تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغرب لن يبقى إمبراطور الاقتصاد إلى الأبد

اقتصاد عربي دولي
الأثنين 18-6-2012م
إعداد- قاسم البريدي

رؤية متفائلة وصورة مضيئة لاقتصاد الشرق ستتشكل خلال العقود القليلة القادمة من الزمن ليكون في مركز و ثقل العالم وليزيح بجدارة الصورة النمطية لاقتصاد الغرب الذي ظل يتربع على عرش الكرة الأرضية طويلا دون منافس ..هذا ما يؤكده خبراء الاقتصاد والمال الغربيين أنفسهم..

ويؤكد «أنطونيو فاتاس» أستاذ الاقتصاد في كلية «إنسياد» العالمية لإدارة الأعمال، ان ثقل الانتاج والنمو الاقتصادي كان في الغرب في ثمانينات القرن العشرين، لكنه سيكون في الشرق بحلول 2050، أسوة بالقرن السادس عشر حين كان 80 % من الناتج العالمي مصدره آسيا.‏

وأضاف،خلال ندوة اقتصادية عقدت مؤخرا ببيروت ،ان الدول الصناعية أنتجت 51% من الناتج العالمي العام الماضي (20 في المئة في الاتحاد الأوروبي)، مقابل 49 في المئة أنتجتها الدول النامية والناشئة (14 في المئة الصين)، لافتا ان هذا الاتجاه للثقل الاقتصادي العالمي شرقاً طبيعي في وقت سيشكل فيه سكان الدول المتطورة 1.4 مليارشخص فقط من أصل 8.7 مليار بحلول عام 2050.‏

حصة الفرد‏

وقال إن بعض الدول النامية بفضل نموها المتسارع بدأت حصة الفرد من الناتج المحلي فيها تقترب من حصة الفرد الأمريكي، وهي الأعلى عالمياً وتبلغ 50 ألف دولار، موضحاً ان هناك دولاً نامية تنمو بوتيرة اسرع من الدول الغنيّة لأنها تســـتثمر النسبة الأكبر من إنتاجها السنوي بدلاً من أن تســـتهلكه، كالصين التي تستثمر نحو 40 في المئة من إنتاجها السنوي، في حين هناك دول نامية لا تنمو بطاقتها الكاملة وستبقى فقيرة لأنها لا تستثمر بشكل كاف.‏

إلى ذلك حلل «فانتاس» الأزمة الأوروبية، مؤكدا إنها لم تكن ازمة سياسات مالية في البداية، لكنها أصبحت كذلك لاحقاً، ولم تكن مشكلة عدم قدرة اليورو على المنافسة، بل كانت مشكلة كساد اقتصادي، بعدما عززت دول كأميركا واليونان وإسبانيا وإيرلندا إنفاقها عبر الاستدانة من الصين واليابان وألمانيا والدول النفطية.‏

انفاق «الخاص»‏

ولفت إلى ان الإنفاق لم يكن حكومياً بل جاء معظمه من القطاع الخاص، الذي استثمره في القطاع العقاري، لاعتقاده أن هذه البلاد ستنمو بقوة وستستقطب سياحاً ومستثمرين بأعداد كبيرة.‏

وعن إمكانية الحصول على مساعدة مالية من الصين، أوضح ان «أوروبا لديها ناتج محلي إجمالي أعلى بكثير من الصين، وهي غنيّة ويمكنها إنقاذ دولها» منوها ان القطاع المصرفي عالمياً تعرّض, في أوقات سابقة, لأزمات فرضت على السلطات التدخل لإنقاذه، وعبّر عن تفاؤله باستمرار عملة اليورو، وإن اضطرت اليونان إلى الاستغناء عنها والعودة إلى الدراخما، فهذه الخطوة «لن تكون مجدية اقتصادياً لليونان» على حد قوله .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية