تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يشجعون التمييز العنصري الإسرائيلي دون حياء

الاندبندنت
ترجمة
الأثنين 18-6-2012م
ترجمة: خديجة القصاب

تتوالى الانتقادات من كل جانب على فعاليات ثقافية أمريكية قدمت في تل ابيب عروضاَ لكل من مادونا وفرقة التوابل تتهم تلك العروض بتجاهل الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان وسعيها فحسب وراء المال.

هذا ولم تتوقف الاحتجاجات عن التنديد بانتهاكات إسرائيلية لحقوق الانسان تعمل على تدمير منازل الفلسطينيين لتستولي على اراضيهم وتوسيع مساحة مستوطناتها اليهودية على حساب هؤلاء لابل طالبت كذلك بمقاطعة الانشطة الاستيطانية على الصعد كافة وتعتبر تلك المطالب صدى للاحتجاجات التي هزت جنوب افريقيا في الثمانينات من القرن الماضي والمناهضة لسياسة الأبارتيد آنذاك وفي هذا الصدد يعلق عمر برغوثي الذي يدير الحملة الفلسطينية لمقاطعة الانشطة الثقافية الاسرائيلية على هذا الموضوع قائلاً: ان صعود مادونا وفرقتها للبوب ميوزك على خشبات المسرح الاسرائيلي يعني قيامها دون خجل وبشكل متعمد بإعارة اسمها الفني وتجييره لتغطية ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ونظام الأبارتيد الجديد الذي تنتهجه قوات هذا الاحتلال لمواجهة الفلسطينيين متجاهلة بذلك ابسط قوانين حقوق الانسان ويضيف البرغوثي باءت محاولات فنانات ذات شهرة واسعة على غرار مادونا للهروب من الانتقادات الموجهة اليها عن طريق تقديم بطاقات مجانية للمحتجين على وجودها فوق تلك الخشبات والذين شنوا على فرقتها والفرق المشاركة معها هجوماً اعلامياً واسعاً بالفشل بعد ان رفض هؤلاء المندوين بسياسة الابارتيد الاسرائيلية تسلم تلك البطاقات واتهموها بالسعي وبوقاحة سافرة لتلميع صورة اسرائيل بالتستر على الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين ويتابع البرغوثي : لأننا تعلمنا من نضال شعب جنوب افريقيا انصار نيلسون مانديلا كيفية الحصول على الحرية يتوجب علينا ألا نوظف الموسيقا وفنون الغناء الحديثة خدمة لسياسات الابارتيد الاسرائيلية بحجة ان تلك الفنون تخدم السلام العالمي ويجب ان لا ننسى ان ممارسات القوات الاسرائيلية خلال غزوها لقطاع غزة عام 2008 يعتبر جرائم حرب ووجهاً جديداً لنظام الابارتيد كذلك الامر بالنسبة لقيام رجال الكوماندوس الاسرائيلي بقتل عدد من ناشطي السلام الذي ابحروا عام 2010 على متن سفينة اسطول الحرية باتجاه شواطئ هذا القطاع لكسر الحصار الذي فرضته تل ابيب على الغزاويين .‏

اما سعيد اميري وهو ناشط سلام فلسطيني يبلغ من العمر 22 عاماً ولد في قرية بلعين في الضفة الغربية فيقول : نحن لا نملك حرية الحركة داخل مدننا لأن القوات الاسرائيلية لا تريد احلال السلام وانما ترغب فحسب التخلص منا لذلك تصادر حقنا في الحياة والبقاء. ويعمل اليوم عشرات الفنانين والمثقفين من انحاء العالم على تعزيز دعم المطالب والمواقف الاحتجاجية تلك التي تهدف الى مقاطعة اسرائيل ونظام التمييز العنصري الذي يوجه سياستها وتأتي في رأس تلك القائمة من الفنانين المخرج العالمي «كين لوتش» وزميله «روجر واترز» «وبينك فلويد» والاديبة «أليس والكر» وكان عدد من الفنانين اصحاب الشهرة العالمية قد الغوا عروضهم في تل ابيب نتيجة ضغوط الحملات الاحتجاجية المناهضة لسياسة الابارتيد الاسرائيلية امثال كارلوس سانتانا والفيس كوستولو ولا تزال تلك الحملات تدعو الى مقاطعة فعاليات ثقافية في اسرائيل كذلك الامر بالنسبة لفرق موسيقية على غرار غولد بلاي ويو 2 وبروس سبرنتستين التي رفضت الاستجابة لدعوات العزف أمام الجمهور الأسرائيلي دون ان تؤيد مقاطعة اسرائيل .‏

