تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عواقب الكذب في حرب أفغانستان

عن Global research
ترجمة
الأثنين 18-6-2012م
ترجمة :ريما الرفاعي

قبل عام 2001، كانت طالبان على استعداد لتسليم أسامة بن لادن الى بلد ثالث اذا ضمنت انه سيخضع لمحاكمة عادلة و طرح بعض الأدلة على إدانته بارتكاب جرائم وعدم الحكم عليه بعقوبة الإعدام .

وفي عام 2001، حذرت حركة طالبان الولايات المتحدة من أن بن لادن كان يخطط لهجوم على الأراضي الأميركية، بينما كان معلوماً في تموز 2001 ان الولايات المتحدة تخطط للقيام بعمل عسكري ضد طالبان بحلول منتصف تشرين الاول.‏

وعندما هاجمت الولايات المتحدة أفغانستان في 7 تشرين اول 2001، عرضت حركة طالبان مرة أخرى التفاوض على تسليم بن لادن، لكن الرئيس الاميركي انذاك رفض هذا الطلب ما جعل حركة طالبان تتخلى عن مطلبها بايجاد ادلة تثبت تورطه وتعرض ببساطة مسالة تحويل بن لادن الى بلد ثالث. ومع ذلك رفض بوش هذا العرض ، واستمر القصف. وخلال مؤتمر صحفي عقده في 13 اذار 2002، قال بوش «انا حقا لست مهتماً ببن لادن « وعندما أعلن الرئيس باراك أوباما، في ايار 2011، نبأ مقتل بن لادن، لم تنته الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة ضد أفغانستان وبن لادن، الذريعة للقيام بأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، كان لها على الدوام نقاط ضعف. كما هو الحال مع صدام حسين أو معمر القذافي أو مانويل نورييغا ، فإن دعم الولايات المتحدة لبن لادن في الماضي يجب أن يبقى خارج النقاش. والجريمة تتحول إلى عمل من أعمال الحرب. وقد استخدمت الجريمة من قبل مجموعة غير حكومية لتوريط امة كاملة في أفغانستان، على الرغم من ان 92٪ من الأفغان، لايؤيدون احداث 11 ايلول، بل لم يسمعوا عنها من قبل .‏

ان لم يكن بن لادن ليس هو السبب لأكثر من عقد في الحرب ضد أفغانستان، فربما يكون تنظيم القاعدة هو السبب. عندما واصل الرئيس أوباما في 2009الحرب ضد افغانستان بعد ان أجرى تخفيضاً على عدد القوات الأميركية ،متذرعاً مع حلفائه أنه إذا كان لحركة طالبان قوة فإنها ستعمل مع تنظيم القاعدة، وهو ما سوف يسمح لتنظيم القاعدة بتشكيل خطر على الولايات المتحدة. بعض من المسؤولين الذين كان لهم الرؤية ذاتها ، بما في ذلك ريتشارد هولبروك، اعترف فيما بعد أن تنظيم القاعدة لم يكن له اي وجود في أفغانستان، مضيفا أن حركة طالبان على الأرجح لن تعود للعمل مع تنظيم القاعدة الذي لن يستطيع بسهولة القيام بهجمات ضد الولايات المتحدة في عدة دول أخرى غير أفغانستان، على غرار هجوم 11 ايلول، سواء في أوروبا اوالولايات المتحدة. والواقع ان التحشيد من اجل القيام بمثل هذه الهجمات يمكن ان يستمر وينجح باستمرار الحرب الأمريكية على أفغانستان. ومعظم الخبراء يعتقدون أن تلك الحرب قد جعلت الولايات المتحدة أقل أمنا وفقدت جزءاً من محبيها . وتشير المعطيات الى انه بين عام 2001 إلى عام 2007، كانت هناك زيادة بنسبة سبعة أضعاف في هجمات الجهاديين في جميع أنحاء العالم، وهذه هي النتيجة المأساوية للحرب العالمية على الإرهاب. وزارة الخارجية الأمريكية من جانبها ردت على هذا التصعيد الخطير في الإرهاب من خلال تقريرها السنوي عن الارهاب. بحلول عام 2012، من خلال اقتراح قدمه أوباما شمل حركة طالبان في عملية السلام.‏

إذا لم يكن بن لادن وتنظيم القاعدة والإرهاب احد الأسباب التي أدت إلى الحرب، فربما يكون القصد من الحرب نشر الديموقراطية، وحقوق الإنسان، والفوائد الاقتصادية. وربما ان الحرب كانت خيرية. لكن الولايات المتحدة أعلنت أن بناء الأمم في افغانستان واماكن كثيرة لم تنجح حتى الآن. فالحكومة الافغانية المدعومة من قبل الاحتلال الاميركي تدعم ضرب الزوجة، وبالكاد تتظاهر باجراء انتخابات شرعية. ومن الصعب للغاية منح الناس حرياتهم وحقوقهم في الوقت الذي تقصفهم فيها بالاسلحة وتضربهم ليلا امام بيوتهم في حين أن وسائل الاعلام الامريكية تركز على اظهار صور معاناة الجنود الامريكيين وانباء مقتل العديد منهم لكنها تتجنب إظهار صورمعاناة الأفغان في هذه الحرب، بل عمدت إلى ايصال صورة بان الحرب هي لصالح الأفغان . وقد قتل ما يقرب من 2000 جندي أمريكي في أفغانستان، بالمقارنة مع عشرات الآلاف من الرجال الأفغان والنساء والأطفال. والواقع، ان غالبية كبيرة من الناس في الولايات المتحدة ترغب بانتهاء الحرب، كما يتمنى غالبية الأفغان، ولكن التعصب العنصري والديني لدى الكثير في الولايات المتحدة يجعلهم يصرون على ان الحرب كانت لمصلحة الأفغان. في الواقع، يقبل العديد من الأميركيين وعلى نحو أعمى أن حكومة الولايات المتحدة أو الرئيس أعلم بباطن الامور حتى لو كانت سياسات الولايات المتحدة حمقاء وأكثر تطرفا.‏

إذا كانت الحرب قائمة على الأكاذيب فان ذلك يجعلنا أقل امانا، ولكن استمراريتها ونجاحها على الأقل يمكن ان يشعرنا بالراحة ولكن تساؤلنا يبقى لماذا اخذت الحرب وقتا طويلا ؟ في نيسان 2012، قدم الكولونيل دانيال ديفيس نتائج عامة لنتائج اكثر من 250 مقابلة مع الجنود الامريكيين والافغان في جميع أنحاء البلاد على مدى الانتشار لمدة عامين . وخلص ديفيس إلى أن جميع المطالبات من النجاح والتقدم كانت غير شريفة : « فكبار قيادات الجيش الأمريكي قد شوهت تلك الحقيقة».‏

كما أن الرأي العام الامريكي قد تحول ضد الحرب، فان العديد من أعضاء الكونغرس أنفسهم صوروا انفسهم على انهم معارضين ومنتقدين للحرب، في حين لا زالوا في كثير من الحالات يصوتون لتمويلها. وقد وثق تقرير للكونجرس عام 2010 اموال ومكاسب قدمتها الولايات المتحدة لحركة طالبان من أجل العبور الآمن للبضائع من خلال أفغانستان، والتي كانت المصدر التمويلي الاول لدخل حركة طالبان، اضافة إلى الأفيون الذي يعد المصدر الآخر. ويقوم الافغان بما فيهم افراد من طالبان بالتدرب لدى الولايات المتحدة ثم المغادرة وقد تكررت هذه العملية عدة مرات، بالتالي فان الولايات المتحدة كانت مصدر التمويل والتدريب والتسليح لطرفي الحرب.‏

كل أسبوع أو أسبوعين نسمع قصة جديدة للفظائع التي يرتكبها الجنود الاميركيون في وسائل الإعلام. الجنود يقطعون الاصابع، أو إطلاق النار على الأطفال من طائرة هليوكبتر. أو إطلاق النار على حفنة من النساء ثم اخراج رصاصتهم من اجسادهن بالسكاكين للتستر على الجريمة. أو التبول على جثة أو حرق الجثث أو المصاحف المحروقة. من جانبها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، يكذبون باستمرار ويمنعون الحقيقة وبذلك يقومون بدور الحماية من الرقابة في الكونغرس. واخيرا اعترف الحلف بوقوع بعض الجرائم ، موجها اللوم لبعض المارقة مدعيا بانهم «تفاحات فاسدة». لا يمكنك خوض أي حرب من دون وقوع الفظائع. والتبول على الجثث ليست جريمة خطيرة مقارنة بقتل الاشخاص . والجيش الاميركي كذب بشأن وفاة نجم كرة القدم بات تيلمان لذا فان الحروب لا يمكن ان تجري دون استخدام الكذب، والكذب هو امر عادي .‏

 بقلم: ديفيد سوانسون‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية