لكن السودانيين وبوعيهم وحسهم الوطني والقومي استطاعوا الصمود والتصدي لكل أشكال التآمر، وهم يسيرون نحو بناء استقرار السودان الموحد والذي يتطلع لتنمية شاملة يستفيد منها كل أبنائه، ولايخفى على أحد غنى السودان ليس فقط بالموارد الطبيعية، بل والموارد البشرية أيضاً، فهو يمتلك كل المقومات ليتطور وينمو ويصبح من البلدان المتجهة نحو التقدم والبناء، وقد بدأ السودان يتعافى ويضمد جراح النزاعات التي افتعلت على أرضه.
في الصفحة التالية نتعرف على السودان الذي يعتبر من أقدم المناطق التي سكنها البشر، ونواكب مسيرته التاريخية التي توجت بالفتح العربي، والذي أعطى للسودان هويته وثقافته ليصبح جزءاً من الدولة العربية الإسلامية ، وليستمر في كونه بلداً عربياً وجزءاً لايتجزأ من الأمة العربية، أما ثرواته فهي كبيرة ومتنوعة وتشمل النفط والذهب، الخ، أما الأراضي الخصبة فتبلغ مساحتها 85 مليون هكتار وبالتالي فهو مرشح لإطعام سكان العالم، وحل أزمة الغذاء العالمية، ولاننسى موارده المائية الضخمة، وكذلك ثروته الحيوانية المتنوعة، أما مساحته الكبيرة فتؤهله ليكون في مصاف الدول ذات المستقبل الواعد. ويبقى الدور الأساسي للإنسان السوداني المجبول على الدفء والتسامح، وهو معقد الرجاء لبناء مستقبل أفضل، وهذا مايعمل السودانيون على تحقيقه.
الأول عالمياً في إنتاج الصمغ.... والثالث في احتياطي اليورانيوم
وأيضاً في سلة الغذاء... تعتبر السودان السادسة من حيث الثروة الحيوانية... والسابعة من ناحية الخصوبة والإنتاج... والتاسعة من جهة المساحة.. إن هذا البلد العربي الذي يحتل موقعاً استراتيجياً في قلب القارة الإفريقية، وتجارياً بين دول شمال القارة ووسطها وجنوبها... كما يعتبر حلقة وصل بين إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي، وهو أكبر بلدان الوطن العربي من حيث المساحة.
وتشير المعلومات إلى أن السودان بلد ذو ثروات كثيرة وبالتالي يستطيع أن يؤوي 500 مليون نسمة دون أن يؤثر ذلك على موارده الداخلية، و أهم الموارد والثروات التي يمتلكها السودان:
- خصوبة الأرض الزراعية، حيث يعتبر سلة غذاء العالم إذا توفر له الاستقرار وبشهادة الأمم المتحدة التي تعتبر السودان على رأس سبع مناطق في العالم الأكثر خصوبة وإنتاجاً، ويكفي أنه رشح ضمن ثلاث دول لحل مشكلة الغذاء في العالم مع استراليا وكندا، وما يساعد السودان على تأمين ما تحتاجه البشرية من الإنتاج الزراعي امتلاكه لكمية هائلة من الموارد المائية، حيث يمر فيه النيلان الأبيض والأزرق ليلتقيا في وسط البلاد ويشكلا نهر النيل وتقدر حصة السودان من مياه النيل، أطول نهر في العالم بـ 18.5 مليار متر مكعب في العام يستغل السودان منها حالياً نحو 12.2 مليار متر مكعب في العام، كما تنتشر المياه الجوفية في أكثر من 50٪ من مساحة السودان، ويقدر مخزونها بنحو 15.200 مليار متر مكعب، كما يمتلك عدداً من الأنهار الأخرى أهمها نهر القاش في الشرق وعدداً من الأنهار في الجنوب، كما إن الجنوب يقع على خط الاستواء حيث تسقط الأمطار الغزيرة، هذا فضلاً عن البحر الأحمر الذي يعد منفذ السودان الملاحي إلى العالم الخارجي وفيه موانىء بورسودان وسواكن و أوسيف وبشائر، ويتميز ساحل البحر الأحمر بوجود الشعب المرجانية التي تؤوي أصنافاً مختلفة من الحياة البحرية النادرة.
