لتظهر معها الصورة أيضاً وكأنها المشهد الواحد والوحيد الذي لن ينتهي بل معيداً ومكرراً نفسه، فهل يستطيع الديمقراطيون تقويض ترامب أم أنهم أمام حالة من الفشل مع حالة من العرقلة؟
ومن هنا أعلن رؤساء 3 لجان في مجلس النواب الأميركي أن الخارجية الأميركية تعرقل التحقيق في مسألة عزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه.
حيث وجه رئيس لجنة شؤون الاستخبارات، آدم شيف، ورئيس لجنة الشؤون الدولية، إيليوت إينغل، ورئيسة لجنة الرقابة والإصلاح، كارولين مالوني، وجميعهم من الحزب الديمقراطي، وجهوا رسالة إلى نائب وزير الخارجية جون ساليفان بهذا الخصوص قالوا فيها: إنه في إطار التحقيق المستمر لمجلس النواب في مسألة عزل الرئيس، حصلت لجاننا على معلومات تفصيلية تحدد الوثائق التي تمتلكها أو تحفظها أو تراقبها وزارة الخارجية، والتي تتسم بأهمية بالغة بالنسبة للتحقيق.
وأوضحوا أن تلك الوثائق تتضمن معلومات حول ممارسة الرئيس ترامب ضغطا على السلطات الأوكرانية من أجل فتح تحقيق مع نجل منافسه السياسي جو بايدن، وأنهم يعتبرون رفض تنفيذ جدول الأعمال الذي وافق عليه الكونغرس بمثابة عرقلة أداء الكونغرس لمهامه في إطار إجراءات العزل.
وسط ذلك اقتحم نواب جمهوريون غاضبون لإبعادهم عن الإجراءات الرامية لعزل ترامب في جلسة استجواب مغلقة للشهود وأبدوا دعمهم له، ما عمّق حدة الخلافات المرتبطة بالتحقيق، بعد أن اندفع أكثر من عشرين نائبا نحو غرفة اجتماعات تعرف بـ"منشأة المعلومات الحساسة" وتخضع لإجراءات أمنية مشددة في مبنى الكابيتول، ما تسبب بتأخير شهادة مسؤول في وزارة الحرب في إطار التحقيق الذي أطلقه الديمقراطيون.
وأثارت خطوة الجمهوريين مخاوف من أن النواب يرتكبون انتهاكات أمنية خطيرة عبر دخولهم القاعة حاملين هواتفهم المحمولة وغيرها من الأجهزة، بعد أن قام بعضهم بإرسال تغريدات من داخلها.
وقال عضو الكونغرس مات غايتز المدافع الشرس عن ترامب "عاجل: قدت أكثر من 30 من زملائي إلى منشأة المعلومات الحساسة حيث يعقد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف جلسات استجواب سرية تتعلق بعزل ترامب. لا نزال في الداخل، سأزودكم بمزيد من التفاصيل".
وسط هذا التحقيق، أعرب ويليام كونسوفوي محامي ترامب، عن ثقته بأن سلطات البلاد ليست مخولة بالتحقيق في أنشطة الرئيس ما لم تنته ولايته.
وقال كونسوفوي أثناء جلسة في محكمة استئناف في نيويورك أول أمس: إن الحصانة الرئاسية تحمي ترامب من الضغوط المحلية، في محاولة لإقناع القضاة بأن الرئيس لديه الحق في رفض أمر إحضار تلقاه أيلول الماضي في قضية عائداته الضريبية.
فيما نشب في قاعة القضاء جدل بين محامي ترامب والقاضي ديني تشين، حيث ذكّر الأخير بالتصريح الذي جاء على لسان ترامب أثناء حملته الانتخابية عام 2016م بأنه لن يخسر دعم الناخبين حتى لو وقف وسط الجادة الخامسة في نيويورك وأطلق النار على أحدهم.
كما سأل القاضي محامي ترامب عما إذا كان بوسع السلطات المحلية التحقيق مع ترامب في هذه الحالة، ورد كونسوفوي على ذلك بالقول: إن التحقيق لا يمكن فتحه إلا بعد مغادرة الرئيس للبيت الأبيض.