|
|
جبور محاضراً في الذكرى التسعين لصك الإنتداب على فلسطين: أين أصبحت حقوق الفلسطينيين منذ وضعت في عهدة الأمم المتحدة؟ دمشق الفلسطينيين منذ وضعت في عهدة الأمم المتحدة؟ وقال جبور في العام 1922 أي قبل ما يقرب من تسعين عاماً أقرت عصبة الامم المتحدة صك الانتداب على فلسطين، متضمناً وعد بلفور الذي نص على منح اليهود وطناً في فلسطين، ولكنه نص أيضاً على عدم الاخلال بالحقوق المدنية والدينية للفلسطينيين الذين دعاهم بدافع عنصري «جماعات غير يهودية مقيمة في فلسطين».
واشار جبور الى انه في أيامنا هذه يتصاعد العمل الصهيوني اليومي الهادف الى تهويد فلسطين وتأمين اعتراف دول العالم بيهودية كيان اسرائيل المزعوم بما يتضمنه ذلك من تهجير من بقي فيها من الفلسطينيين، وذلك بالطبع يشكل انتهاكاً لحقوق الفلسطينيين الذين تعهد صك الانتداب (رغم جوره عليهم) بعدم الاخلال بحقوقهم الدينية والمدنية. وفي اشارته للفائدة المستهدفة من الاهتمام بالذكرى التسعين لإقرار وعد بلفور قال جبور: للتاريخ سحره وسطوته، له سحره لانه في أحايين كثيرة يسيطر على وجدان من يعنيهم أمره ويهيمن على فهمهم للأحداث وله سطوته لانه كثيراً ما يملي عليهم رسم توجهات عملهم المستقبلية، موضحاً أن وعد بلفور الذي تطور الى صك انتداب على فلسطين كرس ارضية قانونية - عالمية لتأسيس الكيان الاسرائيلي. وأكد جبور ان العالم يتعاطى بمعايير مزدوجة فيما يخص قضايا الشعوب فيهمل قضايا ويهتم بأخرى، وضمن هذا الاطار من التعاطي مع الاحداث التاريخية المفصلية تطل قضية حقوق الفلسطينيين شامخة في قاموس حقوق الانسان والشعوب، مطالبة بأن يكون لها نصيبها من الاهتمام العالمي. وأشار جبور الى ضرورة تسليط الضوء على فرادة قضية فلسطين ضمن اطار التنظيم الدولي، ففي تبرير نظام الانتداب جرى النص على ان الهدف منه اتبغاء مصلحة الشعوب المطبق عليها ذلك النظام وقيادتها الى درجة من التطور تسمح لها بأن تحكم نفسها بنفسها في حال الانتداب على فلسطين، لذلك فإن ادخال وعد بلفور في صميم صك الانتداب ينفي الهدف المعلن، وبالتالي فصك الانتداب باطل قانوناً إذا كان معيار شرعية الانتداب بحسب ما هو معلن الاهتمام بمصلحة الشعب الخاضع للانتداب، لان صك الانتداب نص قانوني يخالف عهد عصبة الأمم. وقال جبور انه بالاضافة لفرادة قضية فلسطين القانونية التي ذكرها هناك فرادة سياسية إذ تنفرد القضية عن كل ما عالجه التنظيمان الدوليان المعاصران العصبة ثم الأمم المتحدة في أنها مستمرة منذ الايام الأولى للعصبة حتى أيامنا هذه، فلم تغب قضية فلسطين بهذا العنوان أو بأحد تفرعاته في أي يوم من الايام عن جدول اعمال عصبة الامم ثم هيئة الأمم المتحدة. واكد جبور ان الهدف من التذكير باغتصاب فلسطين هو الالحاح على ضرورة ايجاد حل عادل لحقوق الشعب الفلسطيني يسعى الى انهاء مأساته وإقناع العالم ليس بظلم وعد بلفور فحسب بل بعدم عقلانيته ايضاً كحل لما عرف في أوروبا باسم المسألة اليهودية. وأوضح جبور من المنطقي جداً مطالبة الأمم المتحدة باصدار اعتذار واضح يقدم للفلسطينيين تعويضاً معنوياً عن إهدار الأمم المتحدة لحقوقهم ومن الواجب التأكيد على أن اصدار اعتذار ليس نهاية حساب عسير بل هو دفعة أولى يقدمها العالم للفلسطينيين، تتبعها دفعات تتناسب مع الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