أما فرق التوابل رد هوت تشيلي بيرز ولين كراينستز ومسدسات روزين فقد قررت الظهور على المسارح الاسرائيلية واحياء حفلات فنية خلال الصيف الحالي لدعم ما يسمى حملة فنانين من العالم لمناهضة الابارتيد والاعلان على منصة تلك الخشبات بأنه على غرار ما تم انجازه لمناهضة التمييز العنصري في حين نرجو والكلام هنا لتلك الفرق ان تنضموا الى حملتنا الثقافية الآن لمعارضة اسرائيل وان تقدموا لنا المساعدة لوقف حفلات الابارتيد الترفيهية المنظمة في اسرائيل.‏

وكانت حملة اخرى تضم فنانين يعملون في صناعة الموسيقا الصاخبة قد نجحت في دفع العام الماضي عدد من الفنانين الامريكيين والاسرائيليين يقدمون استعراضات راقصة لتشكيل جمعية خلاقة لأجل السلام في محاولة للتصدي لحملة المقاطعة الثقافية الآنفة الذكر كذلك الامر بالنسبة لقانون اقره الكنيست العام الماضي اثار قلق شريحة من رجال السياسة الاسرائيليين يشمل مقاضاة كل من تسول له نفسه المشاركة في مقاطعة الانشطة والفعاليات الاسرائيلية الثقافية وسواها كذلك عمدت حكومة تل ابيب الى تشكيل لجنة خاصة للنظر في كيفية مكافأة الاسرائيليين الذين نشطوا في مواجهة المقاطعة تلك لتدعم تفعيلها سياسياً.‏

اما الاسلوب الذي يعامل فيه الاسرائيليون الفلسطينيين فيثير الجدل في الاوساط الفنية الثقافية وبخاصة من العاملين في سلك التمثيل وقطاع السينما العالمية وتحتدم التظاهرات المناهضة للأبارتيد الاسرائيلي في تلك الاوساط وها هي «ايما توميسون» نجمة الفن السابع تشارك ثلاثين ممثلاً ومخرجاً وكتاب رواية في احتجاجات تناهض استضافة خشبة غلوب تيايتر الخاص بأعمال شكسبير لعروض مسرحية اسرائيلية بمثابة الاحتفال بمهرجان شكسبير على امتداد هذا العام. وقد انتقدت سفارة تل ابيب في لندن مؤخراً اتهامات وجهت الى اسرائيل حول سياسة الابارتيد التي تنتهجها تلك الاخيرة واعتبرها حركة مناهضة للإسرائيليين أما هيئة المنددين اليهود البريطانيين الواسعة النفوذ فرأت في تشبيه ممارسات الابارتيد الاسرائيلي بنظيرتها البريتورية كما جاءت في الاحتجاجات الثقافية والفئة المطالبة بمقاطعة الانشطة الاسرائيلية محاولة يائسة ومخادعة وفاشلة. وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز قد اعترف في مطلع العام الحالي قائلاً: في حال تشوهت صورة اسرائيل سنشعر بمعاناة حادة من المقاطعة المذكورة وهناك اليوم مقاطعة فنية موجهة ضدنا ومؤشرات على وجود مقاطعة مالية كذلك غير معلنة يعاني منها الاسرائيليين ستصبح علنية قريباً هذا العام.‏

وقد تم تجسيد تلك الاحتجاجات على ارض الواقع من خلال مقاطعة عدة جمعيات تعاونية بضائع ومنتجات قادمة من مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية الشهر الماضي .‏

 بقلم: جوناثن أوين‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية