لا يرى العثماني أبعد من أنف نائب ترامب - مايك بنس-...
الرئيس الاميركي قرر اغراق اردوغان بـ (نبع السلام) حتى اذنيه وطربوشه.. هكذا يحفر ترامب حفرة للورقة التركية على عمق 32 كم في سورية، ومن يبحث عنها عليه انتشال اردوغان من وهم هذا العمق والتفاوض معه للخروج التدريجي...
ترامب الذي يغسل يديه من (المنطقة الآمنة) مع نهاية كل تغريدة يعرف بأنها التعويذة لعرقلة الحلول السياسية في سورية والتي تتكفل فيها روسيا.. كيف سيجر بوتين اردوغان الى سوتشي مكبلا بالعدوان وسلاسل (نبع السلام)!! على الروس ان يفككوا الحلم في خيال اردوغان قبل ان تحصل اي صدامات في الميدان...
موقف دمشق واضح بالمضي بالخطين السياسي والعسكري لمواجهة هذا العدوان التركي مرة في الميدان ومرة بالادانات... تحاول سورية خلق بيئة مواتية لتمرير تحضيرات لجنة مناقشة الدستور التي ثبتت رؤية عملها بما يسحب كل الذرائع.. لذلك نرى كل هذا التشويش حيالها... ومنها عدوان اردوغان.
تتمنع الدول الاوروبية عن (نبع السلام) بالهدنة وهي راغبة لحل مشكلة اللاجئين من بوابة اردوغان.. وليس من البوابات الانسانية او الشرعية.. ثمة من يدين اوروبياً حفاظاً على (بريستيجه الحضاري) أمام عدوان تركي خارج عن أي زمان أممي..
بالأمس هدد السلطان العثماني بسحق الرؤوس... -أليست هذه عقيدة داعش ذاتها-... صمتت الامم المتحدة وكل تماثيل الحريات في باريس ولندن...
وحده ترامب من نطق ممازحاً نظيره التركي: لا تكن أحمق!! ما استدعى استهجان الكرملن...ما هذه اللهجة؟!.. هي لهجة اللاعب الاميركي للعبة تركيه يديرها وتضحكه...
وحده ترامب من يلعب باردوغان.. وما تبقى من الغرب ما زالوا يأخذونه على محمل الجد.. لدرجة ان بوريس جونسون وانجيلا ميركل سيناقشان معه ملف مكافحة الارهاب واللاجئين!!... الأوضح ان ترامب يلاعبهم جميعا... فهو الاقل ضررا بعودة الدواعش الاجانب طالما ان الجنسيات الأكثر هي اوروبية...
الرئيس الاميركي دفن الورقة التركية في دهاليز المنطقة الآمنة «لعصلجة» العملية السياسية في سورية وعرقلة ذهاب لجنة مناقشة الدستور الى جنيف.. ويحاول حرق الورقة الكردية لمحو آثار أسرار عمل البنتاغون في الشمال السوري... يريد مزيداً من الوقت للانسحاب تحت الدخان من سورية وترتيب الملفات في المنطقة بما يتلاءم مع حملته الانتخابية القادمة...
الكرة الآن في الملعب الروسي.. فأردوغان سيلتقي بوتين في سوتشي ويحاور الشيطان الاميركي في عيني التركي..
موسكو لا تريد الصدام العسكري خاصة أن هناك التزامات تنتظرها من اردوغان في ادلب.. لا تزال تلاعبه سياسياً في وقته الضائع.. أما دمشق فلن تسمح له باللعب على جغرافيتها والجيش العربي السوري الذي هزم داعش والنصرة من الجنوب الى الشمال قادر على سحق اوهام اردوغان ورده عن السيادة السورية... ومكافحة الارهاب على الحدود بين الدول تكون بالاتفاقيات كاتفاقية (أضنة) وليس بالبلطجة!!