ومشروع نقل قاعدة فوتينما الجوية الواقعة شمال جزيرة أوكيناوا المأهولة، إضافة لانهاء الدعم اللوجستي لقوات الناتو في أفغانستان مع نهاية العام الحالي، وفتح تحقيق حول معاهدات سرية أبرمتها طوكيو مع واشنطن خلال حقبة الحرب الباردة.
هذا الوقف اتخذته طوكيو، بهدف النجاح في أول امتحان كبير لصدقية حكومة يسار الوسط الجديدة، التي يمثلها رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما، الذي وعد خلال حملته الانتخابية، بإقامة علاقة ندية مع واشنطن وإعادة التوازن إلى العلاقات الثنائية، ونقل قاعدة فوتينما إلى منطقة أخرى من اليابان لتخفيف العبء عن جزيرة أوكيناوا التي تحوي 75٪ من القواعد الأميركية التسع، ونصف القوات التي يبلغ عددها 47 ألف رجل من الجيش الأميركي في اليابان، ليتبين بالنتيجة أن الرد الياباني هذا هو الأول منذ عدة عقود.
كما أن هذه التجاذبات تترافق قبل ومع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اليابان التي تمت في 13-14 من الشهر الجاري، ومع احتجاج اليابانيين على وجود القاعدة في أوكيناوا، وضرورة نقلها من المنطقة وبناء علاقات أكثر تكافؤاً مع الولايات المتحدة، وإعادة النظر في الترتيبات الأمنية الثنائية حسب تعهد هاتوياما، لأن وجود هذه القواعد، أقل ما تسببه هو الضجيج والتلوث ومخاطر وقوع حوادث وارتفاع نسبة الجراثيم.
فمن المعروف أن الأهداف الاستراتيجية الكافية لتواجد القواعد الأميركية في العالم هو السيطرة على الاقتصاد العالمي، والأسواق العالمية، ووضع اليد على مصادر الثروات الطبيعية، عبر الشركات المتعددة الجنسية والوصاية على الدول في خطوة تمهيدية لغزوها واحتلالها.
لذلك معرفة هذه الأهداف وحدها تكفي ليقظة شعب عانى لمدة 64 عاماً بعد هزيمة بلاده في الحرب العالمية الثانية واحتلاله لها، وبات يعرف أيضاً أن العلاقة اليابانية - الأميركية من مخلفات عالم اندثر، والاقتصاد الياباني هو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وحري باليابان الاستغناء عن دفاع وحدات عسكرية أميركية عنها، وعن ضماناتها الأمنية، كما أنه مطلوب من واشنطن أيضاً في ظل هذه الظروف أن تؤدي دوراً أكثر تواضعاً وأن تتفق مع ماتعتقده ضرورياً لتحسين علاقاتها مع هذه الدولة وتبني معها علاقات متوازنة بعيدة عن الهيمنة والتسلط والتبعية وإعلان إرادتها ورغبتها في تغيير أولويات طوكيو والامتثال لها، فالرئيس الأميركي أوضح قبل الزيارة بعدة أيام أنه سوف تتم مراجعة الاتفاقية الخاصة مع اليابان بهذا الشأن وستكون النتائج لمصلحتها واليابانيون بانتظار هذه النتائج.