بسبب غنى موارده و ثرواته.. عيون الاستعمار على شماله وجنوبه
قاعدة الحدث الثلاثاء 17-11-2009م عزة شتيوي إن موقع السودان الاستراتيجي وغنى موارده وثرواته الطبيعية جعله أحد محاور التنافس الاستعماري القديم في إفريقيا واستمر الاستعمار الحديث في هذا البلد وخاصة بعد أن شحت موارد العالم الطبيعية
وأصبحت مشكلة الغذاء في المستقبل هاجساً يؤرق العالم المعاصر، يحتل السودان الجزء الشمالي الشرقي من قارة افريقيا. ويمتد طول الحدود البحرية له على ساحل البحر الأحمر إلى نحو 670 كلم، تحده دولتان عربيتان هما مصر وليبيا و7 دول افريقية وهذا الموقع جعل من السودان المعبر الرئيسي بين شمال افريقيا العربي وجنوبها الافريقي.
كما أنه حتى منتصف القرن الحالي بقي الممر الرئيسي لقوافل الحجيج والتجارة من غرب إفريقيا إلى الأراضي المقدسة وشرق افريقيا، تبلغ مساحة السودان نحو 2.5 مليون كلم مربع وهو بذلك أحد اكبر الدول الإفريقية ونتيجة لكبر المساحة هذه تباينت بيئات السودان وموارده وثرواته الطبيعية كما تعددت أجناس سكانه وأعراقه وثقافاتهم وأراضي السودان عبارة عن سهل منبسط قليل الانحدار تتخلله مرتفعات تغطي أقل من 5٪ من مساحته الكلية، أهمها جبال الاماتنوج في الجنوب وتلال البحر الأحمر في الشرق إضافة الى جبال النوبة في جنوب كردفان وجبل الميدوب وجبل مرة في دارفور. يمر نهر النيل في السودان ويمتد نحو 1700 كلم من الجنوب الى الشمال كما يغطي حوض النيل وروافده في السودان نحو 2.5 مليون هكتار 25000 كلم، أما سهول السودان فهي متنوعة ومختلفة التربة.. كالتربة الرملية في إقليم الصحراء وشبه الصحراء في شمال وغرب السودان والتربة الطينية في أواسط وشرق السودان ومجموعة التربات الحديدية الحمراء في جنوب السودان إضافة إلى مجموعة التربات الرسوبية السلتية على ضفاف الأنهار والأودية ودلتا طوكر والقاش وتتميز هذه التربات بخصوبتها العالية لتجددها السنوي أما التربة البركانية الخصبة فهي في جبل مرة وتقدر المساحة الصالحة للزراعة في السودان بنحو 200 مليون فدان 85 مليون هكتار المستغل منها حاليا 40 مليون فدان 20٪ منها 4 ملايين فدان بالري الصناعي و36 مليون فدان زراعة مطرية بما فيها المطري الآلي ١4 مليون فدان والمطري التقليدي 22 مليون فدان، ويسود السودان المناخ المداري الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة معظم أيام السنة بهطل الأمطار المتقطع وتكرار موجات الجفاف التي تتفاوت في طولها وحدتها وخاصة الأجزاء الوسطى والشمالية يمثل إحدى المميزات المناخية المهمة في السودان.. ويشكل نهر النيل وروافده اهم الانهار في السودان اذ يتميز هذا النهر بموارد مائية هائلة تغطي حوالي 25000 كلم مربع ويقدر الإيراد السنوي لنهر النيل بحوالي 58.9 مليار مترمكعب يساهم فيها النيل الأزرق بنحو 58.9٪ ويلعب النيل دورا حيويا في حياة السكان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي علاقات السودان الخارجية وخاصة مع دول حوض النيل تستغل مياه النيل وروافده في الري وتوليد الكهرباء من خزانات الرصيرص وسنار وخشم القربة وفي الملاحة وصيد الأسماك كما ان اتفاقية مياه النيل لعام 1959 منحت السودان 18.5 مليار متر مكعب ومن المؤمل أن يضيف مشروع قناة جونقلي في جنوب البلاد والتي توقف العمل بها. نحو 2.4 مليار نصيب كل من مصر والسودان إضافة الى منظومة النيل. يزخر السودان بالعديد من البحيرات الداخلية والأودية الموسمية التي تلعب دورا مهما في حياة السكان الاقتصادية، وخاصة في شرق البلاد وغربها اما مخزون المياه الجوفية فيقدر بنحو 9000 مليار متر مكعب تتوزع بين حوضين جوفيين رئيسيين هما الحوض النوبي الرسوبي في شمال غرب السودان وحوض تكوينات أم روابة في جنوب وسط السودان أما تكوينات الصخور الصلبة والتي تتركز في الشرق وغرب الوسط وجنوب غرب البلاد فانها تمثل حوضا جوفيا فقيرا يستغل السودان حاليا نحو ملياري متر مكعب من المياه الجوفية لأغراض الري والاستخدامات المدنية، التغذية السنوية للمياه الجوفية تقدر بنحو 4.5 مليارات متر مكعب أما البحر الأحمر فهو منفذ السودان الملاحي إلى العالم الخارجي فيه موانئ بورتسودان وسواكن وأوسيف إضافة إلى مراس أخرى صغيرة متعددة ويتميز ساحل البحر الأحمر بوجود غابات القرم (المانقروف) التي تنمو في الخلجان والشعب المرجانية التي تضم أصنافا متعددة من الحياة البحرية النادرة. وكذلك يشتهر البحر الأحمر بجزره الرملية ذات الطبيعة الساحرة وهذه جميعها تعتبر عاملا مهما في صناعة السياحة بالسودان مستقبلا، تزخر البيئات المائية العذبة والمالحة بمجموعة متنوعة من الأسماك والقشريات والقواقع البرمائية ويمتلك السودان ثروة هائلة من الأسماك إذ بالإمكان إنتاج أكثر من 1٤0.00٠ طن سنويا منها35.000 طن من البحر الأحمر و١00.000 طن من نهر النيل وفروعه و5،5 أطنان من بحيرة النوبة ورغم ذلك فإن الإنتاج السنوي الحالي ضعيف للغاية يقل عن 1٠٪ كما أن متوسط الاستهلاك السنوي للفرد ضئيل جدا (نحو 1.3 كجم) ان امتداد السودان عبر 1٨ درجة من خطوط العرض نحو 2٠00 كلم وتباين أحوال المناخ والتربة والطبوغرافيا قد أدت جميعها إلى تباين النباتات الطبيعية وتنوعها ،عموما يمكن تمييز 7 أقاليم نباتية تتدرج من الصحراء في الشمال إلى إقليم الغابات المطيرة في أقصى جنوب غرب جمهورية السودان التي تتألف من 1٥ ولاية في الشمال والوسط و١٠ في الجنوب، وهذا التقسيم جاء حديثا نتيجة لاتفاقية السلام الشامل سنة ٢0٠٥ م وقد بلغ عدد السكان في السودان سنة 2٠٠4 نحو أربعة وثلاثين مليون نسمة موزعين بنسب هي 68٪ ريفا و2٩٪ حضرا و3٪ هم من العرب الرحل.
|