حيث إن سورية عند بدء الأزمة لم يكن لديها سوق للأوراق المالية.. وحجم تعاملها المصرفي مع العالم محدود...و...و ولكن.. ماذا عن التطور اللافت الذي شهد انطلاقة جديدة لقطاع التأمين والذي نما بشكل ملحوظ مع نهاية عام 2008 وماذا يقول خبراء التأمين عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية على قطاع التأمين !!
بعض الفروع تأثرت
يرى عزت اسطواني مدير عام شركة المشرق العربي للتأمين.. إن التأثير على قطاع التأمين كان محدوداً كون سوق التأمين جديداً في سورية.. ولكن هذا لم يمنع التأثير على نسبة نمو بعض فروع التأمين هذا العام بسبب بطء عجلة الاقتصاد الوطني والمتأثر إلى حد ما بالأزمة المالية...
شركات الإعادة
يقول فراس العظم مدير عام شركة العقيلة للتأمين إن سورية شأنها شأن دول العالم والتي تأثرت بالأزمة المالية ولكن تأثيرها عليها كان محدوداً ،حيث إن الرقابة الحكومية تلعب دوراً في التخفيف من هذه التأثيرات، إضافةً إلى ضعف ارتباطها بالسوق المالي العالمي....
ونحن كشركة العقيلة للتأمين التكافلي لم تؤثر الأزمة علينا مع أننا شركة جديدة في السوق السورية، بل كان هناك نمو في أقساط حجم أعمال التأمين خلال كل ربع من هذا العام.. ولو لم يكن هناك أزمة بالأصل، لكانت وتيرة الاقتصاد السوري أكثر من ذلك.. والنمو لدينا بالتأمين وأقساطه أفضل وفيما يخص علاقتنا بشركات الاعادة والتي نتعامل معها وتأثير الأزمة عليها... فالشركة مرتبطة بأهم شركات إعادة في العالم مثل شركة هنوفرري تكافل، وميونيخ ري وتملك هاتان الشركتان وكلاء تقييم لأداء عمل الشركات التي يتعاملون معها... وبالتالي علاقتنا معهم جيدة.. ولم يكن هناك تأثير للأزمة عليهم، حيث إن أغلب شركات الاعادة كانت أرباحها خلال الربع الثالث من عام 2009 لابأس بها..
انخفاض الفوائد
يشير د. عزيز صقر رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين إلى أن تأثير الأزمة في سورية بدأ يتضح بشكل مبدئي.. إذ إن كل الودائع بالقطع السوري والقطع الأجنبي تراجعت فوائدها -وبالتالي استثمارات شركات التأمين تراجعت إلى حد لايستهان به.. حيث يمكننا القول إن انخفاض الفوائد إلى النصف يؤثر على أداء شركات التأمين أيضاً الأزمة امتدت لقضايا كثيرة منها قلة الاستيراد والتصدير كون التأثير عالمياً، وكل ذلك يؤثر على شركات التأمين وعلى شركة الاعادة.
يشيد محمد الصعبي مدير عام شركة المتحدة للتأمين بسياسة هيئة الاشراف على التأمين وخاصة المتعلقة بتحديد قنوات الاستثمار لشركات التأمين العاملة بالسوق السورية والمحددة بنسب متفاوتة موزعة على العقار والأسهم والسندات وكذلك الاستثمارات..
حيث يقول الصعبي: إن لهذا غاية تبريرية وهي ألاتضع الشركة كل أموالها باتجاه واحد.. والدليل الآن باندلاع الأزمة المالية العالمية لو أن كل أموال الشركة وضعت بالبنوك بتراجع الفائدة تراجعت الاستثمارات إلى حد كبير.. وبالتالي لكان مصيرنا مصير الشركات الأخرى التي تأثرت بالأزمة، حيث كان هدف الهيئة أن نبني أنفسنا أكثر في مجال النشاط التأميني لننطلق بعد ذلك إلى منحى آخر..