تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أفغانســــتان .. تســاؤلات مـلحّــــة

هيرالد تريبيون
ترجمة
الثلاثاء 17-11-2009م
ترجمة: خديجة القصاب

تتواتر مخططات الرئيس أوباما المتعلقة بمشاريعه لتنظيم لقاءات خاصة بمناقشة الاستراتيجية الاميركية المتجددة في افغانستان ومن المرجح ان يناقش الرئيس خلالها قضايا زرعت الانقسامات في صفوف مستشاريه

من بينها مثلا عدد القوات التي يحتمل ارسالها الى افغانستان وكيفية تسجيل نجاحات عسكرية متوقعه ومقبولة من الجانب الاميركي وهل يسمح لتلك القوات الانتشار على الحدود الافغانية أم سيقتصر الأمر على مدنها وبلداتها؟ وخلال الأيام الماضية قال ديفيد بروكس وهو محلل سياسي مرموق: أجريت اتصالات مع اذكى خبراء عسكريين اميركيين وأجانب عرفتهم لابداء رأيهم حول تلك النزاعات المندلعة داخل البيت الابيض الى جانب عدد من المتقاعدين ذوي الرتب العالية والمحللين السياسيين الذين امضوا سنوات طويلة في افغانستان وألفوا كتبا خاصة بشريحة من المنددين بالصراعات المتأججة في تلك البقعة من العالم وذلك بهدف دفعهم للتكلم عن الخيارات الاستراتيجية التي يواجهها الرئيس أوباما اليوم وكانت دهشتي كبيرة حين وجدتهم غير مكترثين وغير مهتمين بهذا الموضوع ويستطرد الكاتب قائلا: أما الجماعات الأخرى التي التقينا بها فوجدتها لا تخشى خياراته السياسية فاعتبارات تلك اللوبيات العسكرية مغايرة لتلك الطروح فهي تترقب بحذر القرارات التي سيتخذها الرئيس أوباما. فشريحة من القوات التي انخرطت في تلك الحرب من مرتزقة الى مأجورة بهدف تأمين سبل معيشتها وقضت ايامها في السلك العسكري سواء في الولايات المتحدة أو في افغانستان لا تمتلك أي تصور فيما اذا كان أوباما قد اخذ على عاتقه تعزيز وجودها مع استمرار المعارك أم محاولة الانسحاب من هناك، كذلك تجهل تلك القوات نيات الرئيس الاميركي بالنسبة لشر ح تفاصيل الحرب للشعب الاميركي والتزامه بقراراته أو عدم التمسك بها ويعمد أوباما إلى تكرار مبرراته وشروحاته تلك خلال الاوقات العصيبة التي يمر بها وسواها على حد سواء.‏

وتأتي في طليعة اهتمامات تلك الجماعات التي قابلتها التزامات أوباما الانسان فالرئيس الاميركي يمتلك الحنكة والقدرة على معالجة القضايا المعقدة كما تعتقد تلك الجماعات، فالرجل يعرف كيف يقارن بين القرائن والدلائل المتشابهة لكن تلك الشرائح لا تعلم ان كان أوباما يمتلك تلك الخصائص التي غدت اكثر اهمية من امتلاكه الحنكة والعقلانية كذلك لاتدرك تلك المجموعات فيما اذا كان الرئيس متماسكا ويستطيع الوقوف بثبات عندما تتعرض قناعاته وطروحه للاهتزاز فيتمسك بها بعناد واصرار ودون ان يتراجع وسط الفوضى والاوضاع المعقدة في الولايات المتحدة.‏

كذلك لاتدرك تلك اللوبيات ان كان أوباما شخصية صلبة وهي الصفة التي وقفت وراء توجيهات كل من الرئيس لينكولن وتشرشل وينبغي لها ان توجه أو تقود رؤساء الحروب بشكل أو بآخر، أما الاعتبارات الاخرى التي تبدي تلك المجموعات اهتمامها بها فتتناول الجانب السياسي حسب المنظور الاوبامي وتجهل تلك اللوبيات العسكرية ان كان الرئيس الاميركي ينظر الى افغانستان باعتبارها أداة للتسلية كالذهاب الى الحرب لملء الجيوب الفارغة مقارنه بالقضايا التي يوليها جل اهتمامه من رعاية صحية الى مشكلات الطاقة والتعليم ويتابع الكاتب: تشك شريحة من الشعب الاميركي في محاولة الرئيس الاميركي اقناع ذاته بدعم المساعي الافغانية بعد ان ظهرت صورته وكأنه ينتمي لفئة الصقور كذلك تشكك تلك المجموعات في تعهدات اوباما الآن وهل سيدفعه هذا الامر لإسقاط قضية حرب افغانستان من حساباته فيرميها على قارعة الطريق.‏

ويتساءل عدد من الخبراء إلى أي افق وصلت بالنسبة لتعهد أوباما هذا ويجب علي الاعتراف بانني غير متأكد مما حققته على هذا الصعيد لذلك أرى ان اهم اجتماع يعقده الرئيس الاميركي لن ينظمه مع رؤساء الاركان المشتركة في الناتو أو مجلس وزراء واشنطن وانما عليه ان ينظر في المرآة ليبحث عن قناعته الشخصية فيما اذا كانت افغانستان تستحق التعهد، الثابت والصريح وغير المتأرجح بانهاء حربها المستعرة وفي حال لم يجد اوباما هذه القناعة الاساسية يجب علينا كاميركيين الخروج الآن من افغانستان، فمن المخجل نشر المزيد من القوات الاميركية هناك ليتم سحبها فيما بعد، فاذا وجد أوباما هذه القناعة فعليه دفع الشعب الاميركي لادراك هذا الامر لملء الفراغ الذي يقوض فرص احراز النصر في افغانستان.‏

ويصرح قائد القوات الاميركي في افغانستان مكريستال قائلا ان مواجهة المتمردين هي جدل لكسب دعم الافراد ولكنها ليست نقاشا يمكن ان ننظمه من خلال تحليل عقلاني انه نقاش يكتسب من خلال عرض قرار صرف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية