تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«خــــواتــــــم»..نســـاء هاربــات مـــن الـــوهــم

ثقافة
الأثنين21-10-2019
رنا بدري سلوم

وكأن الكاتبة «دانيا الأحمر» تصيغ أبطالها على وتيرة لعبة الشطرنج يتساقطون جنديا تلو الآخر حتى» يكش» ذاك الملك،

وهو لقب بطل مسلسل «الخواتم» النجم عبد المنعم عمايري، الشيطان الذي على شاكلة بشر، ضعيفٌ أمام المال، يسيل لعابه أمام غرائزه، فيرى الأنثى مخلوق ضعيف سهل المنال، فيتاجر به ويستغل وجوده لكسب المنفعة، فيحركه كدمى الخشب لكن في النهاية ستقطع تلك الخيوط، وتسقط أدواته، ويصبح في لحظة ما أداة منتهية الصلاحية عند أصحاب القرار فيختار الانتحار، رغم أن النهاية لم تكن مقنعة للمتلقي ولاسيما أن شخصية حاتم « الملك» شخصية مركبة صعبة الاقناع والانكسار، لكن كاتبة السيناريو أرادت وكما اعتدنا نحن العرب أن الخير سينتصر عاجلاً وليس آجلاً!‏

مسلسل واقعي إلى حد ما يسلط الضوء على حيتان المجتمع الذين يستغلون ضعف وفقر مجتمعهم ليصلوا إلى المال والنفوذ والسلطة، كلعبة البحر، السمك الصغير قوت يوم للأكبر منه، وهنا كانت المرأة هي الطعم في القصص التي صاغتها الكاتبة فتحكي لسان حال كل أنثى ضعيفة، مستباحة الجسد، مثلتها في خمس نساء متعلمات، كن قادرات على صناعة مجتمع أرقى، لكنهن يستغلن مهنهن، فتخرج المحامية عن القانون، وتتخطى موظفة المحاسبة الأرقام الخيالية فتكسب رصيداً وهمياً بمعاملات مزيفة، وتستغل الطبيبة النفسية نقاط ضعف النساء المعنفات والهاربات من مجتمعهن ليلجأن إلى جمعية تعنى بشؤون المرأة والتي ترأسها الفنانة «كاريس بشار» لكنها في الحقيقة تستغلها بأعمال منافية للأخلاق كالقتل والعلاقات المشبوهة والسرقة والاتجار بالأطفال واغتصاب النساء وتداول المخدرات وكل ما لا يمت الضمير والإنسانية بصلة.‏

وللخيانة الزوجية نصيب في مسلسل لا يرى إلا النصف الفارغ من كأس الحياة، فزوجة «الملك» تمثيل النجمة «مرح جبر» والتي هي أساس ثروته وجاهه وماله، يبقى في نظرها ذاك الأجير عند والدها صاحب النفوذ حتى لو أنجبت منه ولدان لم يكونا نقطة ضعفها كما كانا بالنسبة له، رغم كل الشر الملوث به، فتفكر يوماً أنها لابد أن تتساوى مع الرجل حتى في «الخيانة» لكنها تفشل في هذه المعادلة المستحيلة في مجتمع شرقي!.‏

اختارت الكاتبة للمرأة المستضعفة وضحايا الأعمال الانتهازية نهاية تليق بها إن صح التعبير، فتكسر المرأة التي كانت ذات يوم فتاة لقيطة أو طفلة تائهة في الطريق أو صبية منتظرة حب حياتها جدار صمتها، لتقول إنها ملك لنفسها فقط بعد أن كانت سلعة مستهجنة في يد الملك، عبدة للمال والغريزة والشهوة وورقة رابحة في يد الذكورة.‏

تمثيل محترف ومقنع لنجوم درامانا الذي يشد المتلقي رغم مضي خمس سنوات على انتاج مسلسل «خواتم « اخراج ناجي طعمة، تعرضه اليوم قناة «سما «الفضائية، ولا يزال يلقى نسبة متابعة لا يستهان بها، ولا ننسى شارة المسلسل تأليف وتوزيع الموسيقي رضوان نصري أداء النجم رضا التي تختصر حكايا الخواتم «حكم القدر قال الرب كلمته، ما في شيطان ولا بشر بيتعالى فوق حكمته، والفراشات ملونة ضاعت بعتم الليل، ما أخدت معنى من الحلم إلا الأسى والويل، شيطان عهيئة بشر كل البشر عارفينه، بإيده عم يزرع قسى وأصابع غدر حاملينه وبكل اصبع لبس خاتم كل الخواتم بإيده».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية