تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاضرة... حماية الأدوية المزورة !!

مجتمع
الأربعاء 20/7/2005م
سمر رقية

(حماية الأدوية المزورة) كان عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور نادر مطيع شغليل مدير عام شركة الفارس للصناعات الدوائية

في قاعة المحاضرات في المركز الثقافي العربي بدمشق في الحادي عشر من الشهر الجاري وعن غير عادتها شهدت قاعة المحاضرات حضوراً لافتاً حيث اكتظت القاعة بالحضور لدرجة أن عددا كبيرا منه كان واقفا ويدل ذلك على أمرين اولا أهمية المحاضرة وثانيا تعطش مواطننا لمثل هذه المحاضرات القيمة وتناول د: مطيع في محاضرته تعريفا للأدوية المزورة وشرح آليات التزوير وبين كيفية حماية مواطننا وما هو تأثير الأدوية المزورة?‏

بدأ الدكتور شغليل محاضرته بتعريف الأدوية المزورة التي وصفها بأنها بلاء أصيبت به البشرية وقال: لحد الآن لم يتم ايجاد تعريف كامل لها وبتعريفها هي الأدوية التي تنتج لتصرف كمماثل للأصلية بنفس الاسم لكنها تفتقد للكثير من الضمان.‏

كما أشار إلى أن هناك عدة آليات للتزوير وكل منها أخطر من الآخرى وتبدأ هذه الآليات من تركيب الأدوية حيث توجد كمية صحيحة من المادة الدوائية واخرى أقل من المادة الدوائية هنا يأخذ المريض الآثار الجانبية للأدوية دون الأخذ بالآثار العلاجية قد يأخذ الكمية لكنه لم يأخذ ضمان الجودة والأخطر أخذ مستحضر وهمي أي أخذ الدواء بدون أي قيمة دوائية ويدخل في التزوير ايضا تشابه لأدوية من حيث الشكل تصل درجة التطابق إلى حد خدع الخبير كذلك من حيث الصلاحية وهنا يلجأ الكثير من المزورين للأدوية المنتهية الفعالية وغالبا ما تكون للتلف والكثير من المعامل يصعب عليها إتلافها فالحل الأسهل بيعها من خلال وضع تاريخ جديد للعبوة وما أكثر ورود هذا الأمر كذلك السعر يدخل في عملية التزوير حيث تلاحظ الكثير من الأدوية تباع بأقل من سعرها.‏

ويتابع د: شغليل في شرح آليات التزوير ويقول من حيث المنشأ إن المزور يوهم المستهلك بأن هذا الدواء أمريكي او الماني لكن الحقيقة هناك الكثير من الأدوية تصنع في الأقبية والكراجات والملاحق وبقصاصة صغيرة تمنحها صفة العالمية.‏

ايضا من حيث التأثير وهذا الأمر الأكثر سوءا فالعديد من الأدوية التي لا نعرف عنها شيئا خاصة أدوية الريجيم نأخذها لكن لا تأتي بفعالية وسبب ذلك هي في حقيقتها عبارة عن بودرة ملونة وطعومات وروائح, من هنا نستطيع القول بأن آليات التزوير عديدة ومتنوعة و المزور هو الربح بهذه العملية.‏

لو أخذنا نسبة الأدوية المزورة في العالم لوجدناها تتراوح ما بين ( 20-24) بليون دولار حجم هذه التجارة كبير ويسمح لفرص استثمار كبيرة لنأخذ أمثلة عالمية نجد أن 80% من الأدوية في نيجيريا مزورة و 12% في روسيا و 20% في الصين فالأدوية المزورة سوق واعد مريح لا توجد رقابة ولا مساءلة فكم تفتقر هذه المناطق للرقابة الصارمة والقوانين النافذة ويقابل ذلك ضعف المستوى الثقافي والعلمي للمستهلك .‏

ما هي الأدوية التي يمكن تزويرها?‏

المشكلة أن 60% من الأدوية المزورة مضادات حيوية - هرمونات - كورتيزون- مسكنات في بلدنا 60% من الأدوية تزور.‏

كيف نحد من آليات التزوير هذه?‏

يتابع د: شغليل شرحه قائلا للحد منها توجد عدة امور يجب تطبيقها ومنها:‏

- المعيار: اي لابد من تسجيل الأدوية في العلامات التجارية ووزارة الصحة.‏

- هناك ايضا القياس فالمواطن يخلط بين الأبعاد وتماثلها في الأغلفة الدوائية وللأسف تشريعنا لم يصل لحد الآن إلى مطالبة المعامل بالثبات على الأبعاد ومواد التعبئة, لابد من وضع التسمية على العبوة هناك ايضا حفر الشعار على غطاء الزجاج وضمان العبوة باللصاقة وايضا هناك عملية السلفنة حيث نجد أن علبة السجائر محترمة أكثر من أدويتنا , ولضمان عدم التزوير لابد من استخدام (BARCODE) وهو عبارة عن هوية للمستحضر ويشمل مجموعة ارقام مثل رمز البلد ورقم المعمل والفترة العلاجية ورقم الترخيص والشكل الصيدلاني.‏

الآثار الاجتماعية والاقتصادية‏

وفي نهاية المحاضرة تحدث د: شغليل عن الاثار الاقتصادية والاجتماعية للأدوية المزورة اذ تعرض المريض لاستخدام دواء مؤذ وغير آمن, وتعتبر عمليات التزوير عملية قرصنة على الحقوق الأصلية بشكل اسم وبشكل منتج والتزوير عملية تهرب من الالتزامات القانونية فالمزور لا يتحمل نتيجة عمله وكل همه الربح فهو زور وباع ولايحاسب قانونيا لكن ما الذي حل بهذا المريض وأهله?‏

فعملية التزوير عملية خاسرة للجميع بدءا من المريض الذي دفع ولم يأخذ ولا نعرف ما هي انعكاساته على المريض وعلى المصنع الذي سرقت منه حقوقه وعلى الدولة لأنها تخسر افرادها وخسارة الافراد بالنهاية خسارة للدولة التي تدفع ثمن اشياء ليس لها قيمة اصلا ليصل تأثيرها أخيرا للصيدلاني الذي يخسر ثقة الناس.‏

لحد الآن لا توجد طريقة تقول إن هذا الدواء مزور أم لا لكن كل ما نراه اصبحت الآن كل شركات العالم تضع على الانترنت التعليمات التالية: يطلب منك ان تشتري وصفتك من الصيدلاني الذي تثق به وإن لم يعجبك الدواء امتنع عن شرائه وتمعن بالدواء جيدا, ارتفاع السعر لا يعني الجودة هناك جمعية حماية المستهلك وجدت لحماية المواطن وعند الضرورة لابد من استشارتها وإعلامها بما يجري مع المستهلك حتى لو اضطر المستهلك للغضب والتذمر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية