تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معرض الكتاب..ذاكرة مجتمع تضج بالحياة

مجتمع
الأربعاء 31-8-2016
غصون سليمان

رائحة الكتاب ذاك العبق النفسي والمعرفي العالق في الذاكرة والمألوف في تلك الأمكنة التي شهدت مساحاتها وفضاؤها عديد رفوفه خلال حضور سنواته العامرة بأيام لا تنسى ولحظات من عمر الزمن بمثابة كنز لا يقدر بثمن.

كنا زائرين بالصدفة لهذا المعرض حسب زياراتنا الطارئة للعاصمة قبل أن ننال الشهادة الثانوية،ونصبح طلابا في الجامعة..بعدها أصبح الاهتمام بأي معرض للكتاب أو مجرد الاطلاع على العناوين الوافرة للكتب المتصدرة في واجهة المكتبات رغبة وأمنية وفضولاً، إلى أن واظبنا على الاهتمام والحرص الكامل مهما كانت الأسباب لحضور فعاليات ونشاطات المعرض الثقافية والاجتماعية،فهو بامتياز شهر التسوق الثقافي والمعرفي والترفيهي..‏

نذكر كيف كانت العائلة السورية، الأب ،الأم،الأبناء،ومعظمهم قادم من المحافظات يحرصون كل الحرص على زيارة معرض دمشق الدولي صاحب الشهرة المعرفية والإعلامية على مستوى المنطقة والشرق الأوسط..‏

اليوم وبعد خمس سنوات انقطاع وغياب قسري لفعاليات معرض الكتاب عادت الحياة إلى روح وشرايين مكتبة الأسد الوطنية وهي تحتفي بزوارها وناسها المهتمين والعاشقين لخصوصية الاحتفال بعودة حضور الكتاب في الزمن السوري الصعب الذي يشهد أقسى الحروب وأقذرها على الإطلاق.‏

إن حرص الدولة ،حكومة ومؤسسات ووزارات معنية بإنجاز وإتمام موسم الكتاب لهذا العام هو استثمار آخر في الإرادة والعزيمة لتحقيق النصر وفتح أبواب النور المعرفية على مصراعيها ليندحر من وراء نوافذها مساحات الجهل وأفكار التطرف ومناهج التكفير التي أثرت سلبا وأصابت معتقدات معتنقيها صميم البشرية بسلوكها المميت وطموحاتها القاتلة.‏

إن الكتاب والثقافة والمعرفة وضوابط التربية، متطلبات حياتية في مجتمعنا لا يمكن إغفالها أو إهمالها، يجب إعادة النظر بطرائق وأدوات ومحتويات المضمون الذي غرد بعيدا عما كنا نريده ونبتغيه على مراحل مختلفة ملونة وربما براقة بما يخدع البصر والنظر، لكثير من الأشياء التي كانت تبدو لنا بيضاء أو قريبة من محيطه.‏

فيما هي تخفي في طياتها وتفاصيل سطورها تعقيدات الفهم لما كان يطبخ لنا مابين الصفحات وتوهمنا أغلفة الكتب المصقولة والجاذبة للنظر والاقتناء، لندرك عن قرب وعن بعد كم كان العسل مغشوشا وحجم السم قاتلا.‏

إن نظرة متأنية لواقعنا وحالنا واجتهاد الدولة والحكومة بهمة وزاراتها ومؤسساتها لاسيما الثقافية والتربوية لعودة الحراك الموسمي لفعاليات وأنشطة محلية ذات طابع إقليمي ودولي، ما هي إلا دليل حي على خصوصية الذاكرة وخصوبة حوامل المجتمع المعرفية التي تضج بالحياة على جميع المستويات ومن ضمنها المعرض الدولي للكتاب الذي أثلج صدورنا لهذا العام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية