|
الدورة التدريبية حول ترميم المخطوطات وصيانتها مجتمع الخبرة والتاريخ والرصيد الحضاري والمعرفي ذلك كله يعني التراث.. فهو مخزن وقود الحاضر والمستقبل وبعبارة أخرى فإن الحاضر والمستقبل لابد أن يعتمد على هذا التراث.. لكنه وإلى اليوم ورغم الجهود التي بذلت للحفاظ على تراثنا من مخطوطات فإنها مازالت تعاني من الإهمال والظروف السيئة في عدد لابأس به من البلدان العربية سواء على المستوى الرسمي أو المستوى الأهلي.. فكيف سنحافظ على تراثنا ونحفظه ونحميه..!!?? تحقيقا لهذا الهدف فقد أقامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة دورة لترميم المخطوطات وصيانتها في مكتبة الأسد. (الثورة) التقت ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومنسق برامج معهد المخطوطات العربية بالقاهرة د. فيصل الحفيان, الذي أكد أن دورة الترميم هذه تأتي ثمرة من ثمار التعاون القائمة بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ,وكذلك المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وهي تعكس وعي المنظمتين بأهمية التراث. وأكد د.الحفيان أن السيد مدير المنظمة العربية للتربية الدكتور المنجي بوسنينة يضع التراث في أول سلم برامج ومشروعات المنظمة, ذلك أنه يعد وجه الأمة وأهم ملامح خصوصيتها, ومن هنا فإن التراث أصبح محورا رئيسيا من عمل المنظمة وأضاف د. الحفيان أن هذه الدورة هي واحدة من ضمن سلسلة من الدورات التدريبية المتنوعة التي يتبناها معهد المخطوطات بهدف زيادة الوعي بالتراث وهذه الدورة هي أقرب الى ورشة العمل ذلك أنها تركز على الجوانب التطبيقية في معظمها ذلك من أجل تطوير أداء المنتسبين اليها وتحسين قدراتهم وتزويدهم بالمهارات المتقدمة في هذا الشأن. وتعنى الدورة بالتراث العربي والإسلامي المخطوط والحفاظ عليه والمعروف أن هذا التراث يعاني في عدد من البلدان العربية من أوضاع سيئة للغاية تتمثل في الإهمال وعدم توفير الظروف المناسبة لحياة هذه المخطوطات ,بالإضافة إلى الطرق البدائية أحيانا التي يستخدمها بعض العاملين في هذه المراكز دون أن يكونوا أحيانا مؤهلين. الأمر الذي يؤدي إلى التأثير على هذه الأوعية المعرفية وربما يؤدي إلى طمس المعلومات المهمة التي تحتويها, فقضية التراث وبخاصة تراث المخطوط أصبحت قضية مهمة ذلك أن هذا التراث في مجمله والتراث العربي الإسلامي على وجه الخصوص هو أحد الملامح المهمة لأي أمة فإذا أضفنا إلى ذلك الجو العام الذي نعيشه اليوم المتمثل في عصر العولمة الذي ينعكس على خصوصيات الأمم والشعوب. وقد أدركنا مدى أهمية العناية بالتراث والمحافظة عليه ذلك أن التراث العربي ضخم تتراوح التقديرات بشأنه بين مليون إلى خمسة ملايين مخطوطة موزعة على مختلف أرجاء المعمورة ولاشك أن جزءا كبيرا منه لا يزال مجهولا حتى على المتخصصين منهم. وهذا يعني أنه لابد من بذل جهود كبيرة في إنقاذه والتعريف به تمهيدا للإفادة منه وتوظيفه في خدمة الحاضر والمستقبل, كما أكد الاستاذ مصطفى عيد ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) على أهمية هذا التراث الثقافي الإسلامي وما يتميز به من صور حضارية مشعة داعية إلى الوعي بقيمها الأصلية وأبعادها التنموية المعاصرة فلابد من الاعتزاز بغناها والفخر بإبداعاتها الفكرية الأدبية والفنية ما يعمق الشعور بوحدة العالم وتماسكه, كما يعبر تراثنا عن أمتنا وهويتها, بل هو حيز معبر عنها لأنه جزء منها وعليه تبنى نهضة الأمة. د. علي العائدي مدير مكتبة الأسد قال: إن من أهم مهام المكتبة الأساسية هي نشر الثقافة وتقديم الخبرات إلى مختلف المراكز التي تعنى بالوعاء الثقافي القديم والمعاصر وكون المكتبة لديها الخبرة والجهاز الفني التي تراكمت خلال عشرين عاما اعتادت أن يتم إجراء تبادل الخبرات والأوعية الثقافية وإقامة الدورات لمختلف هذه المراكز وقال د.العائدي إن هذه الدورة تسهم باكساب العاملين في مجال المخطوطات خبرات حفظ وصيانة المخطوطات هذا الكنز الثقافي الهام الذي يضم خبرات وتجارب الشعوب السابقة. كما وضح د.العائدي أن هذا المتدرب هو مركز ممثل لبلده في الحفاظ على المعلومة كما أنه يسهم بتقوية صلات الروابط بين العاملين في هذا المجال. مع المتدربين: عماد الدين ابراهيم من مصر مختص بترميم المخطوطات بمكتبة الاسكندرية قال: إن هذه الدورة تثبت تبادل الخبرات في مجال الترميم اليدوي للمخطوطات كما توجد فيها معلومات ومحاضرات قيمة وتطلعنا على الأجهزة الجديدة المتطورة التي تستخدم بمكتبة الأسد وهي تشكل وحدة عريقة بفلسفة الترميم في الوطن العربي كله. أحمد مسعود أحمد المفلحي مدير الترميم والصيانة في دار المخطوطات بصنعاء اليمن وضح أن هذه الدورة ليست تدريبا أو تعلما وصيانة المخطوطات إنما تجمع المختصين في صيانة المخطوطات حتى يناقشوا أوضاع المخطوطات بالوطن العربي وما الحلول لحل هذه الإشكالات بالنسبة لتدريب الدورة وتسلسل موادها العلمية ابتداء بتكوين المخطوط هذه الوسائل هي كحماية المخطوط من العوامل الكيماوية والطبيعية أيضا وطرق ترميم المخطوطات هذه البرامج رفقت به إدارة الترميم بمكتبة الأسد. أحمد بن محمد يحيى مدير مركز المخطوطات الموريتانية قال:إن هذه الدورة مهمة لأنها تتعلق بصيانة وترميم المخطوطات وتفتح آفاقا جديدة في تكوين وتعريف بوسائل صيانة هذه المخطوطات وتعرفنا بالمواد الكيماوية التي يجب ألا نستخدمها في صيانة المخطوطات وترميمها ترميما يدويا وآنيا. وقال الاستاذ أحمد: إن هذه الأشياء تهم المهتمين بمجال المخطوطات ويوجد بمكتبة الأسد خبراء كثيرون في هذا المجال
|