|
عرب- غرب معاً على الطريق وعندي أن مدخلا كهذا لفهم حركة العالم مدخل قاصر وخاطئ بالمرة. فالغرب ونقصد به أوروبا الغربية مجتمعة والولايات المتحدة الأمريكية هو في حال استمرار القوة المهيمنة على الكرة الأرضية. وإذا أضفنا إلى هذه القوة المهيمنة الصين نكون أمام عالمين: عالم الأقوياء وعالم الضعفاء الذي نحن العرب- ننتمي إليه, كما كنا ننتمي إلى العالم الثالث. وحقيقة الصراع العالمي الآن هو استمرار لمنطق الهيمنة الرأسمالية الامبريالية والمتعولمة على العالم. فالغرب بالمفهوم الذي أشرت إليه ليس معاديا للإسلام أو متصالحا معه ، الغرب قوة ذات مصالح تتحقق بالقوة المباشرة أحيانا وبالقوة غير المباشرة أحيانا أخرى. وبناء عليه فإن أي إمكانية قوة مناهضة للغرب وتقف على مصالحها الذاتية هي قوة معادية للغرب مهما كان دينها أو معتقدها. تأسيساً على فهم كهذا فإن الغرب بوصفه قوة مهيمنة وتسعى لاستمرار الهيمنة يقع في تناقض مع مصالح العرب بوصفهم شعبا ينحو نحو تحقيق حلم دولة أمة قوية. الغرب ضد أي مستقبل للعرب يقوم على أساس الدولة- الأمة, الغرب ضد أي محاولة لتأسيس دولة في الوطن العربي, الغرب ضد أي محاولة لتحول الشعب إلى قوة داخلية, ولهذا فإن هناك تحالفا غير مقدس بين الغرب وإسرائيل, بين الغرب والنظام السياسي العربي ولهذا أيضا لا نستطيع أن نتحدث عن تناقض بين الكيان العنصري الصهيوني والنظام السياسي العربي, بل إن أي نظام يسعى نحو الاستقلال عن الاستراتيجية الأمريكية سيقع حتما في دائرة الاستهداف الغربي. فإذا كان الأمر هكذا وهو هكذا فإن هذه الصورة يجب ألا تغيب عن أهدافنا, أقصد إذا ما أراد العرب أن يفكروا ويعملوا من أجل مستقبلهم فإنهم - دون فهم العلاقة مع الغرب على أساس كهذا فأنهم مخفقون لا محالة. فالغرب وقف ضد الحركة القومية العربية, ضدالحركة القوميةالسورية,ضد الحركة الشيوعية العربية, ضد الإسلام التحرري, وكل ذلك للحيلولة دون أن يتحول العرب إلى ذات للتاريخ، للحيلولة دون أن يتحول الكائن العربي إلى شخصية حرة. لا شيء بقادر على مواجهة الغرب المتحالف مع سلط منبعثة إلا الأحرار, العرب أولا يعني الحرية أولا, كل من لا يجعل من شعار العرب أولا يقول في حقيقة الأمر أمريكا والغرب اولا.
|