تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المونة المنزلية.. بين ثقافة الأمس واليوم

دمشق
اقتصاد
الجمعة25-10-2019
وعد ديب

على الرغم من أنها باتت تمثل عبئاً جسدياً ومادياً على كل منزل في ظل وضع معيشي صعب جراء ارتفاع الأسعار وعجز القدرة الشرائية لدى الأغلبية من العائلات السورية،

إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنها ولو في حدودها الدنيا، فمونة الشتاء التي يتسارع الكل لإعدادها ببرنامج زمني محدد يجري العمل بها حسب وقت موسمها بات الحديث عنها اليوم استذكاراً لثقافة شعبية.‏

فالمونة لها أسرارها الواسعة حيث تبدأ مع بداية فصل الصيف بتموين أغذية يمكنها البقاء فترة طويلة للاستفادة منها في الشتاء كصنع أصناف من المربيات الحلوة والمخللات والمجففات والكشك والبقوليات وجميع أنواع الألبان والأجبان، وأنواع مختلفة من الشراب كالورد والتوت ..، وينتهي إعدادها في شهر تشرين الأول مع نهاية قطاف موسم الزيتون بتموين الزيت والزيتون.‏

تقول السيدة أم قصي وهي ربة منزل أن المونة (شغل البيت) حاجة أساسية لربات المنازل حيث يعتبر مذاق الأطعمة التي تصنع يدوياً من دون مواد حافظة أفضل من تلك التي تباع في المحال التجارية، كما أن تحضير المونة يعتبر مساعدة لرب الأسرة من ناحية تقليل المصاريف، كما يكون حفظ المواد ضرورة لاستخدامها على مدار السنة لأهداف اقتصادية وغذائية تتعلق بالأسرة‏

وتضيف: عائلتي تتكون من تسعة أفراد ومن تقاليدنا التي مازلنا نتمسك بها اجتماعنا أثناء تحضير المونة وتقاسم العمل بكل سعادة وفي نهاية المطاف يأخذ كل حصته من التصنيع الغذائي المنزلي.‏

أما الدكتورة أمل فتؤكد أن ثقافة الاستهلاك تغيرت فأغلب العاملات لا تملك الوقت لتصنع مونتها وتعتمد على من يصنعها لها، وفي ظل التطور وعصر السرعة أصبح هناك وسائل وأساليب جديدة لم تكن موجودة ساعدت في اختصار الوقت والجهد، كما أن تغير الظروف المناخية أدت إلى توافر معظم السلع على مدار العام دون انقطاع فلا داعي للمونة برأيي.‏

وتنوه غفران وهي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية إلى أنه وبكل ما تشكل المونة من وفر غذائي بالمقابل تشكل عبئاً اقتصادياً في هذه الأيام وخاصة لذوي الدخل المحدود، لدرجة بتنا نلجأ إلى الدين أو عمل جمعيات مالية أو حتى سحب قرض لنستطيع تموين ما يلزم فقط والذي لا يمكن الاستغناء عنه أو شراؤه فيما بعد بسعر أغلى كالثوم مثلاً .‏

وتضيف: اليوم لا يستطيع الأغلبية تموين المكدوس، الذي يكلف تموينه أكثر من راتب موظف، لدرجة أصبحنا كل شهر نشتري ما نشتهيه جاهزاً من المحال أي صنف نحتاجه بالحبة كالمكدوسة بـ200 ليرة أو كيلو زيت الزيتون بـ1800ليرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية