ولفت رئيس تكتل التغيير والاصلاح في حديث اجرته معه صحيفة السفير نشر امس إلى وجود الكثير من الادلة التي تؤكد ان الاحداث الجارية في سورية ابعد ما تكون عن مطالب الاصلاح في ظل استهداف اسرائيل والولايات المتحدة التي لا تنظر إلى الاصلاحات بقدر ما تبحث عن تحقيق مصالحها مشيرا إلى ان القيادة السورية اجرت العديد من الاصلاحات التي تمثلت في الدعوة إلى الحوار وصياغة دستور جديد يقوم على التعددية السياسية والحزبية الامر الذي جعل التغيير في سورية امرا واقعا بموجب الدستور ولا يمكن التراجع عنه.
ورأى العماد عون ان اجراء تغييرات سياسية في سورية يشكل ضمانة وحصانة دائمة للمستقبل لتجنب مخاطر التدخلات الغربية التي تريد اشعال حرب اهلية في سورية والمنطقة معتبرا ان المهم نوعية الوسائل التي تحدث عبرها الاصلاحات وهذا ما ستقوم به القيادة السورية التي من المفترض ان تتولى بنفسها عملية التغيير السياسي بعد ان تتمكن من حسم المعركة الدائرة حاليا.
وحذر العماد عون من مخاطر التدخلات الخارجية لاسقاط الدولة السورية معتبرا ان من شأن ذلك تهيئة المناخ لحرب اهلية تتجاوز سورية لان المجموعات المسلحة ستنفلت من كل عقال وتتمدد عندما لا تجد من يقف في طريقها داعيا السياسيين اللبنانيين الى التمتع بالصحوة الوطنية والابتعاد عن الحسابات الحزبية الضيقة وعدم الانخراط في المشاريع التآمرية لان من شأن الامرين ان يجرا كارثة على لبنان.
وأشار رئيس تكتل التغيير والاصلاح إلى ان التخطيط لما يجري في سورية اليوم بدأ قبل اعوام وخاصة بعد فشل احداث نهر البارد التي كانت ترمي إلى نشوب صدام دام بين الجيش اللبناني واللاجئين الفلسطينيين موضحا ان الغرب يطبق اليوم منهجية جديدة تقول ان تغيير الوضع في لبنان وسورية معا يتطلب ضرب سورية مذكرا بزيارتي المساعد السابق لوزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان والسيناتور الاميركي جوزف ليبرمان إلى بيروت وعكار والتي كانت محاولة لفرض منطقة عازلة في الشمال بعد أن عجز الغرب عن فرضها بفضل تماسك الجيش السوري واحكام سيطرته على الارض.
ورفض العماد عون التلطي الغربي وراء ذريعة حقوق الانسان لتبرير الهجمة على سورية معتبرا انه لو كان الامر كذلك لكان الغرب الذي أوجد اسرائيل التزم بحق الشعب الفلسطيني بالوطن والهوية بدلا من ان يدفعه للعيش في المخيمات محذرا من قيام اسرائيل بتهجير المزيد من الفلسطينيين من أبناء الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في حال نجاح مخططاتها في سورية ولبنان.
وتساءل العماد عون: هل يعقل أن يهتم الغرب لحقوق الانسان بالنسبة للمواطنين السوريين الذين يعيشون في أرضهم وقراهم وبيوتهم وتؤمن لهم دولتهم كل حقوقهم الاجتماعية في حين يلتزم الصمت تجاه الشعب الفلسطيني الذي يعيش في المخيمات، وكيف للغرب ان يقبل باسرائيل التي نشأت على ارض الآخرين بقرار من الامم المتحدة وهو نفسه يرفض اليوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الاراضي الفلسطينية؟!