اضطرَّ العرب لذلك، فكان عليهم أن يعلموا أن “الإيمان بالعروبة ضرورة” ومن أجل قوتهم ونهضتهم، وتمكنهم من كسرِ القوة المهيمنة على وحدتهم، وبإدراك مكامن الخلل الذي سببهُ انحرافهم عن وعيهم وما اعتنقه البعض من الأفكار التي تدعي إلى انفصالهم وتخليهم عن مسؤوليتهم.
إنها البداية. البداية التي بحثت فيها الدكتورة “نجاح العطار” عن كيفية استدراج “العراق” إلى ما أريد منه حصار المنطقة بأكملها ومن ثمَّ، تشتيتها، وتمزيقها، وإذلال شعوبها، وإراقة الحياة والحدود والدماء..
بداية نهب ثروات هذا البلد وإنهاكه وتفتيته، والانطلاق بعدها إلى غيره من البلدان العربية.. بداية المخطط العدواني والتفاصيل التي جردت أميركا وحلفاءها إلا من حقيقة أهدافهما البشعة التي ألبست أصحابها البؤس الذي شهدنا عدواه تستشري حتى في مواقف وقرارات، جامعة الدول العربية..
هكذا كانت البداية و”هكذا بدأ الانهيار” وهو كتاب الدراسات الصادر عن اتحاد الكتاب العرب 2016 والذي ختمته الدكتورة “العطار” بتأكيدها على ضرورة عدم استسلامنا أو إحباطنا، وبدعوتها لنا بالسعي لأن نكون مقاومين، ومن أجلِ أن نخلع عنا المآسي والأحزان والظلم والبهتان، وهي الدعوة التي تقصّدت أن توجهها، وبالدرجة الأولى، للسوريين..
تقصّدت دعوتنا، للإيمان بحقنا، بثباتنا، بنضالنا، بحكمتنا، بوطننا.. وصولاً إلى انزياح الظلم والظلام وسطوع الحياة في كل لحظات حياتنا..