من تأليف انطون سعادة ,
وهو أشهر من أن يعرف صدر هذا الكتاب عن منشورات دار الفكر في طبعة أولى عام 1933 م وفي طبعة ثانية عام 1948م.
وقد جاء في مقدمة الناشر (طغت على السوق قصص,وأغلبها غريبة عنا في مصادرها وأهدافها,فأعطتنا ما لسنا بحاجة إليه,وزودتنا بما نحن على كثرة منه,وعالجت في مجتمعنا مواضيع فاترة حائرة جافة,تهدف إلى مالا نهدف إليه,غير تاركة لنا أثراً في النفس يحرك فيها مكامن الخير ومآتي الفلاح بل عملت على سلبنا العمر دون أن تقدمنا في معترك الحياة خطوة).
أما المؤلف أنطون سعادة فيقول عن هذه المجموعة :(إن الغرض الذي وضعته نصب عيني والقصد الذي رميت إليه حين شعرت بدافع داخلي يدفعني إلى تأليف القصص كانا:تصوير حياتنا الشعبية واستخراج دروس قومية واجتماعية منها .بل أني شعرت بدافع يدفعني إلى هذا الغرض وهذا القصد كالدافع الفني الذي حدا بي إلى إنشاء قصتي عيد سيدة صيدنايا وفاجعة حب).
في الصفحة /96/جاء قوله :( وتطرقنا في الحديث إلى ذكر بعض شؤوننا القومية فاندفع السيد (ج)في الكلام على السوريين ) هذه الكلمة (السوريون ) كم نلوكها وكم نمضغها في كل مجتمع,وكل حديث ! آه كم نحن مغرمون بالكلام على قوميتنا السورية,فكل واحد منا يتكلم عن السوريين يصير فيلسوفاً,وكل واحد منا يحاول أن يرقى إلى الفلسفة بنقد السوريين وإظهار مواطن ضعفهم وقليلون هم الذين يعرفون قيمة الرصانة في هذا الموضوع,وأقل منهم الذين يدركون أن تحسين حياتهم وتقويم أخلاقهم أفضل كثيراً وأعظم نتيجة من الاكثار من نقد المجموع والانحناء عليه باللائمة.