا مسلحة عناصرها مجموعة من العصابات ضد دولة جارة، مشدداً على أن أنقرة لن تستطيع إعادة علاقاتها مع الدول العربية إلى وضعها الطبيعي إلا بإنهاء مشاكلها مع سورية.
بدوره أكد نائب رئيس الحزب الجيد التركي أحمد أر آوزان سقوط الخطط التي كان يرمي رئيس النظام التركي أردوغان إلى تحقيقها في سورية من خلال عدوانه على الأراضي السورية.
وقال أر آوزان في تصريح لقناة «اي آر تي» التركية: يبدو من الواضح تماماً أن أردوغان لم يستخلص أي درس من كل أخطائه في سورية كما أثبت للجميع أنه فاشل في كل مشاريعه ومخططاته التي كان يريد تحقيقها.
وشدد أر آوزان على ضرورة أن يقوم أردوغان بالتعاون والتنسيق مع سورية قبل أن تتفاقم الأمور مع خطر عودة إرهابيي داعش إلى المنطقة، مشيراً إلى أن انتشار وحدات الجيش العربي السوري خلق توازناً جديداً في المنطقة وهو ما سيزعج كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي كان المستفيد الأول والأكبر من الأزمة في سورية.
ويشن النظام التركي منذ التاسع من الشهر الجاري عدواناً على عدد من مدن وقرى وبلدات ريفي الحسكة والرقة ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء وعمال في القطاعات الخدمية ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرافق الخدمية والبنى التحتية المهمة كالسدود ومحطات الكهرباء والمياه.
فعاليات شعبية وطلابية
في كوبا تدين العدوان
الى ذلك أقام الاتحاد العربي في كوبا بالتعاون مع سفارة الجمهورية العربية السورية وفرع كوبا للاتحاد الوطني لطلبة سورية فعالية تضامنية في هافانا تحت عنوان «مع سورية في مواجهة الإرهاب».
ورفع المشاركون في الفعالية لافتات وشعارات تدين العدوان التركي على الأراضي السورية وتؤكد الوقوف إلى جانب سورية وجيشها الباسل.
وأدانت الكلمات التي ألقيت خلال الفعالية باسم الاتحاد العربي وحركة السلام والمنظمات الشعبية الكوبية العدوان التركي على الجمهورية العربية السورية وممارسات نظام أردوغان الداعم للتنظيمات الإرهابية.
من جهته أكد سفير سورية في كوبا الدكتور إدريس ميا أن العدوان السافر للنظام التركي على سورية يكشف حقيقة أطماعه في استعادة أمجاد السلطنة العثمانية، مشدداً على أن هذه الأحلام ستتحطم تحت أقدام أبطال الجيش العربي السوري.
حضر الفعالية ممثلون عن المنظمات الطلابية والشعبية الكوبية وعدد من سفراء الدول الصديقة والطلبة السوريين وأبناء الجالية السورية المقيمين في كوبا.