- اكتشفت شركة نيكسون الأميركية احتياطاً هائلاً من النفط في الجنوب، حيث يزيد الاحتياطي على خمسة مليارات متر مكعب فيما اكتشفت الأقمار الصناعية صوراً تؤكد أن إقليم دارفور يقوم على بحيرة من النفط، ما جعله محط صراع القوى العظمى لإشعال نار الفتنة الداخلية والعمل على تمزيق السودان لأكثر من دولة حتى تتمكن تلك القوى من نهب ثروات السودان.
- كما يعتبر إقليم دارفور من أغنى المناطق العالمية بالموارد الثمينة، حيث يمتلك ثالث أكبر احتياطي عالمي من اليورانيوم العالي الإشعاع ،ويعد السودان أيضاً من أغنى مناطق العالم بالذهب والتيتانيوم والسليكون، فضلاً عن امتلاكها ثروة غابية عملاقة حيث يوجد في السودان نحو 24 مليون هكتار مراعي و64 مليون هكتار غابات.
- وقد دخل السودان بقوة مجال التنقيب عن البترول، وأصبح يستخرج نحو 500 ألف برميل يومياً من النفط حيث لديه احتياطي يقدر بنحو 183.2 مليار برميل و يتفوق على احتياطي العراق والكويت وإيران والإمارات وقطر، ولايفوقه سوى احتياطي المملكة العربية السعودية حسب دراسة نشرتها الصحف السودانية، ووفقاً للموجز الإحصائي للتجارة الخارجية السنوي لعام 2000 الذي أصدره بنك السودان فقد سجلت صادرات النفط بمشتقاته الخام بنزين كيروسين الغاز بنسبة 75 في المئة من جملة الصادرات بعائد بلغ نحو 1.350 مليار دولار، ويوجد في السودان العديد من آبار البترول التي يوجد معظمها جنوب كردفان (حوض المجلد) ومنطقة ابيي (حقل السارجاث) وغرب النوير واكتشف مؤخراً حقل في منطقة الدنار وسوكي وهي من الحقول ذات الإنتاج الجيد من الغاز والنفط.
- كما عرف السودان استخراج واستغلال الذهب منذ العهد الفرعوني بمناطق نهر النيل والنيل الأزرق وشمال السودان وتبلغ المواقع القديمة المكتشفة بهذه المناطق نحو 120 موقعاً، في حين أثبتت الدراسات والأبحاث الجيولوجية وجود الذهب في مناطق عديدة تشمل جبال البحر الأحمر وجنوب النيل الأزرق وشمال السودان (من حلفا شمالاً حتى عطبرة شرق وغرب النيل) وشمال وجنوب كردفان وجنوب دارفور وفي مناطق متفرقة من البلاد.
ويعتمد السودان اعتماداً رئيسياً على الزراعة حيث تمثل 80٪ من نشاط السكان لذلك فإن معظم الصادرات السودانية تتكون من المنتجات الزراعية مثل القطن، الصمغ العربي، الحبوب الزيتية واللحوم إضافة للخضراوات والفاكهة، وتساهم الزراعة بنحو 93.2٪ من إجمالي الناتج المحلي وفق بيانات عام 2006، حيث ينتج نحو 6 ملايين طن من الحبوب 75٪ منها من الذرة والباقي من القمح ولديه فائض للتصدير يقدر بنحو مليون طن من الذرة، كما ينتج السمسم والفول السوداني وبذرة القطن وعباد الشمس ويصنع محلياً مايكفي حاجة السكان من الزيوت والباقي يصدر كمواد خام، وهذا غير تصدير الصمغ العربي (85٪ من احتياجات العالم منه يستورد من السودان) وإنتاج نحو 600 ألف طن من السكر.
من جهة أخرى يشغل قطاع الثروة الحيوانية المرتبة الثانية في الاقتصاد السوداني من حيث الأهمية إذ يمتلك السودان أكثر من 132 مليون رأس من الثروة إضافة للثروة السمكية في المياه العذبة والبحر الأحمر، وتبلغ مساهمة قطاع الثروة الحيوانية 20 ٪ في الناتج المحلي الإجمالي ويحتل السودان المركز السادس عالمياً والأول عربياً من حيث العددية.
أما الصناعة فتتركز على الصناعات التحويلية والتي تعتمد على المنتجات الزراعية حيث تزدهر كل من صناعة النسيج والسكر والزيوت والصناعات الغذائية كما أنه انتعشت في السودان الكثير من الصناعات الخفيفة والثقيلة مثل صناعة السيارات بمصنع جياد بولاية الجزيرة وصناعة الطائرات بكرري وصناعة الحديد والصلب.