تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هيرالدتريبيون... وللأطفال في أبو غريب نصيب !!

هيرالدتريبيون
دراسات
الأربعاء 20/7/2005م
ترجمة: رندة القاسم - بقلم: أرلي هوكشيلد *

ذكر ( جون ميللر) مدير مكتب الإدارة الأميركية لمراقبة ومكافحة التجارة البشرية أن نصف ضحايا هذه التجارة من الأطفال تحت سن الثامنة عشرة,ولاحظ ( ميللر) أن الأطفال في صلب مشكلة التجارة البشرية, الأمر الذي يعتبر من أكبر قضايا حقوق الإنسان في القرن الواحد والعشرين.‏

نعم, يجب أن يكون الأطفال في قلب الاهتمام الأميركي بحقوق الإنسان, ولكن هذا الاهتمام ينبغي أن يبدأ مع الأطفال المعتقلين في سجون الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وغوانتانامو في كوبا.‏

ووفقا للقانون الدولي, الخط الفاصل بين الطفولة والنضج هو عمر الثامنة عشرة,وبعد التشاور مع منظمة العفو الدولية ومراقبة حقوق الإنسان خفض البنتاغون هذا الخط حتى السادسة عشرة, ولهذا السبب وأسباب أخرى لا نعرف بالضبط عدد الأطفال العراقيين في السجون الأميركية.‏

ولكن قبل نقل السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة منذ سنة, أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مئة وسبعة معتقلين تحت سن الثامنة عشرة خلال زيارتها لستة سجون يسيطر عليها جنود الاحتلال, بعض المعتقلين كانت أعمارهم في الثامنة ومنذ ذلك الوقت وتقارير مراقبة حقوق الإنسان تذكر أن الأعداد تتزايد.‏

أما الإحصاءات في أفغانستان فهي أكثر رعبا,وقد أشار الصحفي ( سيمور هيرش) من صحيفة الغارديان البريطانية إلى مذكرة وجهت لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد بعد فترة قصيرة من غزو عام 2001 ورد فيها وجود ثمانمائة إلى تسعمائة صبي باكستاني بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة في الاعتقال.‏

الأحداث المعتقلون في سجون أميركية مثل أبو غريب وقاعدة باغرام الجوية كانوا عرضة لنفس سوء المعاملة التي واجهها الكبار, وقد قامت لجنة الصليب الأحمر والعفو الدولية والبنتاغون بجمع أدلة مهمة حول تعذيب الأطفال مدعومة بروايات من الجنود الذين شهدوا التعذيب أو شاركوا به.‏

ذكرت منظمة العفو الدولية أن محمد اسماعيل آغا (13 سنة) أوقف في أفغانستان أواخر 2002 وسجن أولا في باغرام ثم في غوانتانامو دون تهمة أو محاكمة لأكثر من سنة.‏

وقد وضع في حبس انفرادي مع حرمان من النوم وقال لمفتشي العفو: (كلما غلبني النعاس كانوا يطرقون علي الباب ويصرخون حتى أستيقظ ويجبرونني على الوقوف مع ثني الركب لساعة أو ساعتين).‏

الكندي ( عمر خضر) كان في الخامسة عشرة عام 2002 عندما أسر في أفغانستان وسجن في غوانتانامو ومنع على مدار سنتين ونصف من الاتصال مع محام أو مع أسرته.‏

وقد روى ( أختار محمد) 17 سنة للعفو الدولية كيف وضع في سجن انفرادي داخل صندوق شحن لمدة ثمانية أيام في أفغانستان كانون الثاني .2002‏

وورد في تحقيقات البنتاغون السنة الماضية مع اللواء ( جورج فاي) أنه في كانون الثاني 2004 أدخل كلب حراسة موثق ولكن دون كمامة إلى زنزانة تضم طفلين مع نية أن يثور الكلب عليهما فينبح ويبث الرعب في قلبيهما.‏

العميد (جانيس كاربينسكي), وكانت في السابق مسؤولة عن أبو غريب, أخبرت (فاي) عن زيارة لصبي باك في ( سيلبلوك آيي بي) سيئة الصيت التي تضم مساجين مصنفين بالخطرين جدا,وتقول (كاربينسكي): أخبرني أن عمره تقريبا اثنتا عشرة سنة وأنه يريد رؤية أمه, وهل بالإمكان استدعاؤها.‏

أطفال كهؤلاء حرموا من حقهم برؤية آبائهم أو محام أو أي شخص آخر , ولم يخبروا عن سبب اعتقالهم, هذا ولم نتحدث عن مدة الاعتقال.‏

متحدث باسم البنتاغون أخبر ( هيرش) أن الأحداث يتلقون عناية خاصة ولكنه أضاف: العمر ليس عاملا فاصلا في مسألة الاعتقال.‏

ربما يكون بعض من هؤلاء الأطفال قد حمل حجرا أو بندقية, ولكن العاملين في استخبارات التحالف أخبروا الصليب الأحمر أن نسبة سبعين إلى تسعين بالمئة من المعتقلين في العراق اكتشفت براءتهم وأطلق سراحهم.‏

واعتقل الكثير من الأطفال الأبرياء مع آبائهم ليلا بناء على معلومات من مصادر غير موثوقة.‏

تقول (كلاريسا بينكومو) من مراقبة حقوق الإنسان: نعلم عن أطفال تحت سن الخامسة عشرة اعتقلوا لأكثر من سنة في غوانتانامو وفيما بعد اعتبرتهم الحكومة لا يشكلون خطرا أمنيا.‏

حتى إذا ثبت ذنب الطفل أو الطفلة فيجب أن يعاملوا بطريقة إنسانية لا أن يعذبوا أو يتم تحويلهم حسب قول ال¯ سي آي إيه إلى طرف ثالث للتعذيب.‏

( ميللر) محق فالأطفال مهمون ولوضعهم في مركز اهتمامات أميركا بحقوق الإنسان يجب أن توقع على اتفاقية حقوق الطفل التي امتنعت هي والصومال عنها.‏

وإذا توجب على البنتاغون اعتقال الأطفال عندها ليكن ذلك في سجون منفصلة مع السماح بلقاء أسرهم وتحت ظروف إنسانية تضمن لهم إعادة التأهيل والتعليم.‏

وأخيرا, يجب أن يفتح البنتاغون السجون لكل الباحثين في حقوق الإنسان, وباتخاذ هذه الخطوة تكون الولايات المتحدة بدأت بإيقاف بعض من الأذى الرهيب الذي يرتكب بحق الأطفال باسم أميركا.‏

* بروفيسور في علم الاجتماع في جامعة بيركلي,كاليفورنيا‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية