وأكدت وزارة الصحة أن شلل الأطفال والحصبة من الأمراض الخطيرة وسريعة الانتشار التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الدائمة مشيرة أن السعال والإسهال والرشح لا يمنع من تلقي اللقاح.
ونوهت الوزارة إلى أن اللقاح آمن ومستورد من كبريات الشركات العالمية ويتم نقله إلى مراكز التلقيح باعتماد أدق الشروط الصحية ويعطى مجاناً للأطفال كافة.
يذكر أن التلقيح وسيلة سهلة وفعالة لمكافحة الأمراض السارية، وبفضل تعميم التلقيح ضد الجدري أمكن القضاء على هذا المرض نهائياً من العالم إلى حيث لا عودة، وكذلك تم استئصال فيروس شلل الأطفال البري من بعض الدول والأقاليم، وفي سورية لم تظهر أي حالة شلل أطفال محلية منذ عام 1995.
وقد اعتمدت وزارة الصحة خطة وطنية لتلقيح الأطفال.. ففي عام 1977 قامت الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف باعتماد خطة وطنية لتلقيح صغار الأطفال ضد ستة أمراض سارية لكونها تسبب انتشاراً وتؤدي لحدوث أمراض ووفيات كبيرة بين الأطفال.
في شهر أيلول من عام 1978 تمت الاستعدادات على الوجه الأكمل وبدأ تنفيذ المرحلة العملية للبرنامج في ست محافظات.
في عام 1980 اكتمل تنفيذ الخطة المرسومة فشمل البرنامج جميع محافظات القطر. لكن بعد مضي عدة سنوات على التنفيذ تبين أن نسبة التغطية مازالت دون الهدف المأمول وفي سبيل رفع هذه النسب وتسريع عمليات التلقيح تم إجراء حملة تلقيح وطنية شاملة عام 1986 بالتعاون مع المنظمات الدولية ولاسيما منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف وقد ساهمت في هذه الحملة جميع الجهات العامة والمنظمات الشعبية.
وقد حققت سورية هدف القضاء على كزاز الوليد منذ عام 1997 وحافظت عليه حتى الآن، وذلك يعود إلى نسب التغطية العالية بلقاحات الطفولة، وإدخال لقاح الكزاز لطلاب الصف الأول والسادس الابتدائي من التعليم الإلزامي كما قامت وزارة الصحة بالعديد من حملات التلقيح على المستوى الوطني والمحلي بلقاح الكزاز للنساء في سن الإنجاب.
وفي عام 1998 تم تنفيذ حملة تلقيح وطنية للفئة العمرية أكبر من 10 أشهر إلى ما دون 15 سنة بلقاح الـMMR حرصاً من وزارة الصحة على تحقيق الأهداف العالمية في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية.
وحرصاً من وزارة الصحة على مواكبة التطورات العلمية بإدخال اللقاحات الجديدة والفعالة والتي تحقق لأطفالنا الوقاية والمناعة من أمراض خطيرة فقد تم إدخال لقاح التهاب الكبد الوبائي إلى برنامج، التلقيح الوطني وإدخال لقاحات MMR (حصبة – حصبة ألمانية – نكاف) إلى برنامج التلقيح الوطني في عام 199٩، كذلك تم في الشهر السابع عام 2001 إدخال لقاح المستدمية النزلية (HIb) إلى برنامج اللقاح الوطني حيث تم دمجه مع اللقاح الثلاثي، وبذلك أصبح لقاحاً رباعياً يضم (الدفتريا – السعال الديكي – الكزاز – المستدمية النزلية)، كما تم إدخال لقاح الشلل العضلي عام 2008 تجنباً لحالات الشلل التالي للقاح، وبذلك أصبح عدد الأمراض المشمولة ببرنامج التلقيح الوطني عشرة أمراض هي: السل وشلل الأطفال والدفتريا والسعال الديكي والكزاز والمستدمية النزلية والحصبة والحصبة الألمانية والنكاف والتهاب الكبد البائي. وتسعى وزارة الصحة للمحافظة على نسب تغطية عالية تفوق 95% في كل اللقاحات وفي كل المحافظات والمناطق الصحية لحماية أطفال الوطن من أمراض قد تكون خطيرة على حياتهم.