فاذا مضى على صدور كتاب عام أو عامان بدأت قيمته بالتناقص وأخذ الاهتمام به بالتلاشي حتى تغيبه الأعوام المتلاحقة وكأنه لم يكن ذات يوم ملء السمع والبصر. تماما كما تنسق السيارات ذات الموديلات القديمة المستهلكة.
فإذا علمنا ان الرقم القياسي لأي كتاب في الطبعة الواحدة لايتجاوز ثلاثة آلاف نسخة ونسبنا ذلك إلى عدد سكان البلد العربي الواحد فضلا عن عدد سكان الوطن العربي والقارئين باللغة العربية عرفنا مدى الغبن الذي يلحق بالكتاب, وبالقراء, من حيث الانتشار والافادة وعرفنا أهمية وضرورة اعادة طبع الكتاب مرة اخرى ومرات.
ونحن لا نريد لهذه الدعوة إلا إعادة طبع الكتب القديمة او الصادرة في السنوات الأخيرة أن تطبق بدون تمحيص فما أكثر المطبوعات المنضوية في خانة الكتب وهي في حقيقتها غثاء لانفع فيه ولكنها دعوة إلى إعادة تقييم المكتبة العربية وافساح المجال امام الأجيال المتتابعة للاستفادة من أمهات الكتب حديثها وقديمها ومن كل كتاب متميز يستحق الا يمر في حياتنا الفكرية مرورا عابرا ولعل مثل هذا الدور الكبير يجد من يتنطح له بين الناشرين وخصوصا مؤسسات القطاع العام المعنية بأمور صناعة الكتاب وتسويقه وعلى رأسها وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب.