بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستؤتي ثمارا جيدة للطرفين , فإن المقاومة الفلسطينية لن تهدأ ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة.
وفي ظل محاولة الالتفاف على القضية الفلسطينية ونسيانها وفي ظل واقع عربي ضعيف ومفكك لايرى الفلسطينيون أمامهم إلا استمرار المقاومة ومواصلة الانتفاضة من أجل نيل الحقوق, فالتهدئة تستغلها إسرائيل لتصفية قادة وكوادر المقاومة, الثورة في القاهرة التقت بعدد من الكتاب والمفكر ين وكان هذا الاستطلاع:
د. أحمد يوسف استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير البحوث العربية:
ربما أصبح لدي تحفظ على استخدام تعبير الانتفاضة لما يجري في الأراضي الفلسطينية لأن انتفاضة الحجارة والأقصى كانت دلالات رفض أما اليوم لأن انتفاضة الحجارة والأقصى كانت للاحتلال أما اليوم فنحن إزاء ظاهرة نمو حركة مقاومة وهي حركة التحرر الوطني الفلسطيني وليس مجرد انتفاضة, لكني حرصت أن أقول لأن ما يجري في الأراضي الفلسطينية هو حركة تحرر وطني, هذا معناه أنه لا يمكن أن تحقق أهدافها أو جزءا معقولا من أهدافها الا بحلول موضوعية مثل حركة التحرر الوطني في جنوب أفريقيا.
ويضيف الدكتور يوسف قائلا: إن بعض هذه الحركات تكون نتيجة حسابات خاصة مثل فترة للالتقاط أو الاستراحة أو لقراءة جديدة وبالتالي التوقف عادة يكون توقفا تكتيكيا, وفي حالتنا التوقف لن يطول, ربما يدوم شهورا أو يدوم أسابيع سينقطع بعدها, لأن اسرائيل مازالت بعد غير موثوق فيها!
العمليات المسلحة
الدكتور قدري حفني الخبير في الشؤون الاسرائيلية : إن كثيرا من الناس يتحدثون على أن الانتفاضة الفلسطينية متوقفة على السلوك الإسرائيلي , أي إذا مارست إسرائيل العنف تتوقف الانتفاضة وهي تعني أن اسرائيل هي من تقودها وهي من في يدها زمام الأمور, وأنا أرفض هذا لأن قرار المقاومة ورفض الاحتلال هو قرار فلسطيني, والانتفاضة شكل من أشكال مقاومة الاحتلال, وأنا لا أوافق على تواريخ معينة للانتفاضة والهدنة ليست لإيقاف المقاومة لأن حركات المقاومة لا تعرف هذه الصيغة, فهناك أرض محتلة وشعب محتل, فالمقاومة تخضع لتغيير أنماط الكفاح, وربما تقتضي المرحلة احتجاجا مدنيا أو احتجاجا مدنيا أقرب إلى العنف وهي انتفاضة الحجارة.
إن الانتفاضة مستمرة إلى أن تزول الأسباب وهي الاحتلال في المقام الأول, فهناك أرض فلسطينية محتلة وهذه هي الحقيقة الثابتة, لكن كيف يستمر هذا النضال هذا أمر يقدره الشعب الفلسطيني, ونحن نساند أي عمل يهدف إلى إنهاء الاحتلال.
كتائب المقاومة
الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة:
الانتفاضة لن تنتهي أبدا لأن مختلف الفصائل الفلسطينية وبالذات كتائب المقاومة المسلحة سواء كانت من فتح أو حماس أو الجبهة الديمقراطية أو الجبهة الشعبية أو من رجال المقاومة الفلسطينية وضعت شروطا اتفقت عليها من أجل القبول بالتهدئة في مواجهة الضغوط الدولية, وعندما خرق شارون هذه التهدئة وقام بالاعتداء على الفلسطينيين فقتل طفلان يلعبان في الشارع تحركت بعض فصائل المقاومة بإطلاق صواريخ ثم عاد شارون الى أسلوبه الهمجي الارهابي باستهداف القيادات والكوادر الفلسطينية , قامت مختلف الفصائل المسلحة بعمل كمائن والهجوم على مواقف الجيش الصهيوني, ومن ثم فغير صحيح أن التهدئة أنهت الانتفاضة, كما أن الفصائل الفلسطينية اتفقت أن ما يوجع العدو الصهيوني هو فعلا تكبيده أكبر قدر من الخسائر في آلته العسكرية, كما يثبت أيضا ارتفاع القدرات النوعية في التخطيط والتنظيم في العمليات الفدائية.
خط المقاومة
الدكتور محمد خالد الأزعر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني:
إن اسباب الانتفاضة الفلسطينية مازالت موجودة ومن السهل جدا أن تعود مرة ثانية لأن خط المقاومة خط مستمر ربما يكون غير ثابت بعض الشيء لكنه مستمر لأن أسبابها موجودة, فالمشروع الصهيوني يحاول أن يثبت جذوره وأقدامه والمقاومون الفلسطينيون قادرون على التكيف أمام الاسرائيليين, وهم أدرى بظروفهم وهم أكثر قدرة على قراءة الواقع والأرض فنحن نطالع الأمور من الخارج, ربما نقدم ملاحظات هنا أو هناك, لكن بالتأكيد من في الساحة الفلسطينية أدرى بشؤونهم وغير وارد على الاطلاق الاستسلام, وأعتقد كلما زادت التضحيات زادت إرادة الاستمرار, وأعتقد أنهم اتخذوا القرار الصواب وليس معناه الاستسلام وإنما استقراء للواقع, وأؤكد على انه طالما كانت أسباب الانتفاضة موجودة فستعود مرة أخرى.
التفاوض وإدارة الصراع
الدكتور حسن بكر استاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط:
في البداية حينما تفاوض لابد وأن تفاوض على مايساوي لأن القاعدة الذهبية في ادارة الصراع هي التفاوض على ما يساوي لأن هناك فرقا بين القدرة والرغبة, فالرغبة هي التفكير بالتمني أما القدرة فهي أداء الشيء والحصول عليه وإسرائيل تتلاعب في إدارة التفاوض وهناك العديد من الأسماء الصهيونية في هذا الشأن مثل هنري كيسنجر وتشارلز هيرمان, فكل قادة الأزمات من الصهاينة.
إن القوة الآن في يد المفاوض الفلسطيني وأهم أدواته الانتفاضة لذلك نجاح الفلسطينيين ما بين المد والجزر هو الاحتفاظ بالبندقية والتوحد خلف القضية الفلسطينية, لذلك نجد أن إسرائيل تتكبد خسائر فادحة جراء المقاومة, فهي تعيش دائما على الهاجس الأمني بالرغم من أنها متفوقة بمالايقارن من حيث القوة ومن ثم الانتفاضة هي السلاح الوحيد للفلسطينيين.
تهدئة لالتقاط الأنفاس
سميرة أبو غزالة رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة:
لم تنته الانتفاضة الفلسطينية, فإسرائيل مشكوك أن تقدم ما يستحقه الفلسطينيون من أراض وحقوق, ولذلك ما تم من تهدئة أو هدنة هي تهدئة موقتة, ليروا ما تكون عليه الأمور فيما بعد, ربما فترة للتهدئة والتقاط الأنفاس أو للاستعداد الجاد, فالمقاومة الفلسطينية لن تنتهي حتى يتحقق ما نرجوه وهو إزالة الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على صدورنا وما سيجري من إخلاء غزة أو بعض أجزاء الضفة الغربية هي أمور تعود بالتأكيد إلى المقاومة الفلسطينية التي استطاعت أن تكبد اسرائيل الخسائر, وللآن مازال البعد الديني موجودا والبعد التاريخي موجودا أيضا, وأسباب أخرى تدفع الفلسطينيين إلى المقاومة وفي رأيي أن المقاومة هي السلاح الوحيد.
مقاعد المتفرجين
السيد مفيد فوزي- إعلامي:
في اعتقادي أن الفلسطينيين لا يجلسون في مقاعد المتفرجين, يرصدون كل إيماءة ويحاولون فهم التوجهات الخارجية الأميركية, إنني من أعماق أعماقي أتمنى لو أن السلام قد حل تماما في هذه البقعة من خارطة العالم, وأتمنى أن تحدث في هذه المنطقة تنمية بشرية وزراعية وصناعية ويعود اللاجئون الفلسطينيون إلى الأرض المقدسة.
أرى أن هناك فلسطينيين مازالوا يرفعون علم المقاومة ومازالت الانتفاضة همهم الأول, فالانتفاضة لم تمت وربما لن تموت لكنني أتمنى أن يحل السلام.. كيف?! هذا ما تخبئه الأقدار..
روح المقاومة
السيد حمدي الكنيسي- إعلامي:
لن تموت الانتفاضة الفلسطينية فكما بدأت قوية ستظل قوية أيضا, فما عرف عن الشعب الفلسطيني من روح وفدائية ليس الا تكريسا لروح النضال والمقاومة, فالارادة الفلسطينية لن تنكسر بالرغم من الفارق الشاسع بين القوى الصهيونية والآلة العسكرية الإسرائيلية وبين القوة الفلسطينية, إلا أن روح المقاومة مازالت موجودة, وأنا لا أعول على إسرائيل في أن تثبت جديتها من التهدئة , بالرغم من انها فرصة أمام الرأي العام العالمي خاصة الاتحاد الأوروبي, وبالتالي أعتقد أن روح النضال والمقاومة موجودة وستعود الانتفاضة الفلسطينية للاشتعال.
نار تحت الرماد
الدكتورة سهام نصار أستاذة الصحافة بجامعة حلوان:
اعتقد أن اسرائيل اذا قدمت ما هو ملموس وأقنعت به الشعب الفلسطيني وأن (أبو مازن) إذا أقنع الاسرائيليين بضرورة السلام العادل الشامل من الممكن أن تهدأ الانتفاضة, لكن إذا شعر الفلسطينيون بعكس ذلك سيعودون للمقاومة والانتفاضة مرة أخرى, فهم يرون أن الأسباب مازالت موجودة خاصة مع سياسة قمع الانتفاضة والأجواء العربية والدولية غير المواتية تماما مع فترات الخمول والركود, لكني أعتقد أن هناك نارا تحت الرماد وستعود الساحة الفلسطينية للاشتعال والمقاومة من جديد.
إن الفلسطينيين ينتظرون أن تقدم لهم إسرائيل وأميركا شيئا ملموسا, لكن يبدو أنهم يتشدقون بادعاءات الحرية والديمقراطية مع مهادنة النظم الديكتاتورية, وهنا أعتقد أنه ستندلع انتفاضات عربية عامة وليست فلسطينية فحسب.
إسرائيل وموازين القوى
الدكتور عاطف الحطيبي أستاذ الصحافة بالجامعة الأميركية:
الاتجاهات السياسية في العالم تتجه إلى قتل القضية الفلسطينية, لكن الانتفاضة ستعود مرة ثانية وستضرب وستقابل بالمزيد من الانتهاكات والارهاب الاسرائيلي وستعود مرة ثالثة.. وهكذا, لأنه للأسف الشديد موازين القوى لصالح إسرائيل وما يحدث من تهدئة أو هدنة هو لصالح إسرائيل في المقام الأول لأنها تقوم بتصفية قادة وكوادر المقاومة الفلسطينية والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية, كما أن الحكومة الفلسطينية تتبع سياسة دبلوماسية هادئة وهي سياسة النفس الطويل, لكن هناك أناس أكثر حمية وغيرة يقومون بالمقاومة والانتفاضة من أجل استرداد الأراضي الفلسطينية وعودة اللاجئين, وهو أمر مفيد طالما هناك تنسيق بين الاثنين: المقاومة والحكومة الفلسطينية.