|
|
في رحاب معرض الكتاب بمكتبة الاسد.. أبجدية الإبداع السوري حرفاً وتواصلاً وتفاعلاً.. ثقافة مكان واسع ورحب وانيق وصوت فيروزي يصدح: شآم موعدنا اواخر الصيف، وبشغف كانت خطواتي الى الساحة ابحث وانتقي وتقع عيناي على مذكرات فدوى طوقان الصادرة تحت عنوان: رحلة جبلية رحلة صعبة، وفي الباحة حشد يضيق به المكان كل في سعي لعنوان او جناح يريده، ترسخ المعرض ظاهرة ثقافية وفكرية اسست لحراك ثقافي، ودارت الايام دورتها وحدث ما حدث، لكن الجذور لاتموت، والشام لاتخلف ماتعد به، فهاهو اليوم ومن جديد يعود الى الساحة نفسها الى العبق، ليس عليك ان تشد الرحال الى مكان قصي بعيد، خطوات وانت في قلب الاحداث، معرض للكتاب في دمشق الجرح النازف ولكنه المقاوم.
في الدرب الى المعرض امس كان التهيب سيد الموقف كيف سأرى المكان بعد غياب، وكيف سيكون الكتاب، ومن هم الرواد ؟ وهل ثمة من يشتري الكتاب بعد ان ارهقونا بفكرة موت الكتاب الورقي، وموت القارئ!!! على بعد خطوات اعبر بالقرب من دار الاوبرا، شباب بعمر الورد يحملون رزما من الكتب، انهم قادمون من المعرض، وفي ساحة المكتبة يطالعك المشهد الاجمل مئات من دور النشر السورية تعرض اخر الاصدارات، في الواجهة جناح الهيئة العامة للكتاب، وحسومات عالية ستون بالمئة، وبالقرب من جناحها جناح اتحاد الكتاب العرب، يفاجئك الاقبال على الاصدارات التي تباع بالسعر الذي صدرت، اذ تقدم الهيئة العامة للكتاب اكثر من الف عنوان، تنوعت ما بين الدراسات والترجمة والادب، وغير ذلك، المشرفون على المعرض منهمكون في اعداد فواتير البيع، عناوين مهمة جدا لم نرها سابقا اخرجتها الهيئة العامة للكتاب او استعادتها من مخازنها التي وضعت فيها لاسباب لا نعرفها وكان ذلك من سنوات، تنظر الى سعر الغلاف، مئة، مئتان، ثلاثمـئة، نسـبة الحسم ستون بالمئة، يعني ثلاثة كتب مهمة جدا لايعادل ثمنها ثمن (سندويشة فلافل). شعاع نور ونبض الحياة حقا يمكن القول ان ثمة شعاعا من الامل ينبثق جليا واضحا يدخل الى الروح والقلب حين ترى طلابا وشبابا واسرة تصطحب اطفالها الى معرض الكتاب، يقفون هنا وهناك، شرح حول هذا الكتاب وذاك، واطفال بعمر الورد يتأبطون قصصا وكتبا والفرحة تملأ الوجوه ويشد بك الشوق الى عودة النشاطات الادبية المرافقة للمعرض، ربما كان الملتقى القصصي مزدحما بالاسماء فلا يعطى القاص مجاله الزمني لكنك ستسمع الى نبض القصة القصيرة وقد عاد الى الواجهة، دخلت القاعة متأخرا كان القاص حسن، م, يوسف يغوص في قصته التي طوف فيها العالم بحارا حاملا هموم وآلام سورية، ناشرا عبق اوغاريت لتنتهي بالروح السورية الرافضة لأي نوع من انواع المساومة على التاريخ والكرامة، بدوره كان مالك صقور مشغولا بالهم الوطني وبالروح السورية التي تؤلف ولا تفرق، ليستمر النبض لوقت آخر، وثمة ملاحظات ربما ممن كانوا حضورا للملتقى ا لقصصي اولها: الازدحام في الاسماء المشاركة، فقد ضاق الوقت على الجميع، لاسيما ان ثمة نقاشا نقديا يجب ان يتلو الجلسات، والحضور الجميل المزين بكتاب ونقاد وزملاء صحفيين تابعوا الملتقى. وكان لافتا وجود السيدين الوزيرين محمد الاحمد الناقد السينمائي ووزير الثقافة، وهزوان الوز القاص والاديب ووزير التربية، وفي بهو المكتبة كان السيدصالح الصالح مديرها العام مشغولا بالمتابعة هنا وهناك،مارا بابتسامة لطيفة تحيي الجميع، لينتهي بي المطاف ثانية عند جناح وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب. هل من تفسير..؟ في جناح وزارة الثقافة يلاحظ الزائر ان ثمة اعدادا كبيرة من سلسلة افاق ثقافية تكدست وهي اعداد قديمة صدرت منذ عدة سنوات، وبسعر زهيد لايصل الى المئة ليرة، الغريب في الامر اننا منذ سنوات كنا نتابع هذا الاصدار ونبحث عنه دون جدوى، فاين كان يوضع وكيف كانت آلية التوزيع حينذاك ومن فعل ذلك، وقد فعلت الهيئة الان خيرا ان استقدمت كل ما في مستودعات المحافظات من كتب لم يشغل المعنيون بالامر انفسهم عناء الترويج الجيد، والاجمل من هذا انها اظظلت محافظة على السعر نفسه، وفي جناح الهيئة ستجد كتبا في غاية الاهمية وبسعر لايصدق مثل كتاب:التاريخ العمراني لمدينة دمشق الصادر عام 2011م وغيره من عناوين تصل المعرض يوميا، وتقدم بحسومات تغريك بالاقبال على الاقتناء. وفي جناح اتحاد الكتاب العرب الحالة نفسها كتب من عشرة أعوام مهمة ومازالت صالحة للوقت الحاضر مع انها دراسات سياسية يظن المتابع انها فقدت بريقها بعد فترة من صدورها، ويتصدر المبيعات كتاب عاصفة على الشرق الاوسط بسعر لايتجاوز ال300 ليرة سورية وهو كتاب مهم جدا. وهل تصدق انك بمبلغ 1000ليرة ستجد خمسة كتب تحتاجها، في الادب او الدراسات السياسية اوغيرها، ناهيك عما ستجده لاطفالك في جناحي الهيئة العامة للكتاب واتحاد الكتاب العرب، والدور الاخرى المشاركة التي سنعود اليها فيما بعد. ** ** ** لقطات - طغى الهم السوري على مضمون القصص المشاركة في الملتقى. - غصت القاعة بالحضور وتواشجت الاجيال، شبابا وكهولا ومتقاعدين، والقاسم المشترك مراوح اليد سواء كانت كتبا ام ورقا. - بمبلغ 1400 ليرة اشتريت تسعة عناوين متميزة من اصدارات اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة. - التقاط صور السيلفي مع دور النشر كان لافتا وسيشغل مواقع التواصل الاجتماعي. - المعرض نبض حقيقي، يؤسس لعودة ستكون في الاعوام القادمة اكثر تجذرا وحضورا.
|
|||||||||||||||||||||||||||
